صباح الخير مدرستي

 

علي بن سالم كفيتان

مع بداية العام الدراسي الجديد 2018/2019 تنفتح القلوب مجدداً للعلم والجد والبناء للمستقبل المشرق وتستقبل المدارس أبناءها الذين حرص أهلهم على تجهيزهم بكل أسلحة المعرفة من ملابس جديدة وأدوات مدرسية وحتى الجانب الشكلي كان حاضراً فتجد الذكور حالقين شعورهم بما يتناسب وحرمة المدرسة والإناث حرصن على استحضار الحشمة والعفاف فتجدهن مخضبات بالحجاب الأبيض الناصع ولا يظهر منه سوى نصف القمر، الكل بعد فترة الإجازة متطلع للعودة إلى مدرسته وأصدقائه وأساتذته لا يُثنيهم عن ذلك شيء سوى طموحاتهم وأحلامهم التي تبلغ عنان السماء.

طالعتنا مسؤولة التعليم الأولى في السلطنة (وزيرة التربية والتعليم) بكلمة متلفزة حثت الجميع من خلالها على بذل الجهد والإخلاص والبحث عن التحصيل العلمي، كما شحذت همم الهيئات التدريسية في كل ربوع عُمان لمنح الطالب رحيق عطائهم العظيم الذي يُعد وقوداً للمستقبل... نعم فالمدرسون هم محطات الطاقة المخلصة التي لا ينفذ عطاؤها ولا تخبو هممها لدفع عجلة الخير والنماء، كما لم تنسى السيدة الحديدية الطواقم الإدارية والفنية الذين يقدمون الدعم اللوجستي للعملية التعليمية فبدونهم لايُمكن للحلقة أن تكتمل وهناءة أولياء الأمور من الآباء والأمهات الذين يشكلون الحاضنة الأولى لمسيرة التعليم، وقطعت وعداً بأن يكون أبناؤهم في أيادٍ أمينة تعطي دون حدود، كما طلبت منهم المزيد من المُتابعة لتكتمل عجلة التعليم في مدننا وأريافنا وصحارينا التي ازدانت بصروح تعليمية مكتملة البناء وهنا نقول لهذه المربية الجليلة شكرًا لك سيدتي ووفق الله أبناءنا للمزيد من التَّقدم.

نؤكد لمعاليكِ أنّ الجميع انتظم في الصفوف وأن الطابور المدرسي عاد مجدداً للانتظام والنشيد الوطني عاود العزف في كل ربوع عُمان وأننا مصرون على تتجاوز الهفوات البسيطة لكي نصل إلى ما هو أعلى وأسمى فلن نلتفت كثيراً لزيادة وتيرة الدراسة المسائية في كثير من المدارس هذا العام فربما هناك سبب وجيه لديكم لذلك وربما أنتم تخططون بإخلاص لمزيد من صروح العلم التي سنراها قريبًا لتحل هذه المعضلة سنشد على عضد أبنائنا وسنجلبهم بكل حب وتفانٍ للمدارس ولو كان الوقت متأخراً ومهما بلغ حجم التثاؤب عندهم لكننا لا نعد بأنَّ استيعابهم سيكون مثالياً فنحن في هذا البلد نتحد من أجل الأهداف السامية التي وضعها جلالة السلطان – حفظه الله ورعاه- منذ بزوغ فجر النهضة المُباركة.

صباح الخير لكل عُمان بعيون المعلمين العُمانيين الأكفاء، كم يسعدنا وقفتكم الشامخة أمام طوابير العلم كل صباح فأنتم القادة في معسكرات التعليم وتلاميذكم هم الجنود الواقفون على ثغور المعرفة ولا ننسى كل معلم ترك بلده وأهله وأتى بحصيلة تجربته التربوية إلينا من كافة أقطار الدنيا فلكم أيها العرب من كل بقاع وطننا العربي الكبير التحية والعرفان، لقد حملتم مشعل التنوير في بلادنا منذ عقود ولا زلتم ونحن في بلد السلطان لا ننكر الجميل بل نحفظه لكم في صدورنا لأننا نشعر بأنكم أحببتم عُمان وسلطانها وشعبها.    

لن نذكر معاليك بالمدارس التي لم تفتح أبوابها في المنطقة الغربية من ظفار ولن نذكركِ بزيادة الطاقة الاستيعابية الهائلة لمدارس صلالة مع نزوح الأسر بعد إعصار مكونو وما ترتب على ذلك من التدريس على فترتين لعلمنا بأنَّ حل معضلة النازحين من الإعصار ليس بيد وزارة التربية والتعليم، لن نذكر معاليكِ بطول اليوم الدراسي لطلبة الفترة الأولى وما يترتب عليه من ظواهر التعب والملل ومن ثم التسرب أو التسيب فهؤلاء الأطفال بحاجة إلى التجربة الفنلندية في التعليم والتي حصدت المرتبة الأولى عالميا ومعاليكِ خير من يعلم ذلك ويعيه فأنت قبل أن تتبوئي المنصب كنتِ معلمة ومربية أجيال نفخر بها جميعاً.

وأخيراً نقول ألم يحن بعد إعادة النظر في نظام التعليم الذي طبق منذ تسعينيات القرن الماضي بعدما تأكد لنا أنَّ المخرجات لم تحقق الطموح ومع ذلك فنحن نثق بأنَّ هذه الوزارة في أياد أمينة ومخلصة وندفع العجلة معكم مهما بلغت التحديات عنان السماء إيماناً منِّا بأنَّ عُمان لامكان فيها للواقفين على رصيف التذمر وبأن رسالة التعليم هي رسالة سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله وعليه وسلم.

حفظ الله الجميع وكل عام وأنتم بخير.

alikafetan@gmail.com