ثاني انتقال سلمي للسلطة خلال 71 عاما في "بلد الانقلابات"

عمران خان يؤدي اليمين رئيسا لوزراء باكستان ويأمل إتمام فترة ولايته

إسلام أباد - رويترز

 

أدَّى لاعب الكريكيت السابق عمران خان اليمين الدستورية رئيسًا لوزراء باكستان، أمس؛ آخذا على عاتقه مسؤولية تشكيل حكومة ائتلافية في الوقت الذي تخيم فيه أزمة عملة على البلد المضطرب المسلح نوويا.

وكان خان قد فاز في الانتخابات العامة التي جرت الشهر الماضي متعهدا بمحاربة الفساد والقضاء على الفقر بين سكان باكستان البالغ تعدادهم 208 ملايين أغلبهم من المسلمين. وتلا خان -الذي كان يرتدي معطفا تقليديا أسود اللون، على غرار بطله مؤسس باكستان محمد علي جناح- القَسَم، وهو يقف بجوار الرئيس ممنون حسين متعهدا باحترام الدستور. وبعد ذلك كان في استقباله حرس الشرف في مقر رئاسة الوزراء.

وشهدت باكستان عدة انقلابات في تاريخها الممتد منذ 71 عاما. وانتخاب خان هو ثاني انتقال ديمقراطي للسلطة وإذا أتم فترة ولايته ومدتها خمسة أعوام فإنه سيكون أول رئيس وزراء يحقق ذلك. حضر مراسم تأدية اليمين عدد من المشاهير والرياضيين والسياسيين في باكستان، وكذلك لاعب الكريكيت الهندي السابق نافجوت سينغ سيدهو الذي يشغل حاليا منصب وزير السياحة لولاية البنجاب الهندية. وكان حزب حركة الإنصاف الذي ينتمي له خان قد حصل على 151 مقعدا من بين مقاعد البرلمان ومجموعها 342 مقعدا.

وسيتحتم على الحكومة الائتلافية الجديدة اتخاذ قرار بشكل سريع بشأن ما إذا كانت ستطلب خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي أم ستطلب الدعم من الصين حليفة باكستان.

ولد خان في 25 نوفمبر 1952 في عائلة مهندس بمدينة لاهور، وفي سن 18 عاما انضم إلى المنتخب الوطني للكريكيت. وفي العام 1971 غادر خان باكستان إلى بريطانيا، وحصل هناك على درجة البكالوريوس في الاقتصاد بجامعة أوكسفورد دون أن يترك رياضة الكريكيت حتى أصبح قائدا لفريق الجامعة عام 1974، ومنذ 1982 حتى 1992 كان خان يقود المنتخب الباكستاني للكريكيت. وقد طوى خان صفحة نجم الكريكت الذي قاد بلاده نحو الفوز بكأس العالم في اللعبة عام 1992، لتحل محلها صفحة الزعيم الشعبي الإصلاحي والمناهض للفقر.

وأسس خان "حركة الإنصاف" في عام 1995 التي وجدت هدفها في تحقيق العدالة للشعب الباكستاني، بالدرجة الأولى عن طريق وضع نظام قضائي مستقل يضمن احترام حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون. وفي العام 2007، أعلن خان الإضراب عن الطعام احتجاجا على حالة الطوارئ في البلاد، وذلك بعد أسبوع من توقيفه أثناء مظاهرة طلابية في لاهور، على خلفية خلاف بينه وبرويز مشرف. وكان خان قد شارك في الانتخابات عام 2013، لكنه لم يحالفه الحظ في هذه المرة محققا المرتبة الثالثة.

وتحالفتْ ثلاثة أحزاب معارضة كبرى في هذه الانتخابات لدعم شاهباز شريف في محاولة لإحباط خان. وكان رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، الذي أقيل من منصبه ثلاث مرات عام 2017 بسبب تهم بالفساد، وسجن قبل الانتخابات، قد دعم شقيقه، شهباز شريف، خلال هذه الانتخابات. وفاز خان بعد أن صوت لصالحه في 17 أغسطس، 176 عضوا في الجمعية الوطنية، فيما حصل منافسه زعيم حزب الرابطة الإسلامية، شهباز شريف، على 96 صوتا فقط.

تعليق عبر الفيس بوك