مكانة الملاحة العمانيّة ودورها في الملاحة العالميّة


أ.د/ محمد ناصر أبو حجام – الجزائر
رئيس جمعيّة التّراث، القرارة، الجزائر

للعمانيّين دور كبير في تطوير الملاحة العالميّة عبر الحقب وفترات تاريخيّة عديدة، ومن أبرز الشّخصيّات التي اقترن اسمها بعلم الملاحة شهاب الدّين أحمد بن ماجد العماني.. يقول جوررج فضلو حوراني"...ورغم صعوبة رسم صورة واضحة للبحريّة العمانيّة  ونشاطها عبر الفترات التّاريخيّة المتعاقبة والمختلفة، وذلك لندرة المصادر التي تعيننا على ذلك، وخاصّة ما تعلّق منها بالعصور القديمة. إلاّ أنّ نثار المعلومات الواردة هنا وهناك تمكّننا من رسم صورة مقبولة للبحريّة العمانيّة. ناهيك عن أنّ المفهوم الجغرافي السّياسي لعمان قد تأثّرت بفعل الظّروف السّياسيّة الدّاخليّة والخارجيّة التي أحاطت به."

تحت  هذا العنوان (أصالة تراث عرب الخليج) كتب محمد جابر الأنصاري يقول: " وممّا لا شكّ فيه أنّ تفوّق ابن ماجد وأجداده في مجال الملاحة البحريّة وعلومها، يقوم شاهدًا قويًّا على أصالة تراث عرب الخليج في فنّ الإبحار وتقدّمهم العلمي في مجالاته، فكلّ الرّجالات الماهرين  في فنّ من الفنون لا يظهرون إلاّ   في بيئات تفتح أمامهم آفاق المعرفة وتمير(؟) الحوافز الكامنة في نفوسهم، وتدفعهم دعة إلى التّفوّق والإجادة، وإذا كان المؤرّخون يعتقدون أنّ ابن خلدون في علم التّاريخ والاجتماع ليس ظاهرة فرديّة، بل تعبيرًا عن مناخ فكريّ حضاري عام، نشأ فيه ابن خلدون، وتنفّس إبداعه، فإنّ لنا أن نقول أيضًا: إنّ إجادة ابن ماجد في علم الملاحة والبحار ليس ظاهرة فرديّة، وإنّما تعبير عن وجود حضارة بحريّة متقدّمة  في هذه المنطقة من الوطن العربي، قبل  أن تغزوها الأساطيل الأجنبيّة.
فلو لم يكن مجتمع الخليج متقدّمًا في مجال الحضارة البحريّة لما ظهر من بين أبنائه ربّان ماهر ومؤلّف ملاحي مقتدر كابن ماجد.". ( ابن ماجد وتراث حضارتنا البحريّة."  مجلّة الدّوحة، قطر، س: 4،  ع: 38، ربيع الأوّل 1399هـ/ فبراير1979م، ص: 45).
   
  ملاحظة الأستاذ الجابري وجيهة، تسجّل حقيقة مهمّة، وهي أنّ منطقة الخليج محضن لتطوّر الملاحة، وبذلك يقوم الدّليل على أنّ العرب – وهم من سكّان المنطقة – عرفوا حضارة البحر، وحذقوا ملاحته. كما تكون هذه الملاحظة دافعًا إلى دراسة المناخ الذي نشأ فيه ابن ماجد، والتّعرّف على البيئة التي أسهمت في تكوينه، أو دفعت به إلى التّكوّن في المجال الذي عرف به، إنّها البيئة العمانيّة.

 تذكر المصادر أنّ " كلّ الدّلائل تشير أنّ الخليج هو بحقّ مهد الملاحة البحريّة في العالم، حيث بدأ الإنسان منذ أربعة ألاف السّنين قبل الميلاد يحاول اقتحام البحر وترويضه وتطويعه لإرادته. وكان العمانيّون منذ هذه الفترة يسكنون المنطقة التي أطلق عليها السّومريون تسمية مجان، وساهموا من هذا الموقع في دفع الملاحة البحريّة إلى أرقى درجات تطوّرها وأقاموا علاقات منتظمة مع شعوب بعيدة لا يصلهم بها إلاّ البحر."  
      
