لكِ الفخر بيومكِ المميز

 

منى البلوشية

"إنَّنا ندعو المرأة العُمانية في كلِّ مكان: في القرية والمدينة، في الحضر والبادية، في السهل والجبل، أن تُشمِّر عن ساعد الجد، وأن تُسهم في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كل حسب قدرتها وطاقتها، وخبرتها ومهارتها، وموقعها في المجتمع؛ فالوطن بحاجة إلى كل السواعد من أجل مُوَاصلة مسيرة التقدم والنماء، والاستقرار والرخاء. إنَّنا نُنادي المرأة العُمانية من فوق هذا المنبر لتقوم بدورها الحيوي في المجتمع، ونحن على يقين تام من أنها سوف تلبي النداء" - من أقوال القائد (1994م).

بفضل صاحب الجلالة السلطان قابوس المفدى -حفظه الله تعالى وأطال بعمره- تمَّ تخصيص يوم السابع عشر من أكتوبر من كلِّ عام يوماً خاصًّا للمرأة العُمانية، فقد أتى هذا اليوم تكريماً وتقديراً للجهود التي تقوم بها وللمكانة التي وصلت إليها؛ ففي ظلِّ قيادته الكريمة أخذت المرأة كل حقوقها في كافة المجالات؛ من تعليم ووظائف، والكثير مما نراه واقعاً ملموساً تفتخر به؛ فقد أصبحت منافسة لنصفها الآخر بفضل جهودها وتميّزها لخدمة هذا الوطن الغالي، وبذل المزيد لتصل به للمعالي والرفعة والرقي.

فالمرأة هي من تَرْسِم البهجة والسرور، ولمن يحتاجها هي المُضحية في سبيل إسعاد غيرها، وبفضل تكاتف الجهود استمرَّت في عطائها، والذي رافقه عملها التطوعي من أجل رسم الفرحة على وجوه المحتاجين.

فقد خُصص هذا اليوم تقديراً لجهودها ودورها الملموس في شتّى ومختلف المحافل والمجالات، فهي صانعة الأمجاد ومشاركة لرفع راية البلاد، فهنيئاً لها هذا التكريم الذي أُعطي لها واستحقاقا لها وبجدارة، ووساماً لها وثقة بها ولقدراتها.

تحيَّة لكل امرأة على أرض عُمان الحبيبة، تحية لأمي وأمهاتكم قبل كل شيء؛ لأنها هي التي ولدت جميع نساء عُمان، هي التي أهدت عُمان الطبيبة: الممرضة، والمعلمة، والرسامة، والكاتبة والسفيرة والمهندسة... وغيرها، هي التي أعطت عُمان زهرات يفوح بهن المجد ترنُّما.

جميل أن تسعد هذه المرأة بيومها الذي خُصص لها، كونها نصف المجتمع، وبها تتقدم الأمم والشعوب، كيف سأحكي قصة امرأة كافحت وناضلت وصبرت وأعطت دون أن تنتظر شكراً وعطاء آخر.. إنَّ عطاءها لا ينفد مهما ادَّعت ذلك، فإنها تُعطِي دون أن يعلم بعطائها أحد.

نعم.. إنني إحدى هؤلاء النساء ممَّن أخذن حقوقهن في أمورٍ شتّى، ويكفيني فخراً أن أُبدي رأياً يُؤخذ به، يكفيني فخراً ما أنا به الآن بين صفحات بلادي، ماذا سأكتبُ وأسطر من أجلك يا وطن، وبظل القيادة الحكيمة، وما زلتُ آخذة منه وأنا تحت كنفه وبين أحضان وطني آمنة مطمئنة، فكون المرأة ما زالت تناضل وتجاهد ستصل حتما لمبتغاها، وبمساندة مجتمعها الذي وقف معها ولا يزال بقربها رغم كل المعوقات والمُحبطات التي تقف أمامها، إلا أنها أثبتت وبجدارة أنها تستحق هذا اليوم، وصمدت من أجل ما وصلت إليه.. فالمرأة جنة ونور يُستضاء بها، هي خريف وشتاء، هي كل الفصول، هي بياض القلوب وصفاؤها.

فلا نُنكر أيضًا دور الرجل الأب، والأخ والابن والزوج، فله كل الشكر لوقفته، ومد يد العون لها، ولاجتيازها برفقته المصاعب؛ فهي التي تحتويه في كل حالاته وهو احتواها، فشكرًا لهذا الرجل الحاني، الذي بفضله -بعد الله تعالى- أخذت المرأة حقها، لك يا أبي الحنون قائد بلادي، ولأبي الذي أحمل اسمه وأترنم به فخراً، ولكل من وقف بقرب المرأة العمانية حتى واصلتْ الطريق لما هي به الآن، فهو الذي التمس وما زال يلتمس تضحيات أمه وأخته وزوجته، وما زال مشوارها مستمرا، ويُحتذى به، وما زال هو بقربها يساندها ويعاونها ويشجعها؛ فأصبحت المرأة العمانية المرأة التي يُشار إليها بالبنان وبإنجازاتها التي حققتها وما وصلت لها؛ فتعاقبت مشاعري وكأنها تلك الفصول الأربعة فإنني أفتخر كوني عُمانية، فأنا وأنتِ قصة ترويها الشعوب، فافخري يا ملهمة، يا جسراً سخركِ الله ليعبر من عليك المار ليجتاز الصعاب.

فالوطن لا يُحلِّق بدون المرأة.. الوطن كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق، فكيف إذا كان أحد هذين الجناحين قائدًا فذًّا وملهمًا كمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أيَّده الله.

تعليق عبر الفيس بوك