حمود بن علي الطوقي
لم يكن فوز حزب العدالة والتنمية الذي يقوده الرئيس رجب طيب إردوغان حدثاً عادياً بل تصدر وسائل الإعلام العالمية والأجنبية والعربية واهتم نشطاء في شبكات ومنتديات التواصل الاجتماعي بتهنئة الرئيس طيب إردوغان بالفوز المستحق ليتنفس المواطن التركي الصعداء بهذا الفوز .
حقيقة كنت مثل غيري من الصحفيين أتابع الانتخابات التركية باهتمام وكوني أحد المحبين لهذا البلد والمتابعين للتطورات التي تحققت في تركيا خلال العقد الماضي وتربطني علاقات مع الزملاء الصحفيين الأتراك وأتابع ما يحدث في هذا البلد من إنجازات على مختلف الأصعدة .
زيارتي الأولى لتركيا كانت في منتصف التسعينيات كانت بلداً متخلفاً بكل ما تعنيه الكلمة، رغم مكانتها الحضارية بين الشعوب إلا أن الجانب الاقتصادي كان معدوماً وكانت تعيش تركيا آنذاك في ظروف صعبة جعلت من المواطن التركي يجول ويصول في بقاع الدنيا باحثاً عن لقمة العيش التي لم يجدها في بلده .
أصبحت تركيا اليوم رقماً صعباً بكل ما تعنيه الكلمة وتحققت في تركيا بقيادة الرئيس إردوغان إنجازات ضخمة ونهضة تنموية في مختلف مجالات الحياة، تركيا اليوم أنهت ديونها تمامًا وتربعت في صدارة الخارطة الاقتصادية وأصبح ترتيبها عالميا ضمن أفضل ٢٠ بلداً حسب التصنيفات العالمية .
يعود الفضل فيما تحقق لتركيا من إنجازات ضخمة لحزب العدالة والتنمية الذي وصل إلى السلطة عام ٢٠٠٢ ليرث إرثا مثقلاً بالتخلف والديون وبتعدد الأحزاب الائتلافية، كانت تركيا قبل حزب العدالة والتنمية تعيش أزمة خانقة سياسيا واقتصاديا وأمنية وكانت الحكومة التركية مثقلة بالديون وكانت تقف متسولة أمام صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
من حق المواطن التركي المسلم الآن أن يفتخر ببلده ومن حقنا كشعوب عربية أن نفتخر أيضًا بالإنجازات التي تحققت على المستوى الاقتصادي والسياسي، اليوم أنهت تركيا ديونها تماما والتي تعدت ٢٣ ملياراً لصندوق النقد أصبحت الآن دولة مقرضة بعد أن كانت مقترضة، تركيا تحتل الآن الترتيب رقم ١٦ ضمن أقوى اقتصادات العالم ودخلت منتدى العشرين الكبار من أوسع الآبواب وتتطلع لأن تكون ضمن العشر الكبار مع حلول عام ٢٠٣٣ كما تعهد الرئيس طيب إردوغان .
ويتعهد إردوغان أن يدخل نادي العشر الكبار عام ٢٠٢٣،
وحسب التقريرات العالمية من منظمة السياحة العالمية فإنّ تركيا تحتضن ٤٠ مليون سائح سنويًا نظرًا لتنوع مناخها وتعدد المكتسبات السياحية المتنوعة تاريخية وحضارية وطموحها أن تستقطب 60 مليون سائح كما ذكر إردوغان في أحد خطاباته أمام المواطنين.
المتتبع للنهضة التركية يلاحظ أن حزب العدالة والتنمية استطاع أن يكسب الرهان وخلال الـ ١٥ سنة الماضية أصدرت تركيا حزمة ومنظومة من التشريعات التي ساهمت في تشجيع المستمرين الأجانب وتنمية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع مختلف الدول .
ما يجعل من الحكومة التركية أن تستحوذ على العلاقات الاقتصادية إطلالتها على المنافذ البحرية وكذلك ربطها بشبكات طرق واسعة وقربها من دول مهمة تربط بها تجارياً حيث بلغ
حجم التجارة بين تركيا ومختلف دول العالم ٦٠ مليار دولار، وإذا نظرنا إلى هذا الرقم الضخم نرى أهمية التجارة مع تركيا وهي لا تصدر نفطا ولا طاقة وإنما تصدر تكنولوجيا لتدخل حلبة المنافسة مع الدول الصناعية مثل اليابان وكوريا .
تركيا تحرص على تنويع الشركاء الاقتصاديين وحققت توازناً مع دول الاتحاد الأوروبي ومحيطها العربي والإسلامي
توجهت إلى فتح أسواق في المناطق الآسيوية وهذا الانفتاح يعطي تركيا زخما اقتصاديا كبيرا على مختلف المستويات
يهمنا ونحن نتحدث عن تركيا أن نهتم بهذا البلد ويجب أن تسارع السلطنة للاستفادة من السوق التركي الضخم وتضع السوق التركي في أولوياتها خلال الحقبة القادمة،
الشعب التركي في المقابل ينظر إلى السوق العمانية بصورة إيجابية ويمكن أن تتحقق شراكة حقيقية واستراتيجية نظرًا لأن مستوى العلاقات السياسية بين البلدين ممتازة، ولكن لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب في الجوانب الاستثمارية والاقتصادية .
علينا أن نوجه البوصلة نحو تركيا ونركز في تنمية العلاقات في الجوانب التي تعطينا قيمة مضافة كالتوجه إلى الشراكة مع تركيا في القطاعات الصناعية وإقامة المناطق الصناعية الحرة ببن البلدين .
كما أن أطر الشراكة مع تركيا يحب أن تتسع لتضم الجوانب السياحية والتعليمية والثقافية كون أن السلطنة بلد عريق ولديه مخزون حضاري وثقافي.