 الحقيقة التي لا يجادل فيها اثنان، فضلاً عن أن يختلفا في صدقها، هي: أنّ علاقة العمانيّين بالبحر قديمة جدًّا، أبحروا فيه، وأوجدوا الوسائل التي ساعدتهم على الإفادة منه، وهيّؤوا الأسباب التي أعانتهم على التّحكّم فيه، ووفّروا العوامل التي مكّنتهم من التّغلّب على أهواله وأخطاره، أو على الأقلّ التّقليل من الأضرار التي يسبّبها الجهل بطرق التّعامل معه. بل كانت تجاربهم مصدر استفادة كثير من الأقوام لاستثمار منافع البحر.. (فالبحر والصّحراء تعاونا على إعطاء أهل عُمان الخبرة والمهارة في معرفة الفلك . فالأعرابي الذي يقود قافلة  والعربي الذي يقود سفينة استخدما النّجوم نفسها  لترشدهما ليلاً إلى الطّريق )

هذه المنافع كانت بالغة الأهميّة، تبدو في الإفادة من موانئ عمان، وتنتقل إلى صناعة السّفن، ثمّ إلى تعلّم التّجارة البحريّة، وإلى اتّخاذ عمان وسيطًا في التّجارة بين الشّرق والغرب، منذ أقدم العصور... وقد ذكر أحد الباحثين أنّ: "العمانيّون هم الذين اكتشفوا أمريكا وليس كريستوفر كولومبوس (http://www.akhbaralaalam.net/index.php?aType=haberArchive&ArticleID=20783) وقال هذا الباحث اُسْتضفتُ منذ ثلاث سنوات في سبتمبر 2006 لألقي محاضرة في مدينة مارتينا فرانكا "Martina Frnaca"  بالجنوب الايطالي في منطقة بوليا "Puglia" التي يلتقي فيها البحر الأبيض المتوسّط بالبحر الأدرياتيكي وكذلك الحضارة العربيّة الإسلاميّة بالحضارة الأوروبيّة على نحو متم.

اُسْتضفتُ هناك لألقي محاضرة بمناسبة مهرجان الموسيقي الاتنية "La musica ethnica"  الذي ينظّم في هذه المدينة كلّ سنة في مثل هذا الشّهر. ألقيت محاضرة أمام جمهور أغلبه من الإيطاليّين حول تأثير  البحر والبحّارة في بعض الأنماط الموسيقيّة المحليّة الشّعبيّة بالسّاحل التّونسي، غير أنّ الأسئلة التي طرحت عليّ مع نهاية المحاضرة اضطرّتني للخوض في علاقة العرب بالبحر عبر التّاريخ وإسهاماتهم في اكتشاف عالم البحار، وفي إبداع ما يمكن أن نصطلح عليه بثقافة البحر، ما دفعني ذلك هو ارتباط العرب في ذهن بعض الحاضرين من غير المختصّين بالصّحراء وكأنّ لا علاقة لهم بالبحر(المرجع نفسه).

الأسئلة المعروضة على المحاضر تدلّ على أهميّة موضوع الملاحة البحريّة عند العرب. كما تبيّن الجهل الكبير بحقيقة علم الملاحة عند العرب. وقد يكون في طيّاتها احتقار أو استنقاص أو عدم تقدير ما للعرب من إسهامات في هذا الميدان. هذه الفرضيّات جعلت الباحث ينتفض وينطلق فينطق بجملة مثيرة وغريبة ومستفزّة، جملة تقلب الموازين، وتغيّر المفهومات، وتبدّل النّظرات...بعد أن تفتح الجدل، وتبعث الفضول، وتحرّك البحث.

