16 ورقة عمل تبرز الدور الحضاري للمرأة العمانية في الحركة العلمية

 

الرؤية - مريم البادية

انطلقت أمس، ندوة الحركة العلمية للمرأة العمانية ودورها الحضاري، برعاية معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي، وذلك في قاعة المُحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر في محافظة مسقط، وبتنظيم من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة في دائرة الإرشاد النسوي، وذلك تزامنًا مع احتفالات السلطنة بالمرأة العمانية في يومها الأغر يوم السابع عشر من شهر أكتوبر من كل عام، وبحضور عدد كبير من الأكاديميات من مختلف المجالات. وتهدف الندوة إلى إبراز سير السلف من النساء العمانيات والعناية بآثارهن وإسهاماتهن العلمية والحضارية، وحسن عرضها للجيل الصاعد، وتسهم في تقديم رؤى علمية في كيفية الاستفادة من تاريخ المرأة العماني مع طرح تصورات وآليات تفعيل وتنشيط دور المرأة العمانية في مجال العلم والحضارة، كما تهدف إلى تعزيز المشاركة العلمية للمرأة العمانية والقيادة الفاعلة في المحافل العلمية للارتقاء بشأن المرأة علمياً وعمليًا.

وقالت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي إنه في ظل الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- فإنَّ المرأة العمانية حظيت باهتمام واسع وامتيازات وحقوق تعدت المناصب الإدارية والتشريعية في الدولة لتتقلد من المناصب العليا ما هو خارج حدود الوطن. وأثمرت هذه الرعاية والاهتمام الواسعين حراك المرأة العلمي والتنموي والاجتماعي الملموس في  المحافل الدولية والمحلية. فعلى صعيد قطاع التعليم العالي أظهرت الإحصاءات تصاعد معدلات توجه الفتاة العمانية نحو الالتحاق بالتعليم العالي؛ حيث ارتفع معدل الالتحاق للإناث العمانيات في مؤسسات التعليم العالي من 37.9% في العام الأكاديمي (2010-2011) ليصل إلى 73.1% في العام الأكاديمي (2017-2018).

وأضافت أن إجمالي عدد الطالبات الدارسات في المرحلة الجامعية الأولى داخل السلطنة وخارجها في العام الأكاديمي 2017/2018 بلغ (77475) طالبة، بينما بلغ عدد الدارسات في مرحلة الدراسات العليا في العام ذاته (3134) طالبة، فتؤكد معاليها أن هذا يثبت سعي وإصرار المرأة العمانية على مواكبة الحركة العلمية في مختلف التخصصات العلمية والإنسانية.  كما أشارت في صعيد العمل الدبلوماسي إلى أنَّ المرأة استطاعت أن تثبت جدارتها وكفاءتها في المنظمات الدولية وذلك – على سبيل المثال لا الحصر - بانتخابها نائبة لرئيس لجنة التنسيق للنساء البرلمانيات التابعة للاتحاد البرلماني الدولي الذي أقيم في شهر أكتوبر عام 2014م، كما تُمثل المرأة العمانية السلطنة كسفيرة في عدد من الدول، وفي عدد من المنظمات الدولية ومنها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو ومندوبية السلطنة الدائمة لدى الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية بجنيف.

وأشارت مريم العزرية في الكلمة التنظيمية للندوة أنَّ المرأة دخلت منذ القدم في معترك الحياة إلى جانب الرجل، فكانت رافداً أساسيا في التوازن لديمومة الحياة على مر العصور؛ بل قد انبعثت منها الحضارات الإنسانية وأشرقت بنورها في أرجاء المعمورة. ولذا حظِيَت المرأة بمكانة عالية في الإسلام، فكان لها حضور قوي في المجتمع الإسلامي منذ نشأته، فكانت ملاذًا وحصنًا منيعًا به، وامتدَّ عطاؤها إلى المجال العلمي والتعليمي والإصلاح المجتمعي والمشاركة في إرساء دعائم الدولة الإسلامية وتشييد بنائها وقيادتها.

وناقشت الندوة في يومها الأول محورين تمثل الأول في التكوين العلمي للمرأة العمانية على امتداد عصور الدولة العمانية وقدمت الدكتورة فوزية الفهدية ورقة حول القيم الاجتماعية والثقافية التي حملت المرأة العمانية على المساهمة الفاعلة في مجتمع ينتظر دورها ويؤمن بقدرتها وحيوية تأثيرها.

وقدمت بهية العذوبية ورقة حول مجتمع المرأة العمانية قبل النهضة المباركة، كشفت فيها عن الدور الاقتصادي والاجتماعي للمرأة العمانية من خلال التركيز على السيرة الذاتية للأديبة عائشة الحارثية التي كانت من أهم ناظمات الشعر في المجتمع.  ثم تحدثت الدكتورة طيبة الكندية في الورقة الثالثة عن الأسر العلمية ودورها في تعليم المرأة العمانية.

وتعرضت الندوة في جلستها الثانية إلى الدور العلمي للمرأة العمانية، وجهودها في العلوم الشرعية، كما ناقشت حضور المرأة في المجتمع من خلال المصنفات الفقهية العمانية، بالإضافة إلى تجربة المرأة العمانية الشعرية في عصر اليعاربة، واختتمت الورقة الأخيرة بدور وإنجازات المرأة العمانية في العلوم والبحث العلمي.

وستناقش الندوة في يومها الأخير الدور الريادي الحضاري للمرأة العمانية وستكون هند بنت المهلب نموذجًا لهذا المحور، ثم تختتم جلساتها بالدور الحضاري للمرأة العمانية في خدمة المجتمع وتنميته، لتعرج على المشاركات المجتمعية لها وإسهاماتها في العمل التطوعي، ودورها في صناعة العلماء والقادة.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك