خالد بن علي الخوالدي
الجمعة اليوم المبارك المشهود له بالخير يحمل في طياته ظاهرة غريبة عجيبة، وقد يتم تجاوزها في بعض الأحيان ولكن لا يوجد لها مبرر في أحيانا أخرى، ولها آثار سلبية واضحة للعيان، وعلاجها يحتاج إلى توعية وتوفير الأماكن الملائمة التي يمكن أن تقلل من انتشارها حتى لا تشوه المظهر الحضاري في شوارعنا وطرقاتنا وأسواقنا.
الظاهرة التي أريد أن أتحدث عنها هي ظاهرة تجمع العمالة الوافدة في يوم الجمعة خاصة في الأسواق والتجمعات السكنية والشوارع، وهذه التجمعات تحدث في معظم ولايات السلطنة وهو من جانبهم له ما يبرره حيث الغربة والبعد عن الأهل وما يكابدوه من معاناة وإرهاق في الإعمال التي يقدموها، ويتجمعوا حتى يلتقوا بأصدقائهم وإخوانهم وزملاءهم، ويتعرفوا على أخر أخبار بلادهم ويشتكوا الهموم ويفضفضوا عن ما يدور بدواخلهم، ولكن في المقابل هذا يؤدي إلى مشاكل كبيرة حيث تكون السيطرة في هذا اليوم لهم على السوق فالداخل من غيرهم مفقود والخارج مولود، حتى أن الشخص لا يجد له موضع قدم فكيف السبيل إذا كانت عنده نساء وأطفال، وكما قلت قد نجد تبرير لهذا في بعض الولايات حيث لا تتوفر الحدائق العامة الكبيرة بكثرة ولا المراكز التجارية، وهو غير مبرر في بعض الولايات كولاية صحار مثلا حيث هيأت الجهات المختصة في الولاية كل سبل الراحة والاستجمام التي تحتاجها الأيدي العاملة والسياح والزوار وتوجد في الولاية وحدها عدد كبير من الحدائق والمنتزهات مثل مركز صحار الترفيهي المجهز بكل وسائل الترفيه وحديقة اليوبيل وحديقة صحار العامة وحديقة العوينات المخصصة للأطفال ومنتزه الطريق البحري (الكورنيش) ومنتزه الإنس الطبيعي ومنتزه المنيال الجديد ومنتزة الهمبار وهناك منتزهات جديدة أخرى كمنتزه صلان ومنتزه النزهة وغيرها الكثير لا يتسع المجال لذكرها إلى جانب وجود المراكز التجارية الكبيرة مثل السفير والسفير مول وكارفور وصحار بلازا واللولو هايبرماركت والسوق الصيني وغيرها من المراكز إضافة إلى ما تمتاز به الولاية من أودية جميلة وشاطئ سياحي هادي ، ومع هذا كله إلا أن الزائر والمقيم في الولاية يلاحظ هذه الملاحظة غير الحضارية خاصة يوم الجمعة والتي تصادف إجازة القطاعين العام والخاص حيث تتجمع وفود كبيرة من العمالة الأجنبية على شكل مجموعات على الشارع العام كما أنهم ينتشرون في كل إنحاء الولاية وخاصة في مركزها داخل الحارات والطرقات والسكك مما يشكل مظهر غير حضاري للولاية من جهة ومشاكل مرورية ومشاكل اجتماعية من ناحية أخر.
الأمر لا يحتاج من وجهة نظري إلا إلى توعية من قبل الشركات التي يعمل بها هؤلاء العاملون وإرشادهم إلى المواقع الترفيهية والسياحية التي توجد في الولايات حتى يستطيعوا قضاء أوقات جميلة في يوم الإجازة كما يحتاج أن تهتم المؤسسات المعنية بإيجاد الوسائل الكفيلة بتوفير الأماكن التي يمكن أن يلجأ إليها هؤلاء العاملين سواء كانت حدائق أو مراكز تجارية أو وسائل ترفيه تخصص لهم، ودمتم ودامت عمان بخير
Khalid1330@hotmail.com
.