توقيع 9 مذكرات تفاهم بين بكين ودول عربية بشأن بناء "الحزام والطريق"

منتدى التعاون العربي الصيني.. مبادرات وفرص استثمارية تغير وجه العالم

الرؤية – الوكالات

يُعد العاشر من يوليو 2018، يومًا تاريخياً لمستوى العلاقات الصينية العربية، حيث عبر المشاركون في أعمال الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني-العربي عن تفاؤلهم وتقديرهم لإعلان تأسيس الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول العربية.

وافتتح الرئيس الصيني شي جين بينغ والشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، وأمين عام جامعة الدول العربية ووزراء من 21 دولة عربية أعمال المنتدى أمس في بكين، وأعلن شي جين بينغ في كلمته أنَّ الصين والدول العربية اتفقت على تأسيس "شراكة استراتيجية للتعاون الشامل والتنمية المشتركة والتوجه نحو المُستقبل".

وزخر خطاب الرئيس شي بمعلومات وافرة تفصل وترسم ملامح خارطة طريق طموحة لمُستقبل التعاون الصيني العربي، ما يرمز إلى دخول العلاقات الثنائية مرحلة تاريخية جديدة يعمل الجانبان فيها على بناء مجتمع صيني عربي ذي مصير مشترك وبما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين، ومصلحة العالم بأسره.

ولا ريب أن ترقية العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية تُعد نتيجة محتومة للتعاون السريع والسليم بين الجانبين، وخاصة في إطار بناء مبادرة "الحزام والطريق"، إذ تم توقيع مذكرات تفاهم بشأن بناء "الحزام والطريق" بين الصين و9 دول عربية حتى نهاية يونيو الماضي، بينما غدت الصين أكبر شريك تجاري لعشر دول عربية. وفي السنوات الأخيرة تعزز التوازن التجاري الثنائي وسط مساعي الصين إلى زيادة الاستيراد من الدول العربية. وفي هذا الشأن، ستستورد الصين سلعاً بقيمة أكثر من 8 تريليونات دولار أمريكي، فيما ستستثمر بما يربو على 750 مليار دولار أمريكي في الخارج في غضون السنوات الخمس المقبلة. وكما قال الرئيس شي، فإنَّ من شأن هذه الأمور أن تخلق فرص تعاون أكثر تعود بمنافع حقيقية على الدول العربية. ومن جانبه، قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إنِّه في الوقت الذي مهد فيه طريق الحرير، في الماضي البعيد، السبيل نحو الحداثة من خلال ربط الشرق والغرب، فإنَّ مبادرة الحزام والطريق لديها الإمكانية في الوقت الراهن لتغيير العالم مجددًا. وأعرب أبو الغيط عن آرائه بشأن العلاقات الصينية - العربية وعن نظرته للتعاون الصيني - العربي في كلمة قبل الاجتماع الثامن للمُنتدى.

وأوضح أبو الغيط أنَّ مبادرة الحزام والطريق عملية متجذرة ليس فقط في التعاون الاقتصادي وإنما في العلاقات الثقافية والتفاهم السياسي. وأعرب أبو الغيط عن إيمانه بأنَّ الصداقة التقليدية بين الصين والبلدان العربية والقيم المُشتركة بين الجانبين تمثل ظروفاً ملائمة لتعزيز بناء مبادرة الحزام والطريق. وأضاف أبو الغيط أنه رغم الإنجازات الاقتصادية المبهرة، فإنَّ الصين، بوصفها أكبر دولة نامية في العالم، لا تزال ترى النظام الاقتصادي الدولي عبر منظور دولة نامية، وبالتالي فهي تتخذ مواقفها بشأن قضايا التجارة الدولية مثل تلك التي تتخذها البلدان العربية.

السلطنة: تأييد نشط لمبادرة "الحزام والطريق"

أجرى معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في بكين محادثات مع معالي عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي هدفت إلى تعزيز مجالات التعاون المُشتركة في مختلف المجالات.

وقال معالي المسؤول عن الشؤون الخارجية الذي حضر الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني/ العربي إنَّ السلطنة تقدّر مبادرة "الحزام والطريق" وتؤيدها على نحو نشط وتأمل في تعزيز التعاون مع الصين في مجالات المال والاستثمار والسياحة من بين مجالات أخرى لمواصلة تحقيق المصالح المشتركة .

