صحار - الرؤية

موّل بنك التنمية العماني 4520 مشروعا في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية، خلال الفترة بين يناير 2014 وحتى أغسطس 2018، أي ما نسبته 19% من عدد المشاريع التي مولها البنك في الفترة نفسها، بقيمة إجمالية بلغت 29 مليون و61 ألفا و594 ريالا عمانيا.

جاء ذلك خلال ملتقى الفرص الاستثمارية في مجال الزراعة المائية، الذي نظمه بنك التنمية العماني واحتضنته غرفة تجارة وصناعة صحار، تحت رعاية سالم بن علي بن سالم العمراني مدير المديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة، بحضور خبراء ومتخصصين في الزراعة المائية، بالاضافة إلى طلبة وطالبات الكلية المهنية بصحم.

وشاركت وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في المهندس أحمد بن علي المقبالي رئيس قسم الزراعة بالمديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية، وتناولت ورقة الوزارة تعريفا بالزراعة بدون تربة ومواصفات البيت المحمية والأوساط الممكن استخدامها في النظامين المفتوح والمغلق، واستعراض أهم الإيجابيات والسلبيات للزراعة دون تربة المبنية على تجارب بحثية في السلطنة.

وأكّد المهندس أحمد المقبالي أنّ التجارب البحثية أثبتت الجدوى الاقتصادية للزراعة دون ماء، وأشار إلى أنّ نماذج بعض المحاصيل حققت أرباحا وصلت لـ 800 ريال عماني في البيت المحمي، وتخطت 8 آلاف ريال عماني في البيت المزدوج، مشيرا إلى تميزها بالقدرة على ترشيد استهلاك المياه، ورفع إنتاجية وحدة المساحة، وتوفير الأسمدة، وحل مشاكل التملح والأمراض الفطرية والبكتيرية.

وشارك الخبير الزراعي وائل عمر بورقة عمل، تناولت محاولات تحلية المياه المهمة في العملية الزراعية، وتحدث عن مراحل التحلية والتقنيات والأجهزة المستخدمة في عملية تحلية مياه البحر، كما تناولت الورقة طرق الزراعة دون تربة، وأشار إلى نجاح باحث عماني في ابتكار جهاز يستخدم في الزراعة بدون تربة يهدف إلى المعالجة الآلية للمحلول الذي يقوم بتغذية النباتات، مؤكدا نجاح التجارب المختبرية لهذا الابتكار الجديد، والشروع في مرحلة بناء مصنع وطني عماني لإنتاج هذا الجهاز الجديد، مما سيكون له مردود واسع في تقليل تكلفة هذه الأجهزة وقطع الغيار الخاصة بها إلى النصف تقريبا.

وشاركت الكلية المهنية بصحم بورقة عمل في الملتقى قدمها مهندس حسن حران رئيس قسم تقنيات الزراعة بالكلية، وأشار المهندس حسن حران إلى تجارب الكلية في الزراعة بدون تربة، واستعرض تجربتي زراعة الطماطم الشيري والفرولة، والتي حققت نجاحا مبهرا في أولى التجارب، كما تناولت الورقة أهمية التعاون بين الجهات البحثية والمهنية والممولة لتحقيق تكامل، يحدث نقلة نوعية في الزراعة دون تربة يكون لها عوائد اقتصادية للمزراعين، ويكون لها مردود إيجابي على الناتج الوطني والأمن الغذائي للبلاد.

وقدم بنك التنمية العماني ورقة عمل حول توجهاته التمويلية في القطاع الزراعي وأبرز المؤشرات الإحصائية وقدمها جاسم السعدي ضابط علاقات عملاء فرص صحار ببنك التنمية. وأكّد السعدي تقديم بنك التنمية العماني قروضا تنموية (طويلة وقصيرة الأجل) لمختلف البنود اللازمة لإقامة المشاريع الزراعية سواء كان إنشاء أوليا، أو لتوسعة المشاريع القائمة منها، تماشيا مع الخطة الخمسية التاسعة التي جعلت القطاع الزراعي أحد أهم محاورها للتطوير والتنمية.

ولفت إلى أنّ البنك الحكومي يقدم حاليًا الدعم التمويلي اللازم لهذا القطاع، مشيرا إلى أنّ محافظة شمال الباطنة مولت ٣٩٧ مشروعا زراعيًا بقيمة إجمالية بلغت مليونين و٩٦٥ ألف و٥٨٦ ريالا عمانيا، في الفترة ما بين 2014م وحتى أغسطس 2018م.

وفي ختام ملتقى الفرص الاستثمارية في مجال الزراعة المائية، أقيمت حلقة نقاشية شهدت تبادل الآراء حول الزراعة دون ماء وما تمثله من جدوى اقتصادية، واستعرض أحد أصحاب المشاريع الناجحة التي مولها بنك التنمية العماني في قطاع الزراعة بدون تربة تجربته. وتمّ تكريم المشاركين في الملتقى، ومن ثمّ قام راعي الحفل والمشاركون في الملتقى بجولة في المعرض المصاحب للتعرف على عدد من رواد الأعمال وأصحاب المشاريع التي مولها بنك التنمية العماني في قطاع الزراعة المائية دون تربة.