مطالب بتعيين مشرفين والاستفادة من التقنيات الحديثة للقضاء على المشكلة

نسيان الطلاب في الحافلات المدرسية.. خطر يقض مضاجع أولياء الأمور

 

≥ على أولياء الأمور أن ينظموا جدولا لأبنائهم لأن السهر يضطرهم للنوم في الحافلة

≥ إهمال سائقي الحافلات المدرسية السبب الأول في وقوع مثل هذه الحوادث

≥ يجب شن حملة للتوعية عبر قنوات الإعلام الرسمي وشبكات التواصل الاجتماعي

 

أكَّد عددٌ من التربويين أنَّ حوادث نسيان الطلاب في الحافلات المدرسية، والتي راح ضحيتها عددٌ من الطلاب ترجع إلى عدة أسباب؛ منها: ما هو مرتبط بالإهمال وعدم المتابعة، والبعض الاخر يتعلق بأسر الطلاب والمدرسة والحافلة، مشيرين إلى أنَّ استخدام التقانة الحديثة في تلك الحافلات؛ مثل تركيب "السِّنسُر"، أو الحساسات التي يمكن أن تنبه بوجود طفل بالحافلة، كما يجب تفقد الطلاب، والتأكد من أن الحافلة خالية بعد نزولهم، خاصة وأن بعض الطلاب وهم قادمون من فترة إجازة يغلب عليهم النعاس وينامون في الحافلة دون إن ينتبه لهم أحد؛ لذا يجب أن يتم تفحص الحافلة بصورة مستمرة خشية أن يكون أحدهم نائماً. مبينين ضرورة وجود أجهزة مرتبطة مع المدرسة من أجل تتبع الحافلات، عن طريق وضع كاميرات مراقبة بالمدارس، بما يسهم كثيراً في الحد من مثل هذه الظواهر، إلى جانب التواصل مع أسر أولياء الأمور في حالة تغيب الطالب.

الرؤية - محمد قنات

 

وحمَّل المحامي صلاح المقبالي سائقي الحافلات المدرسية المسؤولية حال وقوع مثل هذه الحوادث؛ باعتبار أنه يتوجب عليهم التأكد من خلو الحافلة من الطلاب في عملية النزول. وقال: إن الحادث إذا أدى للموت يتم تطبيق المادة 311 من قانون الجزاء العماني، التي تنص على أن يُعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن ثلاثة اشهر ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن 300 ريال عماني ولا تزيد على ألف ريال عماني، كل من تسبب بخطئه بموت إنسان، وبذلك يكون سائق الحافلة قد خالف نص المادة 311، وذلك بإهماله وعدم التأكد من خلو مركبته من أي طالب، ونتيجة خطئه مات الطفل المنسي داخل الحافلة، حيث توجد علاقة سببية ما بين الخطأ والضرر، يستوجب معها العقاب والتعويض لذوي الطفل (والديه). وأضاف: إذا كان سائق الحافلة مرتبطا بعقد عمل مع صاحب الحافلة، فيجوز ان يُفصل عن العمل دون الحاجة إلى أخطاره؛ وذلك وفقاً للمادة 40 من قانون العمل العماني، بعدها يصدر حكم نهائي يدين سائق المركبة. وتابع: إذا كانت هنالك حاجة استدعت أن يكون هناك مرافق في الحافلة؛ فالمسؤولية تقع على عاتق السائق والمرافق، طبقاً لأحكام قانون الجزاء العماني وقانون العمل.

