ورقة السلطنة تركز على ما تعرضت له الذاكرة العربية من نهب على يد الاحتلال

"الوثائق والمحفوظات" تشارك في "مخاطر الأرشيفات العربية"

...
...
...

 

مسقط - الرؤية

شاركتْ هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، برئاسة سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس الهيئة رئيس المكتب التنفيذي للفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف، في أعمال الندوة العلمية "المخاطر التي تواجهها الأرشيفات العربية وسبل التصدي لها"، والتي ينظمها الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف، بالتعاون مع هيئة الوثائق القومية المصرية، تحت رعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية، وبحُضور عدد من أصحاب السعادة رؤساء الأرشيفات العربية، ومجموعة من المختصين في مجال الوثائق. والتي أقيمت في دار الوثائق القومية المصرية بالقاهرة.

تضمَّنتْ الندوة 11 ورقة بحثية تقدَّم بها متخصصون وخبراء من 6 دول عربية (مصر، سلطنة عمان، الجزائر، فلسطين، ليبيا، السودان)، والتي تأتي تزامنا مع الاحتفال بيوم الوثيقة العربية 17 أكتوبر من كل عام.

استُهِلت الندوة بكلمة نيفين محمد موسى رئيس الإدارة المركزية لدار الوثائق القومية والأمين العام للفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف، ثم ألقى سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني كلمة؛ أكد فيها أهمية الحرص والعمل على التصدي للمخاطر التي تواجهها الأرشيفات العربية وسبل التصدي له، وأن المخاطر التي تواجهها الوثائق العربية كثيرة؛ أبرزها: السلب والنهب؛ حيث يجب أن يكون هناك تكاتف لصد المعتدين على الوثائق العربية، وذلك من خلال رفع الوعي لدى شعوبنا، خدمة للحضارة الإنسانية وخدمة للبحث العلمي.

وأضاف سعادة الدكتور بأن الندوة ستخرج بتوجيهات تعزز هذا الجانب للحفاظ على ذاكرة الأمة العربية، وحث في كلمته المسؤولين في مجال الوثائق من أجل التصدي لهذه المخاطر، وشدد الضوياني على أهمية الحفاظ على الوثائق والتعاون المشترك وتبادل الخبرات والعمل على إقامة المؤتمرات والندوات من أجل النهوض بمجال الوثائق والمحفوظات والمحافظة على الكنوز الوثائقية التي تزخر بها الأمة العربية. كما شجع مشاركة الأرشيفات العربية في المنظمات الدولية لتعزيز الحضور، ومشاركتهم البناءة في إبراز دور الأرشيفات العربية.

وتوزَّعت أوراق الندوة على جلستين؛ الأولى ترأسها سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، وقدمت الهيئة فيها ورقة بحثية بعنوان "الأرشيفات العربيّة: مخاطر الحروب والنزاعات وسُبل الحماية" للدكتور عبدالعزيز بن هلال الخروصي مدير دائرة البحوث والدراسات بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وأشار فيها إلى أن الوثائق والأرشيفات تمثل تاريخاً يمتد لآلاف السنين، وتُعبّر عن مسيرة الدول والشعوب، وشاركت في إنتاجها مختلف الأعراق والأجناس والملل والطوائف والأسر والأفراد، أرَّخت لوقائع وأحداث، وتناولت أنظمة وقوانين وأعرافا.

وأضاف أن الأرشيفات العربيّة هي نتاج الفكر والعقل العربي في أزمنة متفاوتة، البعض منها دُوِّن خلال بلوغ الوطن العربي درجات عالية من الرقيّ الفكريّ والمعرفيّ والمستوى الاجتماعيّ والاقتصادي، ومنها ما كُتب أثناء ما أصاب العرب الضعف والهوان؛ حيث كانت الدول العربية تُعاني من الاستعمار وجسامة الاحتلال، والذي ما زالت تعاني منه فلسطين الشقيقة. فالقضية الفلسطينية خير شاهد ومثال حي على ما تتعرض الأمة العربيّة من انتهاكات واضطهاد ومصادرة لحريتها وفكرها وتاريخها ونهباً لأرشيفها.

وتواجِه الأرشيفات العربيّة تحديات كبيرة ومخاطر جسيمة، فعندما كانت الأقطار العربيّة واقعة تحت الاستعمار والاحتلال لم تسلم أرشيفاتها من محاولات أو حالات النهب والسرقة والتزييف، واستخدمت القوى الاستعماريّة وسائل شتّى؛ حيث إنَّ المطلوب إسقاط الذاكرة الوطنيّة العربيّة الحيّة، وإتلاف معين معرفي تستنير منه الأمة فكراً وعلماً، ومصادرة ما يُعينهم على الصمود والثبات ألا وهو أرشيفاتهم ووثائقهم.

تعليق عبر الفيس بوك