تعليم ذوي الإعاقة السمعية

 

عمرو عبد العظيم

 

إن الإعاقة السمعية تمثل حاجزًا أمام الطفل إن لم يجد الرعاية الخاصة المناسبة في جميع نواحي حياته الاجتماعية والنفسية والجسمية والتعليمية، فعلى جميع أفراد المجتمع تحمل المسؤولية تجاه الأطفال ذوي الإعاقة السمعية وتبدأ هذه المسؤولية من إعطائه الثقة، وعدم الخوف، وتقوية علاقته بالمجتمع وعدم النظرة الدونية له ولتصرفاته المضطربة في كثيرِ من الأحيان، وعلى المؤسسات التعليمية زيادة الاهتمام بهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال زيادة نشر الوعي العام والتثقيف التعليمي والتعريف بالفئة وخصائصها، خاصة في المدارس التي يوجد بها مثل هذه الحالات وتوفير المعلمين ومساعديهم المؤهلين على تحمل مسؤولية تعليم ورعاية هذه الفئة صاحبة الإعاقة السمعية.

حيث تشير دراسة علمية إلى أنّ المعاقين سمعيًا يتعلمون بصورة أفضل عندما يستخدم المعلم وسائل بصرية والحسية والبصرية والعملية، حيث توفر لهم أدوات تكنولوجيا التعليم العديد من الوسائط المتعددة والبرمجيات المتنوعة التي تسهم في تعلمهم بشكلِ أفضل.

وتعرف الإعاقة السمعية بأنها حرمان الطفل من جزء من حاسة السمع في حالة الإعاقة السمعية البسيطة وحرمان كامل منها في حالة الإعاقة السمعية الكاملة أو ما يطلق عليها الصمم" ويؤدي هذا الحرمان الكلي أو الجزئي إلى عدم قدرة الطفل على تنمية مهاراته العقلية والاجتماعية والانفعالية والسلوكية وفي حالة الإعاقة السمعية البسيطة يكون هذا الحرمان أقل حيث يمكن مساعدة الطفل في هذه الحالة ببعض المعينات البصرية والحسية للتغلب على فقدانه جزءا من حاسة السمع ويمكن الاستعانة بمكبرات الصوت وسماعات الإذن حسب التصنيف الطبي للحالة.

وتعود أساب الإعاقة السمعية البسيطة لعدة عوامل منها ما يلي:

العوامل الوراثية: حيث يرجع تقريبا نصف حالات الإعاقة السمعية بشكلٍ عام إلى العامل الوراثي.

عوامل قبل الميلاد:

•   إصابة الأم الحامل بالحصبة الألمانية أو بعض الأمراض الأخرى التي تؤثر على الجنين في هذه المرحلة وتعيق حاسة السمع عن العمل

•   عدم توافق العامل الريزيسي (RH) الخاصة بتوافق الدم.

•   تناول الأم بعض العقاقير أو الأدوية السامة.

•   التسمم الحملي أو النزيف الذي قد يحدث قبل الولادة.

وهناك بعض الخصائص لأفراد الإعاقة السمعية البسيطة ومنها ما يأتي:

 الخصائص الجسمية: أكدت الدراسات أنّه لا يوجد فروق بين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية البسيطة والأفراد العاديون من حيث النمو الجسمي والطول والوزن وجميع مراحل النمو الجسمي المختلفة.

الخصائص العقلية: تشير الدراسات إلى عدم وجود علاقة واضحة بين الصمم والذكاء إلا أنّ الحرمان الحسي السمعي يترك آثارًا واضحًا على بعض النشاطات العقلية حيث يؤثر ضعف حاسة السمع على بعض العادات والسلوكيات حيث ينتج عنها عدم تناسق في الحركة وعدم القدرة على التحكم في إصدار الأصوات.

وفيما يخص التحصيل الدراسي: نجد عدم قدرة ضعيف السمع على التحصيل العلمي مثل المتعلم السليم، فكلما كانت الإعاقة في سن مبكر كان التأثير السلبي درجته أكبر على التحصيل الدراسي إذا ما قورنوا بمن أصيبوا بالإعاقة في سنٍ متأخر.

وتعتبر الذاكرة من أهم السمات العقلية للفرد فنجدها في الإعاقة السمعية البسيطة تتميز بعض الأحيان بالتفوق في تذكر الأشكال والحركات وغيرها مما لا يعتمد على المؤثرات السمعية.

ومن الاعتبارات التربوية الخاصة بالأطفال ذوي الإعاقة السمعية تحدد من خلال إجراء تقييمات للفئة بكل أفرادها ينتج عنها تصنيف خاص يمكننا من وضع الاعتبارات التربوية الملائمة لكل فئة، وهناك بعض العوامل التي تحدد الاعتبارات التربوية لهذه الفئة منها درجة الإعاقة السمعية، وسن حدوث الإعاقة للطفل، والجانب الصحي المتمثل في الرعاية الصحية المقدمة للطفل صاحب هذه الإعاقة، واتجاهات الوالدين والأسرة والمجتمع نحو تعليم أطفال هذه الفئة، ومعرفة واكتشاف الإعاقة والتدخل السريع المبكر ومدى تأهيل المعلمين وقدرتهم على التعامل مع هذه الإعاقة واتجاهاتهم نحوها.