"رجل ووترجيت" يتحرش بساكن البيت الأبيض من جديد:

ترامب أمر باغتيال بشار الأسد.. وتل أبيب تراه أفضل من منافسيه حفاظا على مصالحها

...
...
...
...
...
...

≥ كتاب جديد يصدر الإثنين المقبل.. وترامب: "حيل مختلقة وخداع للجمهور"

≥ وزير الدفاع الأمريكي يصف رئيسه: "تلميذ في الصف الخامس أو السادس"

 

هيثم الغيتاوي - الوكالات

بعد 46 سنة، يعود من جديد الكاتب الصحفي المخضرم بوب وودورد، ليتحرش بالبيت الأبيض وساكنيه، بعد عقود من تفجيره لأيقونة الفضائح الأمريكية السياسية "ووترجيت"، التي أطاحت في النهاية بالرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون؛ حيث يستعدُّ الرجل لإصدار كتاب جديد، الإثنين المقبل، بعنوان "الخوف.. ترامب في البيت الأبيض"، مُتهِما ساكن البيت الأبيض الجديد بالسَّعي لاغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، بالتنسيق مع وزير الدفاع، الذي تعامل باستخفاف مع الرغبات المتهورة المعتادة لترامب وإدارته، ومصورا كبار معاوني ترامب على أنهم لا يأبهون بتعليماته للحد مما يرونه سلوكا مدمرا وخطيرا.

"الخوف" هو الأحدث بين الكتب التي تعرض تفاصيل التوتر داخل البيت الأبيض، في ظل رئاسة ترامب، التي بدأت قبل 20 شهرا، وبعد نشر "واشنطن بوست" مقتطفات من الكتاب، علق ترامب عبر "تويتر" نافيا ما ورد فيه، ومؤكدا أن الاقتباسات الواردة في الكتاب والمنسوبة إلى وزير الدفاع جيمس ماتيس وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي وآخرين هي "حيل مختلقة، وخداع للجمهور".

يُصوِّر الكتاب ترامب على أنه سريع الدخول في نوبات غضب، ويتفوه خلالها بعبارات بذيئة، ومندفع في اتخاذ القرارات، راسما صورة للفوضى التي يقول وودورد إنها تصل إلى حد "الانقلاب الإداري والانهيار العصبي" في الفرع التنفيذي للمؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة. ويقول المؤلف إن ترامب أبلغ وزير دفاعه أنه يريد اغتيال الأسد بعدما شن الرئيس السوري هجوما كيماويًّا على المدنيين في أبريل 2017، فقال ماتيس: "سأفعل ذلك على الفور"، لكنه أعدَّ بدلا من ذلك خطة لتوجيه ضربة جوية محدودة لم تهدد الأسد شخصيا. وأشار الكتاب إلى أن ماتيس أبلغ معاونيه بعد واقعة منفصلة بأن ترامب تصرف مثل "تلميذ في الصف الخامس أو السادس".

وفي بيان، رفض ماتيس الإقرار بصحة محتوى الكتاب بوصفه "صنفا فريدا من أعمال واشنطن الأدبية"، وقال بشأن كلمات الازدراء من ترامب التي نُسبت إليه: "لم أنطقها قط أو تُنطق في وجودي".

وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض: إنَّ الكتاب ليس سوى "قصص مختلقة، الكثير منها أدلى به موظفون سابقون ساخطون، بهدف إظهار الرئيس في صورة سيئة".

وشكَّكت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في الرواية الخاصة بالأسد، وقالت للصحفيين أمس: "أتمتع بكوني مطلعة على مثل تلك المحادثات... ولم أسمع قط الرئيس يتحدث عن اغتيال الأسد".

وبعيدا عن البيت الأبيض ورجاله، نفى إسرائيل كاتس وزير المخابرات الإسرائيلي، علمه بإصدار ترامب أمرا بقتل الرئيس السوري بشار الأسد، وأضاف: "في إطار التنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، تظل مسألة النظام السوري جزءا من المناقشات بالطبع، لكن لم تتخذ إسرائيل قرارا بالإطاحة بالأسد.. كما أن إسرائيل لا ترى بديلا أفضل ليحل محل الأسد من بين جماعات المعارضة السورية. صحيح أن أفعال الأسد قطعا مروعة، وهي شيء نُبغضه وندينه، لكن هؤلاء المعارضين له، داعش وآخرين، ليسوا طرفا أفضل، لذلك نتوخى الحرص للحفاظ على مصالحنا".

تحدَّث وودورد في كتابه الجديد إلى كبار المساعدين وغيرهم من المطلعين على بواطن الأمور، لكنه ليس مضطرا إلى الكشف عن مصادر معلوماته وكيفية حصوله عليها. ومن بين ما كشفه أيضا في كتابه، سرقة المستشار الاقتصادي الأسبق غاري كوهين، رسالة من مكتب ترامب تقول إن الرئيس يخطط للتوقيع على انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية تجارية مع كوريا الجنوبية.

وقد اكتسب الصحفي بوب وودورد شُهرة كبيرة بسبب تقاريره عن فضيحة "ووترجيت" في السبعينيات، وألف عددا من الكتب تقدِّم معلومات من وراء الكواليس عمَّا كان يجري في الإدارات الرئاسية ومؤسسات واشنطن الأخرى.

تعليق عبر الفيس بوك