وقال هاشم بن سعيد بن مرهون العميري مساعد مدير مدرسة الأمل للصم: إن مشكلة نسيان الطلاب في الحافلات المدرسية تشغل بال الكثيرين، وهي من أهم التحديات التي تواجه الأمن والسلامة في منظومة الحافلات المدرسية، وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي لتكرار هذه الحوادث، ولكن أهمها هو اللامبالاة والاستعجال لدى بعض السائقين، دون الانتباه لفحص وتفقد الطلاب داخل الحافلة بعد كل نزول، كذلك قد يكون السبب ناتجا عن إهمال وتقصير السائق، وايضاً للإشراف المدرسي دور مهم في تنبيه وتوعية ومتابعة السائقين، إلى جانب غياب وضعف الآلية المتبعة في اختيار السائقين وندرة خضوع السائقين للتدريب، ودور الأهل والمدرسة في توعية الطلاب. وتابع: لكي نحد من تكرار هذه الحوادث، علينا أن نعمل بإخلاص وجد وتكاتف في غرس التثقيف والتوعية داخل البيت أولاً وفي المدرسة، وأن توجه حملات إعلامية منظمة عبر قنوات الإعلام الرسمي وشبكات التواصل الاجتماعي، وهذا لا يأتي من خلال وزارة التربية والتعليم فقط، بل من الجميع بمن فيهم أفراد المجتمع، إضافة لدعم الجهود التي تبذل وتُسهم في توعية الطلاب بكيفية التعامل مع المواقف الحرجة في الحافلات المدرسية.

ويضيف: حان الوقت لتعيين مشرفة حافلة في جميع الحافلات التي يستفيد منها الطلاب الصغار، وطرح برامج تدريبية على إجراءات الآمن والسلامة ضرورة مهمة وليس من باب الكماليات، وتنبيه السائقين بعدم إغلاق النوافذ تمامًا، ومواصلة تركيب أنظمة إلكترونية داخل الحافلات، وهناك تجربة رائدة لدى شركة مواصلات يجب الاستفادة منها وهو نظام إغلاق الحافلة من الخلف.

وقال خميس المقبالي معلم بتعليمية البريمي: هناك عدة أسباب تقف وراء حوادث نسيان الطلاب في الحافلات المدرسية؛ من بينها: عدم توافر حسَّاسات تحت الكرسي للراكب، والتي عن طريقها يمكن التأكد من وجود الراكب من عدمه، وشدد على ضرورة توفير تقنية السِّنسُر، وهي رخيصة، ويجب البدء بها، كما يجب استعمال وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات واتساب، وكذلك الاستفادة من خدمة الرسائل النصية لتأكيد حضور الطلاب للمدرسة من عدمه.

وذهب سعيد بن ربيع الغافري معلم بتعليمية الظاهرة، إلى أنَّ نسيان الطلاب في حافلات المدرسة يعود لعدة عوامل؛ منها: سهر الطفل لساعات متأخرة من الليل؛ وبالتالي لا يأخذ القسط الكافي من النوم في الليل واستيقاظه مبكرا للاستعداد للذهاب الى المدرسة؛ مما يسبب له النعاس في الحافلة، وهذا الامر يرجع إلى أسرة الطفل، إلى جانب أسباب أخرى ترجع للمدرسة؛ وتتمثل في: عدم وجود شخص يشرف على الحافلات؛ وبالتالي يكون دوره متابعة السائقين، وتفتيش الحافلات يوميًّا للتأكد من عدم وجود متأخرين في الحافلة، وأيضا عدم وجود تنسيق وتواصل سريع ومباشر مع أولياء الأمور في حالة تغيب أحد الطلاب عند بدء الْيَوْمَ الدراسي، كذلك فإن أصحاب الحافلات معظمهم من كبار السن؛ وبالتالي لا يوجد لديهم حرص واهتمام ووعي بهذه الحوادث، وهناك إهمال من المديريات التعليمية لعدم متابعة هذه الحافلات والعاملين عليها، والحرص على وجود أجهزة السلامة والوقاية من مثل هذه الحوادث.