نظرًا لأهميّة ما فاه به المحاضر، فإنّه أثار الموضوع من جديد بعد ثلاث سنوا. قال: "  ما جعلني أعود إلى هذه المسألة اليوم هو إعدادنا في إطار الجمعيّة الايطاليّة لأصدقاء الثّقافة والحضارة العربيّة الاسلاميّة لملتقى حول البحر باعتباره جسرا للتّواصل الثّقافي بين أوروبا والعالم العربي. وفكرة إنجاز هذا الملتقى قد انبثقت في الحقيقة من النّقاش الذي أثارته هذه المحاضرة منذ ثلاث سنوات حول علاقة العرب بالبحر. " (المرجع نفسه).
 
الموضوع – إذن – مهمّ، والفضول العلمي والتّشوّق لمعرفة الحقيقة ظلاَّ قائمين، يبحثان عن الفرصة المناسبة لبسطهما. جاءت هذه الفرصة، فليُعرَض الموضوع من جديد، ولُيبسَطْ فيه  القول، ولبُحلَّلْ وليُتداوَلْ فيه الرّأي.

 أضاف الباحث " يومها تفاجأ الحاضرون عندما ذهبت إلى القول بأن البحّارة العمانيّين هم الذين اكتشفوا أمريكا وليس كريستوفر كولومبس. اعتقد البعض يومها أنّني أمزح. غير أنّه سرعان ما انكشفت جدّيتي، بحيث أشرت إلى الجدل الذي انطلق في أواخر القرن الماضي بالولايات المتّحدة الأمريكيّة، وكنت شاهدا عليه لمّا كنت زائرا بجامعة نيويورك، حول اكتشاف القارة الأمريكيّة بمناسبة مرور خمسمائة سنة على ذلك.
    
ذهب البعض إلى أن كريستوفر كولومبس ما كان باستطاعته أن يكتشف القارّة الأمريكيّة لولا خرائط الملّاحين العمانيّين، الذين تركوها بخزانة قرطبة وعثر عليها هناك بعد سقوط الأندلس سنة 1492 ميلادية. هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك بالقول إنّ الملّاحين العرب العمانيّين انطلاقا من الأندلس قد وَطَأَت أقدامهم أرض أمريكا قبل كولومبس بكثير، وإلاّ لما كان بإمكانهم رسم الخرائط، التي بإمكانها أن تهديه إلى القارّة الجديدة لكنّهم على ما يبدو، لم يعيروا هذه الأرض الجديدة أيّ اهتمام. "(المرجع نفسه).

 حين نربط بين زمن اكتشاف أمريكا، وسقوط الأندلس، وسطو البرتغاليّين على تراث العرب العام، والملاحي والجغرافي الخاصّ، ونقرن إلى ذلك الفترة التي عاش فيها ابن ماحد، ومحاولات البرتغاليّين الإفادة من علمه...حين نبسط أمامنا كلّ هذه المعطيات، نعي الأهميّة التي تحملها مقولة الباحث، فنندفع شطر البحث العلمي الجادّ، المتحرّر من  كلّ عقدة استنقاص أو انهزام أمام كلّ تحدٍّ غربي لتشويه الحقائق، أو انحناء واستسلام لمعلومات رسَّخَت في الأذهان أنّ الفضل للغرب في التّقدّم العلمي، وإن أحسن العرب فيه، وسبقوا إلى الابتكار والاختراع والاكتشاف. هذا ما أراه الأنسب والأجدى في تحليل مقولة المحاضر آنفة الذّكر.  

       يضيف الباحث قائلاً: " كان هذا الرّأي، في الحقيقة، خجولا، محتشما ولكنّ أهميّته تكمن في أنّه أعاد طرح السّؤال حول تاريخ أمريكا، حول مدى واقعيّة اكتشاف كولمبس لها وأسطوريّته، علاوة على طرحه المساءلة الابستيمولوجيّة التي تؤرّق علم التّاريخ وموضوعيّته: من يكتب التّاريخ؟ وهل يمكن انتشاله من الأقويّاء المهيمنين المشرفين على كتابته في كلّ عصر." (المرجع نفسه).
 
