عــــروس القلمــــون


رنا صالح الصدقة - دمشق


غيداءُ أعشقها عنها الزمانُ حكى
أهوى تفرَّدها والشوقُ ما احتملا
//
بيضاءُ حلَّتها يزهو الشتاءُ بها
فالشمسُ ما سطعتْ في أرضها خجلا
//
عرِّجْ إلى قلمونِ العزِّ تعرفها
فالنبكُ أرضُ كرامٍ جودها انهملا
//
هناكَ عندَ هضابِ الريفِ قد شمخت
مدينةٌ كتبوا في وصفها الغزلا
//
منذُ الطفولةِ ماغابَ الهوى أبدا"
فالعشقُ منبتهُ أرضٌ بها هطلا
//
أهوى تمايلها أهوى تغنُّجها
فالنبكُ فاتنةٌ أهوى بها القبلا
//
حسناءُ قد جمعت كلَّ الصفاتِ بها
والبدرُ مبْتسمٌ من حُسنها اكتملا
//
نبكيَّةٌ فتنتْ يصبو الفؤاد لها
من عطرِ أنفاسها الوردُ انتشى ثملا
//
خاطبتها أملا " علّي سأخطبها
:ياحلوتي اقتربي أحييْ بيَ اﻷملا
//
فــ"النبكُ"* حاضرةٌ بالقلبِ مسكنها
تزهو بساكنها حتَّى بمن وصلا
//
فاليأسُ ماعرفَ العُشَّاقُ طعنتهُ
هيا بنا نكتسي أشواقنا حللا
//
بالليلِ موعدنا والنجمُ يحرسنا
والبدرُ مكتملٌ بالمرود اكتحلا
//
قالت: رويدكَ إنَّ النبكَ طاهرةٌ
والحُّبُّ في دربهِ كم عاشقٍ قُتلا
//
باعدْ فإنّ حياتي كلَّها شجنٌ
قد خاطب القلبَ ثغرٌ يقطرُ العسلا
//
فقلتُ والحسنُ بادٍ عندَ طلعتها
والقلبُ في شفتيها باتَ معتقلا
//
والله لو كنتِ بالمرِّيخِ ساكنةً
وجدتُ ألفَ طريقٍ ميلهُ انعدلا
//
النبك: مدينة في جبال القلمون بريف دمشق تتوسط الطريق بين حمص ودمشق اشتهرت بكرم أهلها وبرودة جوها وتغرب الكثير من أبنائها عنها

 

تعليق عبر الفيس بوك