الليرة تتجه لتسجيل مزيد من الخسائر.. وأردوغان للأتراك: بالالتزام والإصرار نواجه الهجمات على الاقتصاد

...
...
...

أنقرة - رويترز

 

رغم أنَّ الليرة التركية شهدت ارتفاعاً طفيفاً مقابل نظيرتها الأمريكية، خلال تعاملات أمس الأول، إلا أنها تتجه لتسجيل خسائر بأكثر من 1% بالأسبوع الحالي. وتزامنت الخسائر في قيمة العملة التركية مع ضعف أحجام التداول بشكل عام في تركيا؛ حيث أغلقت البورصات والأسواق المالية أبوابها منذ منتصف تعاملات الإثنين الماضي، وتستمر كذلك حتى نهاية الأسبوع الحالي بسبب إجازة عيد الأضحى. ومن المقرر إعادة فتح الأسواق المالية التركية يوم غد الإثنين.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إنَّ التزام وإصرار جميع الأتراك هو الضمان اللازم لمواجهة الهجمات على اقتصاد تركيا.. وذلك في أول تصريحات له عن أزمة العملة التركية منذ أيام.

وفقدت الليرة التركية نحو 40 بالمئة من قيمتها هذا العام، مع تنامي مخاوف المستثمرين من سيطرة أردوغان على السياسات النقدية والخلاف المتصاعد من الولايات المتحدة. وصوَّر أردوغان التدهور السريع الذي شهدته الليرة على أنه "حرب اقتصادية"، واتهم واشنطن باستهداف تركيا بسبب مصير القس الأمريكي آندرو برانسون، الذي يُحاكم في تركيا بتهم إرهابية ينفي أنه ارتكبها.

وفي بيانيْن منفصليْن بمناسبة إحياء ذكرى معركة ملاذكرد عام 1071، قال أردوغان: إن وحدة الأتراك في مواجهة الهجمات التي تستهدف استقلالهم السياسي والاقتصادي ستنتصر. وقال: "ونحن نواجه الهجمات على الاقتصاد التركي اليوم، فإن أكبر ضامن هو التزام وإصرار كل فرد من شعبنا للتمسك باستقلاله وأمته ومستقبله".

ورفضت محكمة تركية، الأسبوع الماضي، استئنافا للإفراج عن القس برانسون؛ مما تسبَّب في رد فعل عنيف من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إن الولايات المتحدة لن تجلس مكتوفة الأيدي. وطلب أردوغان مرارا من الأتراك تحويل الذهب والدولار لديهم لليرة لدعم الاقتصاد المتداعي، وقال: إن تركيا ستتمكن من تخطي الأزمة.

وقال، أمس، إنه لا يمكن لأحد أن يَحُول دون تحقيق تركيا أهدافها لأعوام 2023 و2053 و2071. وتشير تلك السنوات إلى الذكرى المئوية لقيام الجمهورية التركية، والذكرى 600 لفتح الجيش العثماني لإسطنبول، والذكرى الألف لمعركة ملاذكرد على الترتيب.

وكانتْ تركيا تقدمت بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم التي قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -في وقت سابق من الشهر الجاري- بمضاعفتها على أنقرة، لكنَّ الولايات المتحدة تواصل طريقها. وتبلغ خسائر العملة المحلية لتركيا حوالي 37.78% منذ بداية العام الحالي وحتى الآن.

ويرى مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة جون بولتون، أنَّ أنقرة ارتكبت خطأ كبيرا بعدم الإفراج عن برونسون، كما شكك في الاستثمارات الداعمة من قبل قطر والبالغة 15 مليار دولار، موضحا أنها غير كافية للتأثير على اقتصاد تركيا.

وفي الوقت نفسه، أبدت وكالات الائتمان مخاوف قوية تجاه قدرة البلاد على مواجهة الأزمة الحالية مع تخفيض البعض تصنيفها السيادي.

تعليق عبر الفيس بوك