زوربا أيّامِنا!


سعاد محمد - سوريا


ميمونُ الطّلعةِ
رجلٌ للفرجةْ
كلماتُه منْ بلورٍ
تشاغِلُ الحواسَّ, لكنْ لم تسترْ قلباً قطّْ
يمشي ويسبقهُ كلب الحظِّ
إلّا أنَّه لم يجدْ روحَهُ بعدْ!

للأمانةْ..
رغمَ تغضّنِ طويتِهِ
لديه احتياطيٌّ من الجاذبيّةِ
يسدُّ النفقاتِ لكلِّ مواليدِ برجِ الحرمانِ
من نساءِ المسكونةْ!
مُوجِزٌ في دَلوِهِ
ك(لوردٍ) في حفلِ تتويجِهِ
يباعدُ بين كلماتِهِ..
لتمرَّ العذارى تحتَ سيقانِ المعنى
فتحلَّ عليهنَّ نعماءُ فحولتِهِ المجازيّةْ

لمّاحُ السّريرِ
يجيدُ ملءَ الفراغاتِ العاطفيّةْ
تتبعهُ ثلةٌ من يتامى البصيرةِ..
إنْ تمطّى, قالوا:
آمينْ!

وهو أيضاً مرزوقٌ بكاهلٍ إنسانيّْ
يبكي نُحولَ العولمةِ
وتهلهُلَ مئزرِ اللّغةْ
وإنْ بكَتْ صخرةٌ وحشةَ اللّيلِ
قدّمِ لها كتفَهُ الأبوي مع (كرواسانِ النّشوةِ)
لثلاثةِ أيامٍ بشراشفِها
وحين تغادرُهُ..
يسرقُ قلمَ كُحلِها
ثمَّ يهجو كورنيشَ خصرِها المزدحمَ بالنّدوبْ!

ورغم أنّهُ خرجَ من سرَّةِ الرّغيفِ
إذْ أنَّ أمَّهُ كانَتْ دايةً وأبوهُ بائعَ سبحاتٍ
إلّا أنّهُ يربّي في قصائدِهِ الشّتائمَ والأحلامَ الميّتةْ!

أنا وهذا الزّوربا على نقيضي وسادةْ
أنامُ تحتَ السّريرِ حتّى لا يشمتَ بيَ البردُ
وهو محشورٌ بين بائعةِ الحليبِ
وصدرِ قصيدةٍ متعثّرةْ
وعلى الرّفوفِ وخلفَ البابِ
وتحتَ القلمْ
خصورٌ تنتظرُ نقشَ يدهِ المثقفةْ

لِفراسةِ الغاوي فيهِ..
لن يتجرأَ و يدعوَني إلى رقصةِ العصرِ
فأنا بربريةُ الفطرةِ
سأكسرُ لهُ كلَّ خزفياتِ الهيبةْ!

 

تعليق عبر الفيس بوك