من الإشارة الأخيرة ننطلق لنبحث من جديد في تراث عريق، أغرقه من يريد الإساءة إليه بطوفان من التّشويه والتّهميش والتّزوير. من ذلك التّراث الملاحي العربي، الذي يحتاج إلى انتشاله من عبث الأقويّاء المهيمنين على كتابته، كما تشاء لهم أغراضهم وأهدافهم، ويزيّنه لهم منطقهم وتفكيرهم.

تَقدَّمَ رأي الباحث إلى ساحة العلم باحتشام، لكنّه بعد ذلك وجد الطّريق أمامه للنّظر فيه. قال المحاضر: "انخرطت بنفسي في هذا الجدال في نيويورك ذات مساء من نوفمبر 1999 في المعهد الجديد للدّراسات الاجتماعيّة  New school for social resarchs" " معتمدا في ذلك على مرجع غربي هو كتاب للمؤرّخ الفرنسي بول فاين "Paul Vegne" تلميذ الفيلسوف الشّهير ميشال فوكو "Michel Foucault"  وعنوانه "كيف اعتقد الإغريق في أسطورتهم  Comment les Crecs ont-ils cru a leur mythe" " اجتهد فيه لإبراز التّداخل بين الحقيقي / الواقعي والأسطوري الخيالي في صنع الحضارة اليونانيّة وتفوّقها. هناك قرائن كثيرة تدلّ على أنّ الملاّحة العمانيّين قد يكونون فعلا وراء اكتشاف أمريكا إن لم يكن هم الذين اكتشفوها حقيقة، وهذا ما ينبغي البحث فيه من أهل الاختصاص. "(المرجع نفسه).

  من نتائج ملاحظة الباحث، أو تنبيهه: أنّ للعمانيّين دورًا كبيرًا في اكتشاف أمريكا، إمّا مباشرة، أو بواسطة ما قدّموه من مساعدات علميّة، تتمثّل في خرائط ومعلومات فلكيّة وجغرافيّة. يأتي في رأس القائمة ابن ماجد أسد البحار. هذا الرّأي يحتاج إلى إثباتات علميّة، يقوم بها أهل التّخصّص.

  هذه الإشارة محفّز كبير وباعث قويّ  للانطلاق، أو مواصلة للبحث في إسهامات العمانيّين في الملاحة، التي كانت مقرونة بالتّجارة. وقد كان هذا منذ القديم السّحيق:  " لقد قدّمت اللّوحات السّومريّة والأكاديّة التي وقع العثور عليها في ما كان يسمّى قبل أربعة آلاف سنة ببلاد ما بين النّهرين معلومات ثمينة، تدلّ على مساهمة العمانيّين آنذاك الأساسيّة والفاعلة في تطوير التّجارة؛ انطلاقا من مجان، دون إغفال دور دلـمون  -التي أثبتت الحفريّات  أنّها بلاد البحرين اليوم - في ربط الصّلة بين أصقاع آسيا المتباعدة والمترامية الأطراف. ولا غرابة إذن أن تذكر حضارة مجان "عمان اليوم" في إحدى لوحات بابل القديمة يعود تاريخها إلى 2300 عام قبل الميلاد، وأن يذكرها سارجون – ملك آكاد – وأوّل إمبراطور في التّاريخ معبّرا عن افتخاره واعتزازه بها."

عمان عريقة في الملاحة البحريّة، ودورها كبير في ربط الصّلة بين بعض المناطق في العالم، دليل ذلك اللّوحات التي سجّلت  هذا الحضور البحري الكبير.

