التوبي: جائزة الرؤية لمبادرات الشباب تكشف أفكارا ابتكارية بمختلف المجالات

 

الرؤية – دعاء الوردي

"أعلّمهم في الحصص الدراسية ويعلِّموني في الفسحة"، بهذه العبارة يلخص وائل التوبي معلم الفيزياء وأحد أبرز الناشطين العمانيين في مجال الروبوت سر شغفه بالعمل مع الطلبة لتطوير أساليب التعلم في هذا المجال. ويقول التوبي لـ"الرؤية" بالتزامن مع اقتراب تدشين النسخة الجديدة من جائزة الرؤية لمبادرات الشباب إن فريقه جاهز للمشاركة بفكرة مبتكرة أكثر شموليّة من سابقتها، حيث انتزع مشروع فريقه "click take" المركز الأول عن مجال الإلكترونيات في النسخة الماضية. ويقول التوبي إنه لا يزال يذكر كيف لفت انتباهه حرص طلاب الصف السابع على قضاء "فترة الفسحة" داخل إحدى قاعات المدرسة، وقد كان يظنهم يقضون وقتهم في الأكل، بينما كان سر جاذبية القاعة أن بها "روبوت"، وهو ما تعلم أسراره منهم لاحقًا. ويشير إلى أنه بتكرار لقاءاته مع الطلبة علّموه كيفية تشغيل الروبوت، ما دفعه لمزيد من البحث عبر الإنترنت، ويلفت إلى أن المحتوى المتوفر على الإنترنت باللغة العربية عن الروبوت أقل كثيرا من المحتوى الإنجليزي، لكنه كافٍ جدًا لإيصال المُتعلِّم إلى مستوىً أعلى من المتوسط. وقد التحق التوبي بورشة نظمتها وزارة التربية والتعليم بعنوان "مقدمة في عالم الروبوت" مع مجموعة من المعلمين؛ مما شجعه على مواصلة البحث والتعلم، خصوصًا وأنه مجال يتوافق مع كونه معلمًا لمادة الفيزياء ويتّسق مع أهدافه لخلق بيئة تعليمية تكسر روتين الدراسة، وهذا ما دفعه لتوظيف الروبوت في حصصه الدراسية، وتحديدًا في تصميم ألعاب بالروبوت يطبق الطلاب من خلالها القوانين الفيزيائية التي درسوها مما يسّهل حفظهم لها وينمي قدرتهم على حل المسائل الفيزيائية، وهو ما انعكس على مستوياتهم التحصيلية.

وعن جهوده في نشر ثقافة الروبوت في مجال عمله، يقول التوبي إنه يحرص على ذلك بطرق مُبتكرة، مثل استخدامه للربوت في إدارة كل ما يتعلق بالطابور المدرسي، وتقديم الإذاعة المدرسية والسلام السلطاني، إذ تتولى الروبوتات تقديم الفقرات الإذاعية وهي تدور في ساحة المدرسة بين الطلاب، معلّقٌ عليها أعلام السلطنة.

وفي مهرجان عُمان للعلوم الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم وهو تجمع كبير لكل العاملين والمهتمين في مجال الابتكار قام التوبي ببرمجة عدد من الروبوتات لتؤدِّي الفن الشعبي العازي، وقد سرّه جدًا ما لاقاه من ردود فعل إيجابية. كما يعمل على روبوت يعلم الأطفال الصلاة مع معلم تربية إسلامية، إلى جانب روبوت آخر يستخدم في مجال التوجيه المهني يمدّ الطالب بكافة المعلومات التي يحتاجها في اختيار تخصصه. ويشير التوبي إلى إعلانه تأسيس نادٍ علمي في المدرسة وفتح باب التسجيل فيه، وكانت المفاجأة انضمام نحو 207 طلاب، ويضيف: أصابتني الحيرة إزاء آلية تعاملي معهم، فما كان مني إلا أن قمت بعمليات فرز أسفرت في المرحلة الأخيرة عن اعتماد 30 طالباً فقط كأعضاء في النادي استنادًا إلى كونهم أكثر ميلًا للتعلم فيما يخصّ تقنيات الروبوت، ولمدة شهر كامل واصلت تعليمي لهم خلال فترتي الطابور والفسحة، وذلك بالتوازي مع حصصي المكلف بها والبالغ عددها 20 حصة أسبوعيا، واستطعت بذلك كسر الروتين السائد في المدرسة، وقد كنت أقدّم في طابور الصباح فقرة واحدة أسبوعيًا تتعلق بالروبوت ثم أحلت الأمر بعد ذلك للطلاب المنتسبين للنادي لتمكينهم من الأمر.

