علي بن سالم كفيتان
يصادف تاريخ الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية وهو التاريخ الذي تغير فيه اسم الدولة من مملكة نجد والحجاز وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية بموجب مرسوم ملكي أصدره الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله وفي هذه المناسبة يطيب لنا أن نبعث بأحر التهاني إلى المملكة ملكاً وشعباً مؤكدين على عمق الثوابت التي تربط مملكة الخير والعطاء بسلطنة السلام.
مهما تصاعد دخان الفتنة وتعالت طبول النميمة فإن علم المملكة يعز علينا وهامة الملك- حفظه الله- تمنحنا رصيدا من الأفضال التي يصعب علينا نسيانها كما نؤمن بأن حكومة السلام التي يقودها سلطان الحكمة تتكامل مع تطلعات ورؤى المملكة العربية السعودية وتتفهم لكل ما يهمها ولا مجال هنا للمزايدة على المواقف فإنَّ التاريخ خير شاهد والأحداث لا زالت حبلى وستكشف الأيام أن السلطنة تحرص على وحدة وسلامة أرض المملكة العزيزة بل وإننا في عُمان نعتبر أنفسنا خط الدفاع الأول عن أرض الحرمين.
إن كل من يزايد على الموقف ويريد أن يدخل إصبعه في عينه يجب أن يدرك أن ما كان لسلطنة السلام أن تقوم بأدوار في اليمن السعيد إلا بالتوافق مع المملكة التي تقود التحالف العربي ولا يمكن أن تتقاطع الأدوار لأن ملك الحزم يؤمن بنية سلطان المحبة والسلام وبالتالي تظل المواقف العمانية هي المتنفس الذي تحتاجه الأطراف جميعاً لمراجعة أوراقها بعد تجربة خياراتها بحكم وسطية الموقف ونقاء اليد والمصداقية التي تتمتع بها السلطنة لدى جميع الأطراف ولن تتوانى يوماً عن منح الممر للباب الخلفي لمن أراد الخروج إلى مساحات أرحب للبحث عن خيارات جديدة تساهم في إحلال السلام.
لن تستفزنا كثيراً التداعيات على الأرض اليمنية ولن نستجيب لدعوات الخراب عبر صيحات المغردين في مواقع التواصل الاجتماعي ليقيننا بأنَّ مملكة الخير لا تنشد الشر ويظل الموقف العماني شاخصاً بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول فالشعوب قادرة على معالجة مشاكلها وانتقاء قادتها ولا شك بأنّ اليمن السعيد سيتعافى من هذه الوعكة بإذن الله تعالى وسيعلم بأن عُمان لم تكن على طرف النقيض مع أحد بل كانت مكملا لأدوار الخير التي تفضي لباحة الأمن والاستقرار والنماء لكل اليمنيين وبالتعاون مع المملكة العربية السعودية، فمن يظن بأن ما تقوم به عُمان يتم بعيدا عن التشاور مع المملكة فهو قارئ بليد للأحداث وحتى اليوم لم يرصد أي تصريح رسمي من الحكومتين يوحي بالتنافر بينمهما بل على العكس فإن لقاءات التشاور على مختلف الصعد تجري بوتيرة متصاعدة وبوعي تام سيفضي بعون الله الى إحلال السلام في المنطقة.
نقول لمن نصبوا أنفسهم للدفاع عن السلطنة في مواقع التواصل الاجتماعي دون تخويل رسمي ... نقول لهم على رسلكم فإن السلطنة ليس لها أعداء فهي صديقة للشعوب قبل الحكومات ولم نجد يوماً من دول الخليج وحكامها الكرام إلا كل تقدير واحترام ويجب على هؤلاء المطبلين أن يعلموا بأن كل كلماتهم التي يفرغونها في وعاء الفتنة لن تؤتي أكلها لأن هذا البلد محصن بدعوة رسولنا الكريم صلى الله وعليه وسلم وسلطاننا -حفظه الله وعافاه- ليس بحاجة لتغريداتكم لكي تقوي موقف عُمان الثابت والمعلوم لكل شعوب الدنيا.
سيظل جوارنا مقدساً وسنسد كل الثغور دفاعاً عن جيراننا مهما اختلفت المواقف واحتدمت الفتن وستظل عُمان هي أرض الميامين الأخيار الذين تقودهم حكمة رجل السلام، سيظل العازي، والرزحة، والعرضة وغيرها من موروثنا القيمي والأخلاقي مشتركة بيننا، ولن نختلف على شخصية تاريخية أو سياسة كانت فاعلة في الحقب الغابرة فكلنا ننتمي لذات الأرض ولا فرق بيننا يا أهل الخليج والكل موقن في سلطنتنا العزيزة بأن ما يشوب الأهل في أسرة الخليج المتحابة سيذوب وستعود المياه لمجاريها لا محالة وسيندم من طبل على ضفتي الخلاف.
لم أتفاجأ عندما رأيت مقاطع الفيديو وصور حفل ختام مهرجان الهجن بالطائف في المملكة العربية السعودية وليس بجديد الحفاوة والتقدير التي حظي بهما صاحب السمو السيد أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان في حضرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية ... لذلك نقول للمغردين على رسلكم ارحموا الناس من فتنتكم.