ويضيف الغافري: يمكن أن نحد من تكرار هذه الحوادث عن طريق حرص القائمين على وضع العقود مع أصحاب الحافلات على توفير جميع أسباب السلامة والصحة في الحافلة، وتزويد الحافلة بكاميرات مربوطة لاسلكيا بمكاتب المدرسة، وتزويد الحافلة ببرامج تتبع مسار مرتبطة بهاتف ولي الأمر والمدرسة، والعمل على ابتكار برامج وآليات للحد من تكرار هذه الحوادث، وتوعية أولياء الامور بتنظيم أوقات نوم أطفالهم، وتوعية الطلاب بكيفية التعامل مع مثل هذه الحوادث في حال تعرض له، وتخصيص مشرف من المدرسة بمتابعة صعود ونزول الطلاب من الحافلة.

ويَرَى مصبح المقبالي أخصائي أنشطة مدرسية بتعليمية البريمي، أنَّ هذا الأمر أصبح يؤرق أولياء الأمور، وتعود أسباب تكرار هذه الحوادث إلى سهر الطالب بالليل مما يجعله ينام في الحافلة، وعدم تناول وجبة الإفطار في البيت، وربما معاناة بعض الطلاب من الأمراض،، وكذلك إهمال سائق الحافلة بعدم التأكد من نزول جميع الطلاب، وإهمال المدرسة بمعرفة سبب غياب الطالب، والتواصل مع الأهل وسائق الحافلة. ويضيف: على سائق الحافلة التأكد من نزول جميع الطلاب من الحافلة، وعلى المدرسة من الحصة الأولى معرفة الطالب الغائب والتواصل مع أهله لمعرفة سبب غيابه، كما على الأهل التواصل مع المدرسة في حالة إذا كان الطالب يعاني من أمراض أو ظهر عليه خمول أو تعب بداية الصباح أو تأخر في العودة من المدرسة، كما يجب اتخاذ إجراءات السلامة والمتمثلة في تركيب جهاز أو ماسح ضوئي ينبه السائق بوجود طالب في الحافلة، إضافة إلى تنبيه السائق منذ بداية العام الدراسي وطوال العام بأنه يتوجب عليه التأكد من خلو الحافلة من الطلاب، وتقديم التعليمات والإرشاد للطلاب بتنبيه زملائهم بعدم البقاء في الحافلة، وعلى المدرسة التأكد من حضور وغياب الطلاب وسبب غيابهم، والأسرة والمدرسة وسائق الحافلة والمجتمع بشكل عام هم مكمِّلون لبعضهم البعض لسلامة الطلاب، كما يجب تفعيل دور مربي الصف والوقوف في الطابور الصباحي ومعرفة عدد طلابه بحيث يمكن تدارك أي حوادث، والتأكيد بمسؤولية سائق الحافلة.

وقال مطلوب السالمي معلم بمدرسة حي التراث للبنين بوﻻية نزوى، إنَّ أسباب الحوادث متكررة ويجب علينا معرفة الشروط اللازمة في المحافظة على سلامة الجميع عند القيام بأي عمل، ومعرفة الواجبات قبل الحقوق، إلى جانب عدم وجود قيود للسلامة في مثل هذه الحالات والأعمال، يجعل من السائقين وغيرهم من المعنيين غير مدركين لأهمية الأمر. وتابع: لا بد من وجود قيود تمنع الخطأ والإهمال، ثم نحن كبشر ترافقنا الغفلة، ولكن للتقنية دور كبير في تلافي مثل هذه الحوادث. وأضاف: إنَّ المعرفة هي السلاح في مكافحة جميع المخاطر، ويجب أن يتم تثقيف الطالب مُنذ صُغره حول مخاطر مثل هذه الحالات، مع وجود التقنية التي تساعد على ذلك، إضافة لوجود كاميرات للمراقبة، وإلزام السائق بتفحص الحافلة قبل مغادرتها، ثم وجود حساسات في الكراسي تُنذر بوجود ثقل عليها؛ وبالتالي الدمج بين التقنية والمسؤولية الفردية، يُساعد كثيرا في تفادي مثل هذه الحالات.

