كبار الليجا .. طموحات متباينة

 

حسين بن علي الغافري

يعيش برشلونة الإسباني هذه الأيام فترة استثنائية بتحقيقه العلامة الكاملة في الليجا الإسبانية وفوزه العريض أوروبياً على إيندهوفن الهولندي في مستهل مجموعته بدوري أبطال أوروبا. النادي الكتلوني صحيح أنه لم يقنع في كثير من مُبارياته حتى الآن ولم يقدم تلك الصورة التي عُرِف بها في سنواته الماضية من متعة كروية إلا أن ما يهمه هو تحقيق النقاط الثلاث، وهو ما يرفضه الجمهور الذي يُطالب أن تحّضر المتعة الكروية مع الفوز. شخصياً أعتقد أن الفريق مع الوقت ومع اشتداد المنافسة سيكون أكثر تطوراً وبالتالي التجانس سيزداد، ولكن أشك في أنه سيبحث عن المتعة بطبيعة فالفيردي وفلسفته التي يعرفها من تابعه في إسبانيول وأتلتيك بلباو وغيرها من الأندية التي درّبها. لن نستبق فشكل برشلونة وبصمة فالفيردي لا تبدو واضحة رغم ما تحقق من نتائج حتى الآن. فما يحدث ما هي إلا جودة نجمه الأول ميسي الذي يغير بشكل أو بآخر مجريات المباريات. شخصياً لازالت أعتقد أن برشلونة أمام خيارين، إما النجاح والظفر بما يطمح إليه من حيث تحقيق البطولة الأوروبية أو أن نهاية الموسم قد تعيد ترتيب الأوراق مجدداً بمدرب آخر غير فالفيردي، في الجانب الآخر يعيش ريال مدريد فترة استثنائية من حيث الأداء داخل الملعب. الفريق يبدو أنه تخفف من تواجد نجمه الأول كريستيانو رونالدو الذي كان يعتمد عليه بشكل كبير من حيث تغيير نتائج المباريات. الآن الملكي أكثر جماعية من ذي قبل. الفريق أصبح مجموعة متحدة ومنظمة وتتحرك بأداء متزن. ولا يمكن تجاوز الإسباني لوبتيغي الذي له فضل كبير في تنظيم الصفوف وتكييف أداء اللاعبين بشكله الحالي. عموماً الملكي بات منظما وبعيدا كل البعد عن سياسته السابقة التي عُرفت بسعيه الحثيث لانتداب خيرة اللاعبين المتواجدين في كبار أندية القارة وبات يهتم في تكوين اللاعبين الشباب وإتاحة الفرصة لمواهب النادي الصغيرة. الفريق بات أكثر تعقيداً ومسألة منافسته على اللقب الأوروبي مجدداً وتحقيقه للقبه الثالث عشر ليست ببعيدة ولو أن طموحه أكثر المنافسة على الدوري الإسباني الغائب عن خزائنه منذ مدة وكذلك لقب الكأس المحلي.

 

 

 

**

 

بالحديث عن الأندية الإسبانية لا يمكننا تجاوز أتلتيكو مدريد قطب مدريد الآخر. الآتلتي في وضعية تبدو غير واضحة من حيث أدائه بالليجا. مع ذلك فإن الفريق لا يمكن بناء تقييم موسمه بأولى مبارياته. الفريق قادم على تطور دون شك. ومشوار الفريق حتى الآن يذكرنا بالعام الماضي الذي بدأ مهزوزاً مما أثر على مشواره في الليجا وأثر على مشواره في البطولة الأوروبية التي غادرها مبكراً. الفريق هذا العام يبدو أكثر تكاملاً من ناحية الأسماء التي انتدبها وعزز بها المجموعة. وهو أمر افتقده العام الماضي عندما كان محروماً من التعاقدات. الأتلتي يبقى مرشحا كبيرا للمنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية بما يملك من نجوم.

**

الليجا تمتلك أندية أخرى بكفاءة عالية ومن الممكن أن تخلق متاعب وتحدد هوية البطل ومشواره في البطولة. فالنسيا وأشبيلية وفياريال وإسبانيول وبيتيس وغيرهم. البطولة هذا العام ستحتاج إلى نفس طويل جداً. ولكن من المتوقع كالعادة أن تنحصر البطولة بين الغريمين التقليديين بناء على الخبرة وقوة الأسماء، وبدرجة أقل طبعاً يأتي أتلتيكو مدريد. دعونا ننتظر ونرى.