نزار قباني أخذوا منه الحداثة


زيد الطهراوي - الأردن

كان نزار يصر على أنه شاعر الحداثة و كان يكتب الشعر العمودي و الحر المبني على وحدة التفعيلة، وكان النقاد يصرون على أنه ليس من شعراء الحداثة شكلا و فنا ومضمونا.
و في كتاب (الضوء واللعبة) ناقش شاكر النابلسي مسألة الحداثة في شعر قباني وأثبت أنه ليس حداثيا ونظر إلى شعره الحر فوجده شبيها بالشعر العمودي وانتهى إلى القول بأن نزارا شاعر تقليدي.
قلة هم الذين لم ينزعوا لباس الحداثة عن نزار ومنهم الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة الذي حلل قصيدة طوق الياسمين النزارية وقال: إنها قصيدة لشاعر حداثي. وبين أن القصيدة لا تعالج قصة بسيطة كما يبدو فالقصيدة فيها (بؤرة) والبؤرة هي طوق الياسمين الذي أهداه الشاعر لسيدة غربية وقع منها على الأرض فلم تكترث له فطوق الياسمين هنا هو المشاعر في البيئة العربية القوية التي لا تهتم بالماديات ويترعرع الحب فيها أكثر من ترعرع المصالح.
الياسمين هو وطن الشاعر وحضارة الشاعر الخصبة المليئة بالقيم و العادات الحميدة فعندما وقع طوق الياسمين  لم تأبه به هذه المرأة الغربية دل هذا على أن الماديات أثرت على الحضارة الغربية فجعلتها مشوهة وهو ما قاله نزار في قصيدة له أرسلها الى أمه:
(عرفت حضارة الإسمنت و الخشب ...عرفت حضارة التعب)
وهذا يدل على دقة عز الدين المناصرة الشاعر والناقد الحصيف ويدل كذلك على أن نزارا أضاع قسطا وافرا من عمره وشعره في قصائد حب مكررة و قصائد سياسة تقريرية مبهرة مما جعل النقاد يحجمون عن الغوص في تراثه الضخم لاكتشاف تجديده و ابتكاره.

 

تعليق عبر الفيس بوك