بروفايل

دراما "الملك" ماكليندون من القمة إلى الموت الغامض

...
...
...

الرؤية - خالد أحمد

 

قد لا يعرف كثيرون التفاصيل الدرامية التي تختبئ تحت اسم شخص مثل أوبري ماكليندون، الذي كان ولا يزال من أشهر الأسماء في عالم البيزنس في الولايات المتحدة والعالم، وكان مُؤسِّساً ومديراً تنفيذيًّا لشركة أمريكان إنيرجي، وشارك في تأسيس شركة شيزابيك إنيرجي، وتولى رئاسة مجلس إدارتها، والأهم من كل ذلك أنه واحد من المؤسسين الأوائل للنفط الصخري في أمريكا، وكانت حياته مليئة بالتفاصيل المثيرة، مثلما جاءت نهايتها كذلك.

كان ماكليندون مالكًا لامتياز أوكلاهوما سيتي ثاندر في الرابطة الوطنية لكرة السلة الأمريكية، وكان جزءًا من مجموعة الملكية التي نقلت سياتل سوبرسونيكس إلى أوكلاهوما سيتي في العام 2008. ولد في 14 يوليو 1959، في أوكلاهوما أوكلاهوما، كان عمه حاكم ولاية أوكلاهوما. وعندما كان في سن المراهقة، بدأ العمل في قص الحشائش، وتخرج في جامعة ديوك عام 1981، ثم عمل محاسبًا قبل أن يُقرِّر الانتقال إلى قطاع الطاقة، وعمل في شركة جايتكس للنفط والغاز، ثم انتقل إلى شركة جيتكس ليبدأ في نوفمبر 1982 أعماله الخاصة في صناعة النفط والغاز الطبيعي.

وفي العام 1989، قام هو وتوم وارد بتأسيس شركة (Chesapeake Energy Corporation)، وتولى ماكليندون منصب الرئيس التنفيذي، في حين عمل وارد مديرا ماليا، لتبدأ الشركة في حفر أول بئرين لها في مقاطعة جارفين بأوكلاهوما، في مايو 1989. ومنذ هذا التاريخ، ركَّز على حفر آبار النفط والغاز الصخري، والذي حقَّق بدوره طفرة كبيرة في إنتاج الولايات المتحدة من النفط عموماً في سنوات قليلة.

وارتفع سعر سهم الشركة في السنوات الثلاث التالية 274% في القيمة من 1994-1997، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، وبعد عدة أعوام كان ماكليندون واحداً من أعلى أصحاب الأجور في العالم؛ حيث كان يتقاضى راتباً سنويًّا يبلغ حوالي 117 مليون دولار، وبلغت قيمة الأسهم المملوكة أكثر من مليار دولار.

وفي العام 2011، وصفته مجلة فوربس بأنه الملياردير الأمريكي الأكثر تهوراً، مشيرة إلى قدرته على تحمل المخاطر العالية، وواصلت شركته تنمية إنتاجها من الغاز حتى زاد من 2.5 في 2009 إلى 5 مليارات متر مكعب في 2013، وقال عنه وزير الطاقة الأمريكي بيل وايت إنه "في طليعة الأبطال في صناعة الغاز الطبيعي الأمريكي".

بدأت الأمور تتأزم مع حصول ماكلندون في العام 2012 على قروض شخصية بأكثر من مليار دولار، لتمويل تكاليف الحفر، من شركات كانت قدمت قروضا إلى الشركة؛ مما أثار أسئلة حول حوكمة الشركات وأخلاقيات العمل في الإدارة العليا لتشيسابيك.

ثمَّ نشرت "رويترز" تقريراً قالت فيه إن ماكلندون استخدم موظفي شركته في أعمال شخصية، بلغت قيمتها 3 ملايين دولار، بما فيها إصلاح منزله، إضافة لاتهامه باستخدام طائرات الشركة لصالح عائلته وأصدقائه.

 واستقال ماكلندون من منصبه كرئيس تنفيذي في تشيسابيك في 1 أبريل 2013، في ذلك الوقت، كانت الشركة تقدر بأنها ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة. وفي 1 مارس 2016، وجهت هيئة محلفين اتحادية اتهامًا إلى ماكلندون بتهمة التآمر "لتزوير العروض لشراء عقود النفط والغاز الطبيعي في شمال غرب أوكلاهوما". ليستيقظ العالم في اليوم التالي على خبر مصرع ماكلندون في حادث تصادم.

كان ماكليندون ذكيًّا ومتحمِّساً، ومتمرداً في نفس الوقت، يعشق المغامرات، ركب دراجة نارية تعمل بالغاز الطبيعي، وارتدى ملابس مزينة بآلات حفر، يقود سيارته بسرعة كبيرة بينما يتحدث على الهاتف.

وعندما أخرجه مجلس تشيسابيك من منصبه كرئيس تنفيذي وحيث كان يدير الشركة كمملكة له، تعهد بتأسيس شركة جديدة جريئة مثل شركته القديمة، وقبل يوم واحد من وفاة ماكليندون، اتهمته سلطات مكافحة الاحتكار الفيدرالية بالتآمر مع منافس لتزوير عطاءات في مزادات تأجير الحفر.

لقد كان لاعبًا رئيسيًا في قيادة النهضة المذهلة للطاقة في أمريكا، صاحب كاريزما تجذب حولها المعجبين والكاميرات وتقارير الصحف، عاشق للسيارات الفارهة والأصناف الفاخرة من النبيذ، يشتري المنازل باهظة الثمن في برمودا وهاواي وكولورادو ومينيسوتا، يُصادق موظفي وعمال المطاعم التي يرتادها، ويعرف تفاصيل حياتهم، ويسأل عن أخبارهم، ويغدق عليهم... حتى لقبوه بالملك.

وبعد سلسلة من المشاكل والهزائم توالت على الملك منذ أزمة انخفاض أسعار النفط وما تلاها، كانت نهايته الصادمة والغريبة عندما ارتطمت سيارته بجدار أسمنتي يدعم جسرًا علويًّا. ولم تحدد الشرطة ما إذا كانت الواقعة حادثًا أو انتحارًا.

تعليق عبر الفيس بوك