< العوفي: توظيف التقنية الجديدة في استخراج الغاز من حقل خزان

الرؤية - نجلاء عبدالعال

افتُتِحت، أمس، أعمالُ مؤتمر ومعرض تكنولوجيا التصديع الهيدروليكي الدولي، الذي تُقيمه جمعية مهندسي البترول العالمية، وتستضيفه السلطنة على مدى 3 أيام، برعاية وزارة النفط والغاز.

واستُهِلَّ حفل الافتتاح بكلمة سعادة المهندس سالم العوفي وكيل وزارة النفط والغاز، وألقى الدكتور علي الغيثي مدير هندسة البترول بشركة تنمية نفط عمان رئيس المؤتمر كلمة، تلتها كلمة دارسي سبادي رئيس الجمعية الدولية لمهندسي البترول للعام 2018، كما ألقى آندي كريجير رئيس أكاديمية ويلز العالمية التابعة لشركة BP الكلمة الرئيسية للمؤتمر.

وعقب الافتتاح، قال سعادة المهندس سالم العوفي إنَّ انعقادَ مؤتمر بهذه الشُّهرة في السلطنة أمرٌ بالغ الأهمية، خاصة وأنَّها المرة الأولى التي يعقد فيها خارج الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن تكنولوجيا التصديع الهيدروليكي مثلت نقلة نوعية في بنية صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة والعالم كله، فقد مكنت هذه التقنية من العودة إلى الحقول القديمة التي تركت بسبب ضيق المكامن وارتفاع الضغط فيها؛ مما يصعب الاستخراج منها، لكن مع تكنولوجيا التصديع أصبح من الممكن العودة لهذه الحقول المهجورة ذات المكامن الصعبة وإعادة الإنتاج منها مرة أخرى، وأوضح أن أكبر مثال على الاستفادة من هذه التكنولوجيا في عُمان هو حقل خزان، الذي تم اكتشافه منذ العام 2000 عن طريق شركة تنمية نفط عمان، لكنَّ التقنية في ذلك الوقت لم تكن تتيح التعامل مع هذا الحقل بحكم عمقه الكبير وضيق المكمن الشديد، ومع تطور التكنولوجيا في العام 2010 و2011، استطاعت شركة بي.بي العودة للحقل وتطويره، وبدأت بالفعل الإنتاج الحقيقي منه. وأضاف سعادته أن تكنولوجيا التصديع تطوَّرت بشكل كبير جدا، ودخلت عليها الكثير من المتغيرات؛ سواء في استخدام المياه أو الرمال المستخدمة للحفاظ على التصديع مفتوحا، وكل هذه التكنولوجيا تتطور يوميا؛ بما يؤدي إلى تراجع التكلفة المالية مع تزايد كفاءة عمليات التصديع، إضافة إلى إمكانية عمل عدد أكبر من عمليات التصديع التي بدأت بعمليتين إلى 3 فقط، ووصلت حاليا إلى نحو 50 عملية، في الحفرة نفسها. وقبل التطور، كانت عمليات التصديع تستخدم في الحفر الرأسية فقط، بينما أصبح من الممكن الآن استخدام هذه التقنية في الحفر الأفقية أيضا، وهو ما يفتح آفاقا واسعة للإنتاج النفط والغاز.

وأكَّد سعادته أهمية المؤتمر في مُعالجة الكثير من القضايا المتخصصة، كما أنَّ هناك مُشاركة لحالات النجاح، إلى جانب استعراض حالات الفشل لدراسة أسبابه، كما أن المعرض المصاحب يقدم تقنيات تعد الأحدث عالميا لأكبر الشركات العالمية في القطاع.

وفي ردِّه على سؤال "الرؤية" حول مدى امتلاك السلطنة للكفاءات الوطنية المؤهلة لهذه التكنولوجيا؟ قال سعادته: هناك الكثير من الإمكانيات متوفرة في السلطنة، لكن قد تكون هناك حاجة للاستعانة ببعض الخبرات في تطبيق هذه التكنولوجيا من الخارج قبل توطينها؛ لضمان إيجاد قيمة مضافة من صناعة النفط.

ويشارك في المؤتمر أكثر من 500 خبير في مجال التصديع الهيدروليكي الخاص بتعزيز إنتاج النفط والغاز من المكامن الضيقة، ويتضمَّن جلسات عامة وجلسات تقنية متخصصة، إضافة لمعرض يضم شركات إقليمية ودولية تستعرض ابتكاراتها ومنتجاتها وخدماتها.. وقد استقبل المؤتمر والمعرض في يومه الأول أكثر من 450 زائرا.

من جانبه، قال دارسي سبادي رئيس الجمعية الدولية لمهندسي البترول: إنَّ العالم يرقب هذا المؤتمر في عُمان، والتقنية التي يمكن أن تقود مستقبل تكنولوجيا التصديع، والتي ستحدث مع وصول هذه التكنولوجيا إلى المستويات التالية، والجمعية تضم الخبراء.

وفي كلمته الرئيسية، قال آندي كريجر: سعيد للغاية بالتقدم الذي تم إحرازه في مجال التصميمات والتنفيذ العملي لتكنولوجيا التصديع. لقد مررنا بفترة ديناميكية في السنوات القليلة الماضية، ونجد الآن أن صناعتنا تسير على مسار مختلف، وأنا سعيد للغاية للمسار الذي تسير فيه صناعة النفط والغاز حاليا.

وقال الدكتور علي الغيثي رئيس المؤتمر: هناك الكثير لنتعلمه من الثورة التكنولوجية والابتكارية في مجال تكنولوجيا التصديع، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية. السرعة والقدرة على التكيف مع ديناميكيات السوق وهو أمر ممتاز، حيث يستمر الإنتاج في الزيادة مقابل تقليل التكاليف، ويمكننا في المنطقة أن ننتهز هذه الفرصة للتعرف على الجديد والأحدث في هذا المجال ونتشارك مع موفري الخدمات والمبتكرين من الولايات المتحدة الأمريكية في العديد من التطبيقات في المنطقة وخارجها؛ وبالتالي فإن موضوع المؤتمر في غاية الأهمية.

وقال الدكتور سلطان بن سعيد الشيذاني مدير هندسة البترول بشركة تنمية نفط عُمان: إن المؤتمر يُركِّز على مجال تقنية التصديع الهيدروليكي التي شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، والهدف من هذه التقنية زيادة الإنتاج في حقول النفط والغاز، خاصة في المكامن المعقدة والصعبة، لافتا إلى استعراض العديد من الأوراق البحثية في المؤتمر تناقش تطبيق تقنية التصديع الهيدروليكي والتطورات التي مرت بها واستخداماتها وفوائدها، وأكد أن هذه التقنية توفر الكثير من المال والجهد، خاصة في مجال الغاز؛ حيث تمكن الشركات العاملة من الاستخراج من المكامن العميقة التي لا يمكن الاستخراج منها دون هذه التقنية.

وتضم قائمة الجهات الراعية والداعمة للمؤتمر: شركة تنمية نفط عمان، وبريتش بتروليوم بي.بي، وأرامكو السعودية، والنفط العمانية للاستكشاف والانتاج، وشلمبرجير، وأبراج لخدمات الطاقة، وOiLSERV، وبيكر هيوز، وجنرال إلكتريك، بدعم من وزارة السياحة العمانية.