معاناة الأهالي مع وعورة الطريق مستمرة منذ سنوات

وادي الضلع.. قرية تنتظر يد التنمية

...
...
...
...
...

 

الرؤية - ناصر العبري

 وادي الضلع أحد الأودية في أقصى شمال ولاية عبري بمحافظة الظاهرة، يتميز بطبيعته الجبلية شديدة الصلابة وفي عمق هذا الوادي وعلى جوانبه يقطن كثير من السكان يبلغ عددهم حوالي 1000 نسمة، وهم يطالبون بتوفير الخدمات الضرورية وأهمها رصف الطريق من الضلع إلى بلدة مسكن بطول 35 كم للتخفيف من معاناة الطلبة والطالبات وحافلات المدارس ولتسهيل وصول الأهالي إلى المستشفيات والمراكز الصحية. 

وفي هذا السياق، قال المهندس سعيد اليحيائي مدير دائرة الطرق بمحافظة الظاهرة بعبري إن الدائرة ستنظر في إمكانية رصف طريق وادي ضلع ضمن خطط الوزارة المستقبلية ووفق ما يتاح لها من إمكانيات. بينما لم تتمكن "الرؤية" من الحصول على تصريحات من مسؤولين آخرين في محافظة الظاهرة بخصوص هذه القضية.

ويقول المواطن مسلم بن راشد المعمري: "نحن سكان وادي ضلع نعيش معاناة منذ قديم الأزل ولازالت إلى يومنا هذا وأهمها وعورة الشارع، وعلى الرغم من الكم الهائل من الطلبات المقدمة لرصف هذا الشارع ولكن دون جدوى. أنا سائق حافلة أقوم بنقل الطالبات إلى النجيد التي تبعد أكثر من 40 كم عن المنطقة، وأول ما تقوم به الطالبات عند الوصول للمدرسة هو الذهاب إلى دورات المياه لتنظيف ملابسهن من الغبار. في عام 2012م، قام كل من وزير النقل والاتصالات ووكيل النقل بالإضافة إلى محافظ الظاهرة بزيارة المنطقة حيث عبر المواطنون عن معاناتهم ومطالبهم وقال معالي الوزير إنه سيسعى جاهدا لرصف هذا الشارع، ولكن إلى يومنا هذا لم يتغير شيء ولم يتم التواصل معنا من قبلهم".

ويقول سيف بن محمد المعمري الذي يسكن في بلدة النعامة بوادي ضلع، إنه ينقل الطلاب إلى مدرسة مسكن التي تبعد 35 كم، ويخرج من هذا الوادي ما يقارب 13 حافلة مدرسية يوميًا. وعن معاناته يوضح: "نستيقظ صباحا الساعة الرابعة فجرا للذهاب مبكرًا نظرا لصعوبة الشارع التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.. ولذا نرجو من الجهات المعنية النظر في هذه المسألة والإسراع في رصف هذا الشارع".

أما مهنا بن سالم المعمري من سكان بلدة كريب الواقعة في منطقة وادي ضلع، فيقول إن طريق وادي ضلع يضم 8 مناطق وهي (الجابوح، شويحط، الخبين، النعامة، كريب، اللعين، السوي، المندين)، وكما نعلم فإن هذا الطريق قديم جدا وكان الممر الوحيد الذي يربط بين محافظة الظاهرة ومحافظة شمال الباطنة. ويضيف أن أهالي المنطقة ناشدوا الجهات المعنية عدة مرات من أجل رصف الشارع؛ حيث كانت أول رسالة أو طلب لرصف هذا الشارع تعود إلى سنة 1977م، وهي موجودة معنا إلى اليوم وجميع الطلبات المقدمة موجودة.

