رسائل للجهات المختصة مع التحية

 

ناصر العبري

من المعلوم أنَّ وزارة التراث والثقافة مشكورة عملت وتعمل على الحفاظ على التراث العماني الأصيل وصونه وترميم آلاف القلاع والحصون والأماكن الأثرية في ربوع عمان الحبيبة. واليوم أود أن أعرج على الفنون الشعبية العمانية المتوارثة فهي أيضاً حظيت باهتمام من وزارة التراث والثقافة من حيث تشجيع ودعم فرق الفنون الشعبية المُسجلة لدى الوزارة وهناك أيضاً عدد من الفرق لم تسجل وقد قامت باجتهادات الشباب الشخصية. كما إن وزارة الإعلام ممثلة في الإذاعة والتليفزيون لم تقصر في هذا الجانب، حيث تقوم ببث عدة برامج وحلقات عن التراث الشعبي العماني .. ومن خلال المتابعة في مواسم الأعياد الدينية لا نرى لهذه الفرق في بعض الولايات أي حضور لإقامة الفعاليات والفنون الشعبية مثل فن العازي والعيالة وفن الميدان إلا في بعض المحافظات. إنني اقترح على الجهات المعنية مخاطبة المسؤولين والمشايخ في مختلف ولايات ومحافظات السلطنة لتشكيل لجان تعنى بتنظيم هذه الفعاليات وإقامة هذه الفنون في المناسبات الوطنية والأعياد الدينية حتى يتمكن الجيل الحالي من معرفة الفنون الشعبية العمانية التي تم توارثها من الآباء والأجداد وحفاظا عليها من الاندثار. ورسالتي الثانية إلى وزارة السياحة فلاشك أن لوزارة السياحة دور كبير في الترويج للسياحة الداخلية والحفاظ على الأماكن السياحية في السلطنة وهي لديها مكاتب في ربوع السلطنة، لكنها تحتاج إلى تفعيل دور تلك المكاتب خصوصا في العطلات الصيفية والأعياد الدينية كإقامة الفعاليات والأنشطة والمسابقات والألعاب الشعبية وإقامة المهرجانات السياحية وإشراك الأسر المنتجة للتسويق لبضائعهم وهذا سوف يساعد على استقطاب عدد من السياح من داخل وخارج السلطنة وتنظيم الزيارات إلى القلاع والحصون والأماكن الأثرية والسياحية. كما يجب إشراك الفرق الشعبية والخيرية والتطوعية وفرق التصوير الضوئي وإقامة المعارض وإشراك الفرق المسرحية والإنشادية. كما يجب الترويج لهذه الأنشطة والفعاليات في مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وهذه المهرجانات والفعاليات ستخفف من عبء السفر لكثير من الأسر العمانية والمقيمة إلى الدول المجاورة بغرض البحث عن الترويح والنزهة وستكون مصدر رزق أيضًا لشريحة الأسر المنتجة التي تنتج مختلف أنواع الأكلات والحرف المختلفة وستترك في نفوس المواطنين الراحة والاطمئنان من مخاطر الطرق والسفر. كما أوجه رسالة إلى وزارة الإسكان الموقرة بتوفير قطع أراضٍ في كل المحافظات والولايات والقرى تخصص لإقامة مثل هذه الفعاليات وتشرف عليها وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بحيث يكون دور تكاملي يخدم المواطنين والمقيمين ويجمع الشباب خصوصًا في العطلات الصيفية وأيضا سيخفف من العبث بالمرافق العامة لأن الفراغ الكبير لدى بعض شرائح الشباب يجعلهم يعبرون بطرق متعددة ومنها العبث بالممتلكات والكتابات على الجدران مما يشوه المنظر العام ويعطي الزائر انطباعا من نوع آخر وهذا الذي لا نريده أن يتوسع.