منتدى التعاون الصيني العربي يرسم خارطة طريق للتنمية في المنطقة

بن علوي يجري محادثات مع وزير الخارجية الصيني في بكين لتطوير العلاقات المُشتركة

بكين - العمانية

أجرى معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في بكين محادثات مع معالي عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي هدفت إلى تعزيز مجالات التعاون المشتركة في مختلف المجالات.

وقال معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية الذي حضر الاجتماع الوزاري الثامن لمُنتدى التعاون الصيني العربي إن السلطنة تقدّر مبادرة "الحزام والطريق"، وتؤيدها على نحو نشط وتأمل في تعزيز التعاون مع الصين في مجالات المال والاستثمار والسياحة من بين مجالات أخرى لمواصلة تحقيق المصالح المشتركة. من جانبه، قال وانغ يي عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني إنَّ بلاده والسلطنة يتعين عليهما مواصلة دعم بعضهما البعض فيما يتعلق بالمصالح الجوهرية وتسريع البناء المشترك للحزام والطريق وتعزيز التعاون المالي والصناعي.

وشاركت السلطنة في أعمال الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي عقد أمس في العاصمة الصينية بكين برعاية فخامة شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، وبحضور سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، ورؤساء الوفود العربية المشاركة في المنتدى والأمين العام لجامعة الدول العربية. وترأس وفد السلطنة معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية. وألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة دعا فيها إلى إقامة علاقات شراكة استراتيجية بين الصين والدول العربية مبنية على التعاون الشامل والتنمية المشتركة. وقال الرئيس بينغ خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي- الصيني إن الدول العربية شريك أساسي في مبادرة "الحزام والطريق"، مؤكداً أنَّ هذه المبادرة حققت نتائج مُثمرة وساهمت في تطوير العلاقات الصينية العربية. وأضاف الرئيس الصيني أنَّ بلاده تحرص على القيام بدور أكبر إزاء منطقة الشرق الأوسط، لتحقيق الأمن والاستقرار فيها، فضلاً عن تنمية دولها ونهضة شعوبها، مؤكدًا ضرورة العمل سوياً على بناء "الحزام والطريق" بما ينعكس على السلام في منطقة الشرق الأوسط ويدفع إلى التنمية المشتركة بين الجانبين. وتابع فخامته قائلاً: "نبحث مع دول المنطقة إمكانية تنفيذ مشاريع تساهم في تحقيق الاستقرار وتحقيق التنمية والنهضة لشعوب المنطقة"، داعياً في الوقت ذاته إلى تعزيز التعاون النفطي وتعميق الاستخدام السلمي للطاقة النووية بين الجانبين.

وأوضح جين بينغ أنَّ العالم العربي يتمتع بموقع جغرافي متميز، مؤكداً حرص بلاده على إقامة مشاريع ضخمة وكبيرة هناك ومنها بناء الموانئ العربية وشبكات السكك الحديدية وشبكة دولية لوجستية تربط الشرق بالغرب، فضلاً عن إنشاء ممر اقتصادي وبناء مركز للتعاون البحري. وأكد الرئيس الصيني تطابق المواقف والسياسات الصينية إزاء قضايا الشرق الأوسط ولاسيما القضية الفلسطينية، مع تطلعات شعوب المنطقة للسلام والتنمية؛ إذ تسعى الصين في مُختلف المحافل الدولية إلى دعم القضايا العربية المشروعة، مناشدا كافة الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية الالتزام بالتوافق الدولي حيالها والتعامل معها بشكل عادل و"عدم زرع بذور فتنة جديدة في المنطقة".

ودعا إلى عقد مؤتمر دولي جديد حول القضية الفلسطينية وإيجاد آلية جديدة لإحلال السلام في المنطقة من خلال إقامة الدولتين وفق مبادرة السلام العربية كأساس لدفع مفاوضات السلام الفلسطينية والإسرائيلية قدمًا. وأعلن شي جين بينغ عزم الصين تقديم مساعدات إنسانية إلى اليمن وسوريا والأردن ولبنان بقيمة 600 مليار يوان صيني (نحو 100 مليار دولار) وبنحو 100 مليون يوان (15 مليون دولار) لدعم جهود السلطة الفلسطينية الرامية إلى تحفيز التنمية الاقتصادية وزيادة دعمها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، موضحًا أن بلاده ستعمل على مساعدة الشعب الفلسطيني في الساحة الدولية على تعزيز مصالحه الدبلوماسية.

وعن منتدى التعاون العربي- الصيني، قال الرئيس الصيني إن المنتدى يعد "نقطة انطلاق تاريخية جديدة للصداقة والتعاون بين الجانبين"، مشيرًا إلى عمق ومتانة العلاقات التي تجمع الصين مع مختلف الدول العربية. وأعلن عن تأسيس المركز الصيني- العربي للتواصل الإعلامي ومشروع المكتبة الرقمية الصينية العربية، إلى جانب الإعلان عن انطلاق الدورة الرابعة لمهرجان الفنون العربية التي ستقام في الصين خلال الفترة المقبلة.

من جانبه، أكد معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أهمية السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط كخيار عربي استراتيجي تجسده قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية التي تبنتها جامعة الدول العربية في قمة بيروت عام 2002. وذكر أبو الغيط أن حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين بلغ 191 مليار دولار عام 2017.

تعليق عبر الفيس بوك