وقال سالم بن صالح المعمري: إن أبناء منطقة وادي ضلع يستيقظون يوميا الساعة الرابعة صباحاً لتبدأ رحلتهم الشاقة لطلب العلم، حيث إن أقرب مدرسة للطلاب تبعد 35 كم ومدرسة الطالبات تبعد أكثر من 40 كم. وعند نزول الأودية في المنطقة لايستطيع الطلبة الذهاب لمدارسهم ويتغيبون لعدة أيام وذلك بسبب عدم قدرة حافلات المدرسة على الذهاب وانقطاع الطريق، كما أن المستوى الدراسي لأبنائنا الطلبة يقل سنوياً، حيث إنهم يصلون إلى منازلهم الساعة الثالثة عصرا وهم منهكون جدًا. حيث لاحظنا في الفترة الأخيرة تكاسل الطلبة عن الذهاب إلى المدرسة نظرا لصعوبة الشارع.

وقال عبدالله بن محمد المعمري إن القاطنين في هذه المنطقة يعانون من صعوبة الطريق الذي كانت إحدى نتائجه ظهور الأمراض المزمنة مثل الربو الناتج عن الغبار والأتربة؛ حيث إن أقرب مستشفى للمنطقة هو مستشفى وادي الحواسنة التابع لولاية الخابورة والذي يبعد 15 كم، ويحتاج إلى أكثر من 45 دقيقة للوصول. شهدنا العديد من الحالات الطارئة خاصة في حال نزول الأودية تنقطع جميع السبل ونذكر من بين هذه الحالات كانت حالة ولادة مستعصية مما اضطر الأهالي لطلب طائرة مروحية ولكنها استغرقت الكثير من الوقت للوصول إلى المنطقة وتم نقل المريضة إلى مستشفى صحار.

وتؤكد سامية بنت سالم المعمرية أن الحياة في منطقة وادي ضلع تزداد صعوبة يومًا بعد يوم، وتقول: "لم نحصل على نصيبنا من التنمية كما هو الحال في شتى ربوع السلطنة، فمتى ستأتي مشروعات التنمية إلى منطقتنا.. لا نحتاج سوى لشارع معبد على الرغم من عدم وجود أية خدمات في المنطقة وكأننا نعيش في عصر ما قبل النهضة باستثناء وجود شبكة الاتصالات والتي نعاني من ضعف إشارتها دائما". وأضافت: "نريد أن يصل صوتنا إلى معالي الوزير الدكتور أحمد الفطيسي ولأصحاب القرار، وقلوبنا تحترق شوقاً لذلك اليوم الذي يصدر فيه قرار برصف الشارع الوعر".

ويقول عبدالله بن خلفان السعيدي من بلدة شويحط الواقعة على طريق وادي ضلع والذي يربط محافظتي الظاهرة والباطنة شمال، إنه على الرغم من الطلبات العديدة المقدمة لوزارة النقل والاتصالات وللمعنيين بإنشاء الطريق إلا أننا لم نشهد أي بادرة حتى الآن، لافتا إلى أن المعاناة التي يعيشها الأهالي تزداد يومًا بعد يوم وخاصة في فترة نزول الأودية؛ حيث تنعدم الحركة بسبب انقطاع حركة السير مما يؤدي إلى تغيب أبنائنا عن مدارسهم وتأخر علاج مرضانا مما يتسبب في تدهور حالتهم الصحية فكم من ضحايا فقدنا نتيجة ذلك.

أما أحمد بن عبدالله المعمري فيقول: "الطريق يحتاج إلى مركبات دفع رباعي، وكم من أموال طائلة أنفقت في سبيل تصليح وصيانة هذه المركبات نتيجة تأثرها بوعورة هذا الطريق. فكيف سنكمل حياتنا ونبني مستقبلنا، ونحن ننفق أموالنا لتصليح ما تخلفه هذه المأساة والمعاناة من مشاكل لذا نناشد حكومتنا الرشيدة ضرورة النظر في هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن لتفادي كل المشاكل التي يواجها أهالي منطقة وادي ضلع حالياً والتي تنتظر أبناءنا أيضا مستقبلا".

تعليق عبر الفيس بوك