بعد ظهور الإسلام تنامت قوّة عمان البحريّة. آية ذلك استعانة عثمان بن أبي العاص بالقوّة البحريّة العمانيّة سنة 16 هـ / 636 م"  عندما انطلق من صحار ومسقط بحملة ناجحة على ساحل الهند الغربي، هذه القوّة التي بدأت شيئا فشيئا تحلّ محلّ الفرس في القرن الثّاني للهجرة، أي منتصف القرن الثّامن للميلاد، حيث تذكر المصادر التاريخيّة أنّ أوّل عربي قام برحلة إلى الصّين هو تاجر عماني، يُدعَى أبا عبيدة عبد الله بن القاسم وكان ذلك حوالي عام 133 هـ / 750 م ليشتري الصّبار والأخشاب. وما أن جاء القرن الرّابع الهجري حتّى بسط الملّاحون العمانيّون نفوذهم على التّجارة البحريّة مع الشّرق الأقصى وإفريقيا الشّرقية بسطا كاملا، ويذكر المسعودي صاحب "مروج الذّهب"، الذي شارك الملّاحين العمانيّين في بعض رحلاتهم التّجاريّة في أقاصي الشّرق أنّ السّفن العمانيّة كانت ترتاد بحار الصّين والهند والسّند وأفريقيا الشّرقيّة، واليمن والبحر الأحمر والحبشة، ويذهب إلى أنّ الملّاحين العمانيّين هم الذين أبدعوا القصص والحكايات التي تولّدت عنها قصص السّندباد البحري الشّهيرة التي أصبحت الآن جزءًا من التّراث العالمي. "
(عمان في أمجادها البحريّة، ط4، مطابع النّهضة، مسقطن سلطنة عمان، 1476هـ/ 2005م، ص: 5)
 بعد أن عرض الباحث الحركة البحريّة القويّة التي قام بها العمانيّون، التي كان لها أثرها الفعّال في تنشيط التّجارة البحريّة...ثمّ الإيماءة إلى الإنجازات التّقنيّة التي أضافها العمانبّون إلى وسائل الاستكشافات والمواصلة البحريّة...التي رفعت عمان إلى مصافّ الأمم الرّاقيّة، المسهمة بقوّة في مسيرة الحضارة الإنسانيّة..قال: " لا بدّ من الإشارة إلى عبقريّة أحد أهمّ علماء البحر في كلّ العصور، هو الملّاح العماني شهاب الدّين أحمد بن ماجد صاحب كتاب "الفوائد في أصول البحر والقواعد..."

باختصار شديد نقول: إنّ العمانيّين سجّلوا حضورًا كبيرًا وقويًّا في سيرورة الملاحة البحريّة والفلكيّة والجغرافية؛ تنظيرًا وتنظيمًا وممارسة وتطويرًا، وإفادة العالم بخبراتهم وتجاربهم، وعلومهم في البحر والفلك والجغرافيّة. يتصدّرهم شيخ علم البحر، ورابع اللّيوث، ورائد المرشدات البحريّة. شهاب الدّين أحمد بن ماجد. الذي مكانة مرموقة ومركزيّة في مسار الملاحة العالميّة.

  مكانته هذه تظهر في تميّزه وأصالته في علم الملاحة، بمعنى: إنّه لم يكن اتّباعيًّا أوتابعًا لغيره في العلم؛ رغم إفادته منهم. وفي إضافاته المهمّة العلميّة والعمليّة إلى البحر وأدبه. وفي انفراده بالرّيادة في التّجربة العمليّة العربيّة في عالم البحر، التي جعل منها ملاحة متميّزة، أفادت الملاحة العالميّة. هذه الرّيادة صنعت منه رائد المرشدات البحريّة والفلكيّة؛ بما صنّفه من مؤلّفات: نظمًا ونثرًا، فعدّ بذلك  الذّروة في التّأليف الفلكي الملاحي في عصره. "                                                                                           
                                            

 

تعليق عبر الفيس بوك