ومن جانبه أوضح وانغ يي عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني أنَّ بلاده والسلطنة يتعين عليهما مواصلة دعم بعضهما البعض فيما يتعلق بالمصالح الجوهرية وتسريع البناء المشترك للحزام والطريق وتعزيز التعاون المالي والصناعي .

الكويت: آفاق أوسع للمصالح المُشتركة

أكد سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن التعاون العربي الصيني من شأنه تحقيق المشاورات السياسية والتنسيق حول القضايا والأزمات الراهنة بما يُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقال سمو الأمير في كلمته بالدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي - الصيني في بكين أمس، إن هذا التعاون الذي مضى على تأسيسه ما يقارب العقد ونصف العقد لن يتحقق له النمو والاستمرار والوصول به إلى الغايات المنشودة من انطلاقة ونحن نعيش في ظل أوضاع متوترة وغير مستقرة في وطننا العربي. ولفت سموه إلى أنَّ ذلك يدعونا إلى التوجه إلى أصدقائنا في الصين للعمل معنا لنتمكن من تجاوز ما نواجهه من تحديات لما تمثله الصين من ثقل وتأثير دولي والتزام صادق بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة حتى نستطيع معاً الدفع بتعاوننا إلى الآفاق التي تحقق مصالحنا المشتركة وتضمن لنا الاستمرار في هذا التعاون.
وأكد سموه في إطار الالتزامات المتبادلة لهذا التعاون دعم الكويت لسياسة الصين ومبدأ وحدة أراضيها والتزامها الثابت بمبدأ الصين الواحدة وأيضاً دعم مساعي الصين لإيجاد حل سلمي للنزاعات على الأراضي والمياه الإقليمية عبر المشاورات والمفاوضات الودية وفق الاتفاقيات الثنائية وعلى أساس اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
 

مصر: تسهيلات مُتزايدة للاستثمارات الصينية

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إنَّ مصر تواصل دعم مبادرة الحزام والطريق منذ طرحها وستستمر في التعاون مع الصين لتحقيقها من أجل المنافع المشتركة للشعوب وخلق الازدهار الاقتصادي والأمن الإقليمي والدولي.

وقال شكري خلال زيارته لمعهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة في بكين على هامش فعاليات الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي، مشيرًا إلى أنَّ مصر قادرة على التأثير بشكل إيجابي على مبادرة الحزام والطريق من حيث تنفيذها في مختلف المجالات اقتصاديًا وسياسيًا، مؤكدًا أن مصر معروفة بموقعها المركزي الاستراتيجي كرابط بين الشرق والغرب. وأضاف: نتعاون مع الصين لتعزيز المرافق من جانبنا، علاوة على تشييد الربط الضروري بين آسيا وأوروبا وأفريقيا. كما أعرب شكري أن الثقة المتبادلة بالعلاقات القائمة بين الدولتين تساعد على جذب مشاركة الصين في تنمية مصر، كما أنَّ توفير الشركات الصينية الحرية للاستثمار والإدارة وتحقيق الإنجازات والأرباح يصب أيضًا في صالح مصر اقتصادياً واجتماعياً.

وأشار وزير الخارجية المصري إلى أنَّ بلاده ترغب في محاكاة ونقل الإنجازات والتنمية التي حققتها الصين خلال السنوات الماضية، وقال: حققنا استفادة شاملة لأنَّ الصين لم تبخل أبدا في مساعدة شركائها ودائماً ما كانت في طليعة البلاد المتطورة تكنولوجيا، وبالتالي، نحظى دائمًا بخبرة إيجابية في التعاون مع الصين.

قطر: إعفاء متبادل من التأشيرات

عقد عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي محادثات مع وزير الدولة للشؤون الخارجية في قطر سلطان بن سعد المريخي في بكين. ووقع الجانبان اتفاقاً بشأن الإعفاء المتبادل من التأشيرات بين الصين وقطر.

وقال وانغ إنَّ الصين ترى قطر بلدا هاماً من أجل البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق وشريكا هاما للتعاون في منطقة الخليج، مضيفًا أن الصين تأمل في انتهاز فرصة حلول الذكرى الـ30 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كنقطة بداية جديدة كما تأمل في زيادة تعزيز التعاون المربح للطرفين. وقال وانغ إن الصين تأمل في تسوية المشكلات القائمة في منطقة الخليج عبر الحوار والمفاوضات، كما تأمل في أن تحل الأطراف المعنية خلافاتها عبر التشاور الودي. وأوضح المريخي الذي حضر الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون بين الصين والدول العربية أن قطر مستعدة لتعميق التعاون مع الصين في عملية بناء مبادرة الحزام والطريق وحماية النظام العالمي للتجارة الحرة. وقال المريخي إن قطر تثمن دور الصين لدعمها الدائم للقضية العادلة للدول العربية فيما يخص قضايا الشرق الأوسط، خاصة القضية الفلسطينية، ولموقف الصين الموضوعي والعادل فيما يتعلق بشؤون منطقة الخليج.

