كرواتيا تلعب وفرنسا تحصد اللقب

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

الرؤية- وليد الخفيف

توج منتخب فرنسا بطلا لكأس العالم بالفوز على نظيره الكرواتي (4-2) في المباراة النهائية لمونديال روسيا، لتنقش النجمة الثانية على قميصه.

قدم المنتخب الكرواتي أداء رائعا استحق به الإشادة والثناء، غير أن الأخطاء الدفاعية كلفته خسارة اللقب أمام منتخب بارع في استثمار الفرص واللعب على أخطاء الآخر.

وواصل ديديه ديشامب اعتماده على طريقة لعب 4-2-3-1، وبنفس التشكيلة التي خاض بها المباريات السابقة، غير أنه عانى في بناء الهجمات، بعدما كسب الكروات معركة الوسط التي منحتهم السيطرة والأفضلية التي تحولت إلى فرص حقيقية هددت مرمى فرنسا.

لم تجد المرتدات السريعة التي عول عليها ديشامب مستفيدا من انطلاقات مبابي وانطوان جيرزمان، بفضل الانتشار الجيد للكروات والسرعة في التحول للحالة الدفاعية وتضييق المساحات بل وظهر جيرو منعزلا عن مصادر التمويل لا سيما بعد تعطيل انطلاقات الظهيرين بافارد وهرنانديز لتمسكهما بالواجبات الدفاعية وعدم المخاطرة بالتقدم خوفا من استغلال المساحتت خلفهما.

ومع تعطيل سلاح الهجمات المرتدة وإبطال مفعول العرضيات استخدم الفرنسيون سلاح الكرات الثابتة، الذي نجح في هز شباك كرواتيا، بهدف من نيران صديقة بتنفيذ من غيرزمان، ومن نقطة الجزاء عبر اللاعب نفسه.

في المقابل اعتمد الكرواتي زالاتكو داليتش على نفس طريقة لعب ديشامب 4-2-3-1، غير أن الأفضلية النوعية والخبرة منحت رجاله حق الاستحواذ والقدرة على بناء هجمات منظمة، فالكروات كان لهم شكل هجومي واضح، باختراق العمق تارة والأطراف تارة وكان للقادمين من الخلف دوره في إحداث الزيادة العددية في منطقة جزاء الديوك.

 قدم ثلاثي وسط كرواتيا راكيتيتش ومودريتش وبروزوفيتش مباراة رائعة على مستوى الاستحواذ، فضلا عن دوره الدفاعي عند افتقاد الكرة تزامنا مع بناء الهجمات والربط والانسجام مع خط الهجوم.

أخطأ ماريو ماندزوكيتش البعيد عن تركيزه فأصاب شباك فريقه، ولم يحسن رجال داليتش التعامل مع الكرات الثابتة التي أرقتهم طوال اللقاء، فالأخطاء الدفاعية والجماعية عاب الأداء الكرواتي ما كلف سوباسيتش هدفين في شباكه.

الثغرات التي عاني منها الفرنسيون عالجها ديشامب بين الشوطين، ولم يعد بوسع الكروات القيام بالدور البدني الذي يخول لهم الضغط على حامل الكرة بنفس القوة في الشوط الأول، الأمر الذي أفقد الفريق القدرة على استخلاص الكرة، ما منح الفرنسين فرصة الاستحواذ والتقاط الأنفاس خاصة فاران وامتيتي.

الاندفاع الكرواتي الرامي لإدراك التعادل كان السيناريو المفضل لدى ديشامب، فهو ينتظر ذلك وجاء الرد عن طريق المرتدات السريعة بواسطة مبابي وغيرزمان، وتراجعت معدلات السرعة في صفوف الكروات متأثرين بالإرهاق جراء لعب 90 دقيقة أكثر من منافسهم.

المرتدات السريعة وعامل الخبرة والاندفاع الكرواتي عقد الأمر باستقبال هدفين متتالين. كفاح الكروات ومساعيهم أثمرت عن هدف ثان غير أنّ الكفة مازالت ترجج فرنسا صاحب الرباعية.

تغييرات ديشامب جاءت منطقية، فخروج كانتي جاء موفقا بعد الحصول على الإنذار في الشوط الأول وبات اللاعب مهددا بالطرد، ما دفع المدرب لاستبداله بستيفن نزونزي الذي قام بنفس الدور، أما تغيير نبيل فقير فمن الصعب تقييمه لأن اللاعب لم يكن أمامه متسع من الوقت لإظهار ما يحمله من إمكانات، وبات في الأخير أنّ التغييرات كانت ناجحة من الناحية الدفاعية، إذ منحت خط الوسط الصلابة المرجوة وعززت من عزل هجوم كرواتيا عن وسط ملعبه.

يشار أيضا إلى أنّ التزام ظهيري الجنب لفرنسا أبطل مفعول مصدر قوة الفريق المتمثلة في جناحيه ريبيتش وبيريسيتش.

رغم فوز فرنسا إلا أن تكتيكها لم يعتمد على المبادرة والسيطرة وانتزاع الأفضلية وبناء الهجمات بالشكل المعهود، بل اعتمد على أخطاء المنافس مع تنظيم دفاعي قوي عبر منظومة قوية تحسن استخدام الكرات الثابتة والهجمات المرتدة، ويبدو أن فرنسا الأخت الشقيقة لإيطاليا الغائبة عن مونديال روسيا، ويبدو أيضا أن تكتيك كرة القدم تغير بشكل واضح في هذه النسخة، فالتنظيم الدفاعي القوي كان القاعدة التي انطلقت منها فرنسا نحو منصة التتويج باللقب.

تعليق عبر الفيس بوك