"عالم سعيد مسحور" و "رحلة في الطب والحياة" لـ"د. غالب خلايلي"

...
...
...

 

أصدر الكاتب الدكتور غالب خلايلي كتابين جديدين صيف 2018: الأول: عالم سعيد مسحور: وهو الكتاب الحادي والعشرون في سلسلة كتب الكاتب المتنوعة بين الأدب والطب، والكتاب الساخر الخامس له بعد (دبابيس، خنفشاريات، النزهة الساحرة، عالم من الشفافية). يتألف الكتاب من 50 مقالة متنوعة في 192 صفحة من القطع المتوسط، يتحدث فيها الخلايلي -بلغة عربية سليمة يمتلك ناصيتها- عن الكثير من الظواهر في المجتمعات العربية وعن آلامها، فنقرأ على الغلاف الخلفي مقولة الأميركي الساخر مارك توين المعبرة عن الحال: "إن مصدر الفكاهة الخفي ليس الفرح، وإنما الألم"، ليترجمها الشاعر نزار قباني بقوله: "والناس من صعوبة البكاء يضحكون"، فيما يربط  الساخر الكبير وليد مدفعي الأدب الساخر الأصيل بالدموع والحسرات، فيقول: "طوبى لكل من يبكي عند قراءة الأدب الساخر، لأنه حساس يعيش أزمة وطنه ومواطنه".
تتصدر الكتاب مقولتان للأديب الإيرلندي الساخر جورج برنارد شو (1856-1950):
•    استطاعتِ الإنسانيّة أنْ تحقِّقَ العظمةَ والجمالَ والحقيقةَ والمعرفةَ والفضيلةَ والحبَّ الأزليّ، ولكن على الورقِ فقط".
•    "الإنسانُ هو الحيوانُ الوحيدُ الذي يثيرُ رعبي، بينما لا يُشَكِّل الضِّرغامُ الشّبعانُ أيّ أذىً؛ فليستْ لديهِ أيّ مذاهبَ أو طوائفَ أو أحزاب".
نقرأ من عنواناتها: (سعادتُنا غامِرَة وسعادتُهم عابِرَة، الغرق بالبركات، ثقافة الأحذية، تمسحةٌ فكرية، أجيال بلا هوية، يجاورُنا وأبعدُ من المرّيخ، لماذا عالم ثالث؟ اختفاء "نظرية" اللحم والعظم من التعليم، ماذا ينفع المتنبي، غبن الفكر مصيبة الدهر، إيهِ يا زمنَ البغال والحمير، عجائبُ طُبيّة في القرن الجديد، المنوّمات المغناطيسية في المؤتمرات الطبّية، طبّ المناشير في عظم الجماهير، تقدم حثيثٌ في الطبّ الحديث!، ربيع الشَّعر: لا شيبَ أو صلعَ بعد اليوم، لماذا لم يخلقنا الله تماسيح؟ ) .
الكتاب الثاني: رحلة في الطب والحياة:
وهو الكتاب الثاني والعشرون للكاتب، والثالث له من نوعه بعد (أوراق طبيب، محطّات طبيب). يتألف الكتاب من 54 مقالة متنوعة في 200 صفحة من القطع المتوسط، يتحدث فيها طبيب الأطفال -وبأسلوب أدبي عذب- عن رحلته الطبية التي ابتدأت 1978 في كلية الطب البشري بجامعة دمشق.
يقول الخلايلي في مقدمة الكتاب: " يبدو الطُّبّ -من حيثُ الشكلُ- بعيداً عن الأدب، فمنْ يختبرْ أجواء الأطباء في المستشفيات يستنتجْ ذلك البُعْدَ، فما دخلُ الحقنِ المؤلمة ومشارطِ الجراحين وأجواء التعقيم وبكاء الفزع.... بأبيات رقيقة من الشعر؟ لكنّ نظرةً مؤنسنةً تؤكّد قربَ الأدب من روح الإنسان، أياً كانت مهنتُه، ففيه تبنى جسورٌ من الفنّ والمتعة وترجمة العواطف والتشجيع والتحفيز، لأن الذي نتعامل معه في كل المهن (أو الهدف النهائي لها) هو الإنسان. ولما كان الطُّبُّ في جوهره يتعامل مع روح الإنسان المعذّب، فإن الأدبَ الحقيقيَّ حينئذٍ رديفُه، والطبيبُ -بما يراه من مختلف الآلام المعنويّة والمادّية لدى شرائح الناس، أعلاها وأدناها، والتي تسجّل اليوم أرقاماً قياسيّة- أقدرُ على فهمٍ أرحبَ لهم".
هذا ما فعله غالب خلايلي بكثير من التأكيد على أن الطبّ عمل روحي قبل أن يكون مادياً أو جسدياً، مع عدم إغفال أهمية المادة في عالم صار مادياً حتى العظم، فنقرأ عنوانات منها: "الأطبّـاء يعملون ولكن على الحاسوب، المناوبون في أسرّتهم الدافئة، الأطبّاء والقهوة، أصدقاء الطُّبّ والأدب، الحنين إلى أدبيّات التدخين، الشفافيّة والتجدّد في طب الأطفال، عيونٌ ترقبُ أطبّاء العيون، أجسامُنا تخدمُنا ثم نضطهدها، أيها الطبيبُ: هل سئمتَ مهنتك؟ أطبّاء مختلفون تشاخيص مختلفة، الفسادُ يسير والإصلاح عسير، قطع غيار بشرية، هل يرحل المعطف الأبيض؟ أوركسترا طبية أم حمّام مقطوع الماء؟ الإنسانيّة قبل التقنيّة، مجافاة الروح أمرٌ مروّع، إعلام يظلِم الأطباء، بين الطبّ والزينة، ما أعظم الطبّ وما أفظع الإجرام!، العناء في أعزّ ما نملك: الصحّة، الصواني قد لا تدلّ على الحلواني، عندما يصبح الطبّ سوقاً للشقاء، مصداقيّة الأطبّاء على المحكّ.
هذا وقد صممت الغلافين ابنة الكاتب السيدة (ريم غالب خلايلي) المتخصصة في الفنون من الجامعة الأميركية في الشارقة.

تعليق عبر الفيس بوك