بين شمس الأمل وظلام اليأس

مسعود الحمداني

 

(1)
في داخل كلٍّ منا عيد صغير يحتفل بنا كل يوم، علينا أن نُبقي شمعاته مضاءة دائما.
إنَّه النور الذي يهدي إلينا السلام، والورود.. يطلقون عليه اسم "الأمل، التفاؤل، الإيمان".
(2)
كيف نشكّل هذا الأمل؟!! وكيف نبقيه مضاء؟!!
إنَّها ليست مهمة سهلة؛ فهي تحتاج الكثير من الصبر والشجاعة.. إنَّها معركة بين خيول اليأس وفرسان النجاة.
(3)
هناك من فقد أبويه، وهناك من فقد أسرته، وهناك من فقد جزءا من جسده، ورغم ذلك بقي صامدًا.. فالحياة حرب كبيرة وشرسة، لا بد لها من ضحايا. سينتصر فيها من يُحافظ على جنود الصبر والأمل حتى النهاية؛ لذا حافظوا على جنودكم.
(4)
يخرُج المرء من بيته فلا يعود، يأتي خبر فاجع لأهله.. هو الموت سيِّد الحياة؛ لا شيء يبقى على الأرض، ولكنَّ طريق الأحياء شاق وبعيد، يحتاج إلى زاد من الأمل والإيمان بالرحلة، وهي أسلحة لا يملكها إلا القليل.
(5)
نماذج الأمل والانتصار على ظروف الحياة كثيرة، تبدأ بألم وتنتهي بانتصار، خُذوا من قصص المهاجرين والمشرَّدين والفقراء في العالم نماذج لهذه الانتصارات.. وحده الأمل والإيمان بالحلم يفعلان ما تعجز عنه جيوش الانكسار والاستسلام؛ فالإنسان يصنع معجزاته بنفسه ويهديها لغيره.
 (6)
هناك الكثير من المعاقين أو "ذوي الاحتياجات الخاصة" صنعوا الأمل لغيرهم، عاشوا حياتهم لأنهم آمنوا أن عليهم أن يواجهوا مصائرهم بأنفسهم، وأن يعيشوا لحظاتهم، ويبتكروا أحلامهم، التي ألهمت "الأصحاء" طريقهم للحياة.
(7)
اختلطتْ فرحة هذا العيد بدموع وحسرات من فقدوا آباءهم أو إخوانهم أو أحباءهم، لم يمرُّ دون أن يترك أثرا وندوبا في القلب، غير أنَّ الإيمان والأمل لا يموتان.. ستظل الذكرى حاضرة في الأذهان، لكن من يملكون القدرة على الحياة والأمل هم وحدهم من سيمضون في الحياة بثبات وقوة أكبر.. الفناء هو الحياة أحيانا.
(8)
السفينة التي تغرق لا يملك رُكَّابها إلا حبل الأمل والإيمان بمعجزة اللحظات الأخيرة، إنهم يتَّمسكون بالأمل لأنه طوق النجاة الوحيد، هناك يمد الله له يده ليبرهن على قدرته، ينجو أحيانا.. هؤلاء هم المؤمنون بأن بر الحياة أقرب من قاع الموت.
(9)
اصنعوا الأمل لأنفسكم، وامنحوه لغيركم.. الحياة لا تمنح عطاياها إلا لأولئك المؤمنين بأن الغد أفضل، وأن مُستقبلهم مرهون بيدهم لا بيد غيرهم.. كونوا هؤلاء.

Samawat2004@live.com