ويساعد التوبي طلابه في تأسيس شركاتهم الطلابيّة التي تخدم جانب الروبوت ويشجعهم في إطار شراكة مدروسة مع أولياء أمورهم للقيام بذلك، نظرًا لأنه مجال مناسب للاستثمار فيه، وهذا من شأنه أن يوجِّه الطلاب حال تخرّجهم للاعتماد على أنفسهم وتأسيس شركاتهم الخاصّة عوضًا عن انتظار الوظائف. ويركز التوبي جهوده حالياً على نشر ثقافة الروبوت؛ إذ قدّم أكثر من 30 ورشة في مجال الروبوت، وفي الوقت نفسه لا يتوانى عن تقديم ملاحظاته التطويرية لمن يطلبها.

وعن المسابقات المختصّة بالروبوت، يقول التوبي إنه بعد تدريبه للطلاب يختار أفضلهم من كل الفرق، ولا يشارك بفريق واحد فحسب، وإنما بعدة فرق، ولأن محافظة شمال الشرقية من أكثر المحافظات التي تمتاز بالمنافسة القوية فيما يخص مجال الروبوت؛ ففي السنة الفائتة شارك من المحافظة وحدها حوالي 86 فريقا في 6 من المسابقات التي تعدها وزارة التربية والتعليم.

وعن مشروع فريقه الذي انتزع المركز الأول عن مجال الإلكترونيات في جائزة "الرؤية" للشباب، وهو مشروع "click take"، يقول التوبي إنه مشروع قائم على برمجة القطع الإلكترونية وبالاستعانة بخدمات الروبوت، ويخدم طلاب المدراس بالدرجة الأولى. وتتلخّص فكرته في تسهيل عملية شراء الطلاب من المقاصف المدرسيّة، إذ يحصل كل طالب على بطاقة تحوي كافّة بياناته وبمجرّد وصوله يجد خيارات عديدة من الوجبات يمكن الحصول عليها  بضغطة زرّ واحدة ويُخصم سعر الوجبة من بطاقته التي تجمع بين كونها بطاقة معلوماتية وبطاقة مصرفيّة في آنٍ واحد، المميز في الأمر أن العملية مرتبطة بتطبيق هاتفيّ يمكن من خلاله لولي الأمر الحصول على كشف بكافة الوجبات التي اختارها ابنه أسبوعيًا، كما يمكنه أن يشترك وابنه في اختيار الوجبات يوميًا من المنزل، كما تشتمل البطاقة على بيانات الطالب الصحيّة، بحيث يُوفر لهم النظام الوجبات التي تتلاءم فقط مع حالتهم الصحيّة. وبالتزامن مع اقتراب تدشين النسخة الجديدة من جائزة الرؤية لمبادرات الشباب يركد وائل التوبي عن جاهزيته وفريقه للمشاركة بفكرة أكثر شموليّةً من سابقتها.

ويطالب التوبي الجهات المعنية بمزيد من توجيه العناية الفائقة لطلاب المدارس من جانب المؤسسات الحكومية والخاصّة والنظر لمشاريعهم في مجال الروبوت بعين الاعتبار، نظرًا لجهودهم الملحوظة في هذا المجال والتي فاقت في بعض الحالات قدرات طلاب الجامعات أنفسهم.

تعليق عبر الفيس بوك