يوم من دفتر امرأة عزباء


د. محمد الدفراوي - مصر

1- في الثامنة صباحا؛ تحررت من الكسل و رجت تعدو في الطريق، قابلتها ضاربة الودع، قرأت بختها:
"ستقابلين عاشقا نبيلا في غضون أيام"
أهدتها وردة حمراء.
ضحكت حتي كادت تستلقي علي الأرض.
تذكرت مقالة جارتها ست البنات:
"عاجلا أم آجلا يتحول كل عاشق إلى بذنجانة مبذورة"
بلا خيبة بخت!
....
2- في صالون الحلاقة الحريمي، دلفت تصفف شعرها وتقلم أظافرها وتتعلم أول درس في حياتها العاطفية..
في المرآة وجه الحلاق يخدجها بنظرة حانية..
أجنحة قلبها ترف له بعنف!
....
3- في الليل سارت إلى الحديقة، بين مقاعد المتنزهين، تبحث عن ابن اختها عثرت عليه في النهاية، يجلس على الأرض قرب الأرجوحة مسندا ظهره علي قائم حديد بلاحراك، ساقة متورمة، وكعبه ينزف وجعا، و عيناه تبتلع الدموع.
قدرت المسافة بين عينيها وألمه بومضة أو غمضة!
...
4- أغلقت باب حجرتها، ومن تحت الغطاء أمسكت روايتها المفضلة "ذهب مع الريح" تلتهم صفحاتها ليلة بعد أخرى، حين يداعبها النوم تخبئها تحت مخدتها، تسافر كل ليلة ترافقها الكلمات والأصداء.. لم يعد بوسعها أن تقرأ غيرها.
فكل الروايات متشابهات من منبع واحد!
.....
5- قبل أن تغفو، فتح عليها الباب وأضاء المصباح، اقترب من مخدعها.. وقال:
في الصباح
"ساعديني لكي أرى"
فارقها النوم لأن الوصية علقت بين أجفانها..
.....
6- اعتادت أن تخبيء أحلامها في حقيبة يدها، فكانت الأحلام تزورها بين الحين والحين، ثم تغادر واحدًا واحدًا، الإ حلمٌ لايغادرها في يقظة أو إغفاءة، يوقظها بجذب ثيابها، يرافقها في القطار، وهي تحتسي فنجان قهوتها اللذيذ..
وعدها "احلميني وستعرفين طعم حبي لك"
رددت: قاوم أيها القلب!
ألح في الإغواء
"لو رأني مخرجو الأفلام القديمة، لجاءت نهاية أفلامهم علي نحو مختلف"
قررت أن تحبسه في الحقيبة إلى الأبد..
وانصرفت للنوم...

 

تعليق عبر الفيس بوك