مسقط - الرؤية
نظمت وزارة الزراعة والثروة السمكية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو، صباح أمس، حلقة العمل الاستهلالية للمشروع البحثي التنموي لإنتاج ونشر شتلات الحمضيات الخالية من الآفات، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل الوزارة للزراعة.
وتنعقد هذه الحلقة ضمن المشروع البحثي التنموي والذي يهدف لحماية شتلات الحمضيات من الآفات وزيادة إنتاجية السلطنة من الحمضيات وأحياء زراعة الليمون العماني. وقدم مدير المشروع البحثي التنموي الدكتور عبد الله بن داود الزدجالي خبير بحوث وقاية النبات عرضاً مرئياً حول ما تمَّ إنجازه من قبل وزارة الزراعة والثروة السمكية في مجال البراءة الصحية للحمضيات. وأوضح الزدجالي أنَّ هذا المشروع يأتي ضمن الجهود المبذولة من قبل وزارة الزراعة والثروة السمكية لحصر وتجميع الأنواع والسلالات النباتية العمانية والمحافظة عليها من الاندثار والضياع بسبب الأمراض والآفات وخاصة تلك النباتات المتوارثة عبر الأجيال والمتأقلمة مع ظروف الزراعة في عُمان، ولإعادة إحياء زراعة الليمون العماني وبعض الحمضيات الأخرى بعد فقد مئات الآلاف من تلك الأشجار بسبب الأمراض الفتاكة التي غزت زراعات الليمون بصفة خاصة وعلى رأسها مرض مكنسة الساحرة (العجوز) الفيتوبلازمي العنيد والقاتل الذي تمَّ اكتشافه وتسجيله على الحمضيات عالميًا للمرة الأولى في السلطنة بداية الثمانينيات، وأيضًا بجانب بعض الأمراض الفيرويدية والفيروسية الأخرى.
وعن أبرز الإنجازات المتحققة خلال المشروع، قال إنه تم إدخال وتطبيق تقنية زراعة الميسم والقلم نسيجيا لإنتاج شتلات الأمهات الخالية من الأمراض، وتطوير تقنية الإكثار النسيجي بما يتناسب مع إمكانيات وظروف مختبرات الوزارة والأصناف المراد إكثارها، وكذلك استحداث وحدة متكاملة للإكثار النسيجي للحمضيات مع كامل مرفقاتها ومتطلباتها مع الكادر المؤهل بالرميس، بالإضافة إلى استحداث مختبر لفهرسة أمراض الحمضيات ضمن مختبرات المشروع وإدخال تقنية الإكثار الخضري بالأجزاء الدقيقة أو الصغيرة جدًا داخل البيئات المغلقة.
وبين الزدجالي أنه تم إنتاج 12 نوعًا من الحمضيات المحلية وتحديد الوسط الغذائي المناسب لكل نوع بالزراعة النسيجية، وهناك الآن ما يزيد عن 3 آلاف نبتة من أربعة أصناف ضمن 12 نوعًا تستخدم كأمهات للإكثار الخضري الكمي.
وقالت سعادة نوره أورابح حداد ممثلة الفاو بالسلطنة إن صغار المزارعين في السلطنة يعتمدون اعتمادًا كبيرًا على زراعة الليمون كواحد من المصادر الرئيسية للدخل.
وبينت أنه نتيجة للآفات التي تصيب زراعة الليمون في السلطنة، فقد قررت وزارة الزراعة والثروة السمكية تطوير قطاع الحمضيات من خلال تحسين البرنامج الخاص بإنتاج وتكاثر شتلات الحمضيات الخالية من مسببات الأمراض "الشتلات المعتمدة".
وعن الأهداف الرئيسية لهذا المشروع والذي سينفذ بدعم فني من الفاو، قالت سعادتها إنها تتمثل في إبراز المرافق الموجودة على أرض الواقع في برنامج الشهادات المعتمدة (البيوت الزجاجية، الأنفاق، دور الحضانة، المختبرات، إلخ)، ومراجعة وتقييم التحديث المطلوب من أجل تحسين كفاءة تلك المرافق، علاوة على ذلك، فإنَّ الهدف الثاني من هذا المشروع يتمثل في تحسين الحالة الصحية للشتلات في السلطنة ورفع الوعي باستخدام مواد زراعية صحيحة وصحية وذات جودة عالية.