جزر القمر: تسهيل التعاون البراجماتي

تعهدت الصين وجزر القمر بتعزيز الثقة السياسية المتبادلة والتعاون البراجماتي، وذلك في تصريحين لعضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير خارجية جزر القمر الزائر محمد الأمين سيف الذي حضر الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون بين الصين والدول العربية أمس. وقال وانغ إنَّ الصين تؤمن بأنَّ كل الدول متساوية في المجتمع الدولي، بغض النظر عن حجمها أو قوتها أو ثروتها. ودعا الجانبان إلى التنسيق عن كثب فى الشؤون الدولية وتدعيم نمط علاقات يتسم بالتساوي والتعاون المربح للجميع بين الدول الكبيرة والصغيرة. وقال إنَّ الصين ستولي أهمية أكثر لمطالب التعاون بين الدول الصغيرة والمتوسطة، معرباً عن استعداد الصين لدعم جزر القمر في محاولتها تحقيق تنمية ذاتية مستدامة. وبالنسبة للمصالح المشتركة لكل من الصين وجزر القمر، دعا وانغ إلى استمرار التفاهم والدعم بشكل متبادل في القضايا التى تتعلق بالمصالح الرئيسية والشواغل الأساسية للبلدين.

وقال محمد الأمين سيف إن بلاده ملتزمة بمبدأ "صين واحدة" وتدعم الصين في تحقيق إعادة التوحيد الوطني الكامل. ووجه الشكر إلى الصين لدعمها الطويل ومساعدتها الطويلة في تنمية جزر القمر، معربًا عن أمله في دفع التعاون الثنائي في البنية الاساسية وتنمية الموارد البشرية.

البحرين: تحويل الرغبة في التعاون إلى نتائج عملية

وقع وزيرا خارجية الصين والبحرين على مذكرة تفاهم للدفع المشترك لبناء مبادرة الحزام والطريق. كما وقع الوزيران اتفاقا بشأن الإعفاء من التأشيرات لمن يحملون جوازات السفر الدبلوماسية أو للخدمة.

 وقال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الجانبين يتعين أن يواصلا الدعم القوي لكل منهما في القضايا التي تتعلق بالمصالح الأساسية لكل منهما وتعزيز التعاون البراجماتي في إطار مبادرة الحزام والطريق. ودعا إلى تحويل الرغبة في التعاون إلى نتائج عملية لمصلحة الشعبين، في الوقت الذي تعهدا فيه بتعزيز التعاون مع البحرين في إطار منتدى التعاون بين الصين والدول العربية. وقال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن البحرين تشيد بمبادرة الحزام والطريق وتدعمها وتقف على استعداد لتعزيز التعاون الشامل مع الصين والعلاقات الثنائية.

السعودية: ربط المبادرة بـ"رؤية 2030"

دعا عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى تعميق الربط بين مبادرة الحزام والطريق وخطة رؤية السعودية 2030  وقال وانغ إن الصين تدعم السعودية في اتباع طريق تنمية يلائم ظروفها وخصائصها الخاصة، وأيضًا في عمل وتنفيذ خطة رؤية السعودية 2030. وأضاف "يتعين على الصين والسعودية الاستفادة الكاملة من اللجنة المشتركة عالية المستوى بين البلدين وتعزيز التعاون الملموس في مختلف المجالات."

وردًا على تصريحات وانغ، قال وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير، إن رؤية السعودية 2030 تتوافق بدرجة كبيرة مع مبادرة الحزام والطريق. وبالربط بين المبادرة والخطة، قال الجبير إنَّ الصين والسعودية بمقدورهما تعزيز التعاون في الصناعات، بما في ذلك الطاقة والتعدين والاقتصاد والتجارة والاستثمار والسياحة، والتعاون الثلاثي في أفريقيا. وأضاف أن السعودية ترحب أيضا بالصين للعب دور أكبر في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج وعلى استعداد للعمل عن كثب مع الصين من أجل منع ومكافحة التطرف وتعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون العالمية والإقليمية.

تعليق عبر الفيس بوك