من أين تبدأ قوتك؟!

 

أميمة العجمية

تبدأ قوة الإنسان الداخلية (الذاتية) من الإدراك. الإدراك هو أحاسيس القوة الذاتية وهو العملية العقلية التي عن طريقها يمكن للإنسان التعرف على العالم الخارجي وذلك عن طريق المُثيرات الحسّية المختلفة، ويشمل الإدراك (عملية تلقي وتفسير واختيار وتنظيم المعلومات الحسية). وذلك ما يُسمى بالإدراك الحسي أو التحسس في علم النفس وعلوم الاستعراف.

والإدراك هو أساس الاتصال بالواقع وهو الذي يُزود الذاكرة والتفكير والتصور والاستدلال بالمعطيات الخام. للإدراك شروط وهي (المثير "وهو السبب الحسي للإدراك " - الإحساس - التعرف - اختيار الاستجابة). مثال: عند سماع صوت جهاز الإنذار وخبر أنه دليل للخطر استجاب وفق خبرته بأنه خطر فقد يهرب أو يختبىء. أي أن تعاقب العمليات يكون: (المثير- الإحساس- التعرف- اختيار الاستجابة). والإدراك يحتاج لذاكرة، فظهور مثير قد مررنا به يسترجع معلومات قد أدركناها مسبقاً.

 

للإدراك عوامل منها داخلية ومنها الخارجية، فالداخلية هي أن يتأثر إدراك الفرد بما حوله من المُثيرات ومواقف وأشخاص وظواهر بعدد من العوامل الداخلية (الذاتية) المتعلقة بالشخص ذاته؛ حيث توجه تلك العوامل إدراك الفرد وفقا لبعض المتغيرات وهي (الميول والاتجاهات- الخبرات السابقة- حاجات الفرد ورغباته- الإيحاء- التوقع- الحالة الانفعالية والمزاجية). أما الخارجية فهي أن يتأثر إدراك الفرد لما حوله من المثيرات ومواقف وأشخاص وظواهر بعدد من العوامل الخارجية (الموضوعية) المتعلقة بالمثيرات الخارجية حيث توجه تلك العوامل إدراك الفرد وفقا لبعض المتغيرات؛ وتكمن في الحركة والتغيير- التنظيم والترتيب - خداع الحواس -التباين والتضاد.

الإدراك هو بداية النمو... الإدراك هو بداية التغيير في الإنسان.. يجب للإنسان أن يدرك أفكاره وأحاسيسه والتحديات والعوائق. معظم الناس يعيشون بطريقة تلقائية.. ومعظم سلوكيات الإنسان قد تكيّف عليها مسبقا وأصبح روتينه اليومي وغير قابل للتغيير مما جعله يدرك أنه يصعب عليه تغيير روتينه، ولكن مازال الوقت أمامك ومازلت قادرا على تغيير نفسك، فقط أدرك أنك قادر على تغيير نفسك للأفضل.. وضع خططاً لتغيير ذاتك وإدراك خططك.. الكثير من الناس وبكمية هائلة يعيشون بتلقائية ومن غير وضع خطط ومن غير أهداف.. انهض فما زال الوقت أمامك، فقط أدرك، فالإدراك يساعد الإنسان على العيش بطريقة واعية..

الإدراك.. هو أن تدرك كيف تعيش.. أن تدرك كيف تتحدث.. أن تدرك مع من تتحدث.. أن تدرك كيف تتنفس.. أن تدرك كيف تفكر.. أن تدرك كيف تصنع أهدافك.. أن تدرك كيف تضع خططك.. لأنّ من غير الإدراك سوف تعيش في التلقائيات.. من غير الإدراك سيصبح روتينك واحداً لن يتغير.. من غير الإدراك سوف تعيش في خوف من الحياة.. يجب أن تدرك أن الله يحبك.. يجب أن تدرك أنك أنت الأفضل.. يجب أن تدرك أنك أحسن مخلوق على وجه الأرض.. يجب أن تدرك أنك واثق من نفسك وقدراتك الذاتية وقوتك الداخلية وأنك قادر على النجاح وقادر للوصول اليه بكل سلاسة.. يجب أن تدرك ألا مستحيل في الحياة..

عش بالأمل.. عش بالتفاؤل.. عش كأنّ الحياة تضحك لك دائما وإنّ سقطت على رجليك فقم وأكمل مسارك.. عش وكأنك تموت غداً.. عش بالفعل.. عش بالحب.. عش بالإحساس..

 

فكم من أناس تمنوا أن يعيشوا على ما أنت عليه الآن.. احمد الله على كل ما تملك..

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك