من هو البطل القادم؟!

ماجد الكندي

تُرى، هل ننتظر بطلًا قادمًا لهذه الأمة الإسلامية، أم أننا نتوهَّم ونحلم كأحلام السابقين القدماء، وأن هذا الأمر أصبح من التراث والتاريخ، فلا وجود لأبطال في هذا الزمن، فهو زمن التكتلات والتجمعات والمصالح المشتركه فقط؟ ماذا لو سلَّمنا بوجود بطل قادم لأمتنا، فما هي مواصفاته؟ وماذا سيكون عليه؟

من وجهة نظري، إن كان هناك أبطالا قادمين فسيكونوا من الضروري متشبعين بالأمانة والإخلاص في علم الاقتصاد من ساسه إلى أخمص قدميه، كما يقال في الأمثله، أي من الوريد إلى الوريد، بشرط أن يكون مستنيرا فاهما مدركا للواقع  الاقتصادي؛ لذلك يستطيع أن يستقرئ أحداثَ المستقبل بشكل جيد، ولله في خلقه شؤون، فهل سنرى هذا البطل المغوار؟ لا أعرف، ولماذا بطل اقتصادي وليس شيء آخر كسياسي مُحنك مثلا؟ لأنَّ الأمة العربية والإسلامية بحاجة لمثل هؤلاء الأبطال الذين سيرسمون لنا مستقبلَ بلادنا العربية بعدما أكلتها النظم الأخرى، وربما سيستطيع هذا البطل تغيير الأنظمة الاقتصادية لتكون أكثر عدالة حسب ما شرعه ديننا الحنيف، فهل سيظهر لنا شيء من هذا القبيل؟... الله أعلم .

فمن أوائل ما اقترح النظر فيه لهذا البطل المغوار هو ألعوبة الأوراق النقدية، اطبع اطبع اطبع، ولا يهم؛ فالورقة البيضاء تتحول إلى مبلغ نقدي بدون رقيب ولا حسيب، ومن يقوم بذلك؟ إنها الدول التي تسمِّي نفسها متقدمة، ونلاحظ ذلك منذ الأزمة في عام 2008، وطبعا أيضا حصل قبلها، ولكن كمثال بعد الأزمة والتي راح ضحيتها الملايين، واكتوى من آثارها آلاف، لا ننسى مقدار ما قامت به الشركات العملاقة من صرف للعمال والموظفين، ومن جهة أخرى ضرب عدد قليل من المصرفيين ضربتهم وهربوا، وقامت الحكومات بدعم البنوك، لماذا؟ حتى لا ينهار القطاع المصرفي؛ فالتيسير الكمي على أشده خلال السنوات الماضية، وبدون تحديد لأسماء دول معروفة، ونحن نركض وراءها لا نستطيع طباعة ورقة لتكون نقدا، سيُقال عنا حرامية.. فاهلا وسهلا بالمستقبل الجديد، بلا رقيب ولا حسيب؛ فبنوك مركزية تطبع المليارت، ومن ثم يقال إن هناك تضخما فتقف المطبعة قليلا...وهكذا، ودول عالمية لها مديونيات يشيب لها الرأس، فهل هذه ديون حقيقية، فإن كانت تريليونات من الدولارات تبخَّرت في غمضة عين، فمَن يؤكد لنا أن ديونا لن تتبخر أيضًا في غمضة عين كمثل الشركات التي هي قيد التصفية، ثم يقال عنها مُعسرة؟ وانتهى، فإن كان لك مبلغ معهم فعليه العوض ومنه العوض.

كما أن على هذا البطل أن يخترع، أو أن يعمل طرقا لتوفير فرص عمل حقيقية، وأن يرفع البلد لتكون غنية في مواردها، أي الإيرادات أعلى من المصروفات بكل بساطة، كيف سيقوم بذلك؟ سؤال  يُوجَّه له؛ لأنه البطل المغوار كما قلنا، فهل بالرسوم والإتاوات؟ هل بجعل استهلاك البلد من إنتاجها؟ والقائمة تطول للأفكار.. والحديث يطول، وربك كريم، عسى يوم من الأيام يظهر لنا هذا البطل وفي الوقت المناسب، ودمتم في رعاية الرحمن.

تعليق عبر الفيس بوك