وأوضح خلفان الشعيلي إخصائي مركز مصادر التعلم بولاية بهلا بتعليمية الداخلية: إنَّ أسباب هذه الحوادث تدخل فيها ثلاثة عناصر؛ هي: سائق الحافلة، والأسرة، والمدرسة. أمَّا بالنسبة لسائق الحافلة فهو أهم سبب حيث نلاحظ قلة الوعي واللامبالاة من قبل سائقي الحافلات، وكذلك عدم وجود نظام الأمان في الحافلات مثل جرس الإنذار؛ بحيث من الممكن إذا تم نسيان الطفل  أن يقوم بالضغط بهذا الجرس. أما السبب الثاني، فهو الأسرة حيث لها دور كبير في هذا الموضوع فيفترض من ولي الأمر توعية أبنائه حول هذا الموضوع. وتابع: إن السبب الأخير هو المدرسة وذلك بعدم التركيز على توعية الطلاب بذلك، وأيضا لعدم وجود مشرف للحافلة، أما بالنسبة لكيفية الحد من هذه الحوادث، فهذا يكمن بالتعاون بين جميع الأطراف بما فيها شرطة عمان السلطانية وسائقي الحافلات والمدرسة وولي الأمر؛ وذلك بإصدار قوانين صارمة للحفاظ على أرواح فلذات أكبادنا؛ بحيث يكون هنالك قانون واضح في حالة حصول مثل هذه الحوادث، وأن يتم عمل ورش عمل لسائقي الحافلات في بداية كل عام دراسي بحيث يلزم السائق بتفتيش الحافلة بعد نزول جميع الطلاب، وهذا لا يستغرق من وقته دقيقة واحدة وكذلك يلزم صاحب الحافلة بتركيب جرس إنذار في الحافلة.

من جانبه، أرجع عمر بن خلف المعمري معلم بولاية ضنك بمحافظة الظاهرة، أسباب تكرار حوادث نسيان الطلاب في الحافلات المدرسية إلى فترة الدوام المتأخرة للطلاب الصغار؛ حيث يشعرون بالتعب ومن ثم النوم في الحافلة المدرسية، وعدم وجود مشرفات في الحافلات المدرسية، وقلة الدورات التثقيفية للأطفال من قبل المدارس في كيفية التعامل مع هذه المواقف، ولتفادي تكرار تلك الحوادث، فمن الأهمية أن يتم تقليص ساعات دوام الطلاب الحلقة الأولى بحيث يكون من الساعة الثامنة، وخروجهم الساعة الثانية عشرة، وتعيين مشرفات في كل حافلة مدرسية، وعمل دورات تثقيفية للطلاب من قبل المدارس للتعامل مع هذه الحالات.

وأشار علي بن سعيد السعيدي معلم بتعليمية البريمي، إلى أنَّ السبب الرئيسي هو السائق الذي يجب عليه التأكد من خلو الحافلة من الطلاب قبل مغادرته، كما يجب أن تكون هناك مشرفة خاصة لطلاب الحلقة الأولى، ويجب على ولي الأمر الاهتمام بالطالب والحرص على نومه لساعات كافية قبل الذهاب للمدرسة، وكذلك إعطاؤه إرشادات في حاله نسيانه في الحافلة من قبل السائق عن كيفية التصرف.

وقال مصبح الكعبي معلم بتعليمية البريمي: إن الأسباب التي تجعل هذه الحوادث تتكرر من فترة لأخرى ترجع إلى إهمال واستعجال من السائقين وعدم تقيدهم بقوانين السلامة، وأفضل الطرق للحد منها اختيار معلم أو موظف لفحص خلو الحافلات من الطلاب في الصباح أو حصر الغياب أول الصباح والتبليغ عن أي طالب غير موجود. أما فترة الظهر، فاستخدام تطبيق معين لربط البيت بالمدرسة لوصول الطلاب؛ حيث يمكن استخدام تطبيقات الهواتف الذكية لتأكيد البيت من وصول الطالب، كما يجب تعويد الطلاب على الضغط على زر التنبيه.

تعليق عبر الفيس بوك