الغريب


سعاد محمد - سوريا


دُفعةً واحدةً..
تحرقُ الشّمس كلّ حطبِها
والنّسائمُ تشاغبُ قطّةَ النُّعاس
 تائِهُ قلبٍ يهبطُ منَ الغيب
يطلبُ شُربةَ عين ...
فأصابُ بالعطشِ المزمن
وأتمسّكُ بتلابيبِ الرّجاء
أيّها الغريب
اُمكثْ هنا اللّيلة
بابنا عارٍ
 وأصابعُ أمي ممطرة
أبي كرمٌ عتيق
 وتيننا صلاةٌ لا تنام
هنا أوّلُ جنّةٍ مأهولة
السّماء طيّبة, طيّبة
تركضُ مع الصِّبية
تحبُّ خبزَ التّنُّورِ ومِشطَ أمي
 واللهُ هنا كريم
تعالَ نعلّمِ البريَّة طلاءَ أظافرِ الطّريق
والسّهرَ للعصافير
تعالَ أُرِكَ أحلامي المكدّسة تحتَ السّرير
لنأخذْ قسطاً من الحبّ
 ولتتمرّدْ كلُّ الوحوشِ المدجّنةِ بنا
توارتْ دهراً خلفَ حدودِ الشِّتاءِ خارطة جسدي
 اُمكثْ بي اللّيلة
حتّى ينطفئَ القمر
وداعاً خرافيَّاً سأبتكرُ لك...
هنا الصّبحُ قريب
يحرسُ قميصَهُ على منشرِ الندى
 سأمزّقهُ..
وليبقَ أبداً هذا اللّيل

 

تعليق عبر الفيس بوك