أ.د/ محمد بن قاسم ناصر بوحجام - الجزائر
أَقْبَلْتَ يا رَمَضـانُ أَهـلًا، مَرْحَـبَا بِكَ فُـــرْصَـةً لِلتَّـوْبِ وَالإحْـــصَان
//
تـَمْحُو الذُّنوبَ وَتَرْفَعُ الدّرجَاتِ بِالـإِعْراضِ صَفْحًاعَنْ هَوَى العِصْيَانِ
//
وَالسَّيْر ِ إِقْبـــالًا عَلَى هَــدْيٍ، وما يُــوحِــي بِهِ القُـرْآنُ في رَمَـضَانِ
//
شَهْرٌ بِهِ العَمَـلُ الـجَـميلُ مُضَاعَفٌ هَذَا جَـمِيلٌ مِنْ عَطَا الحَنَّانِ
//
شَهْرٌ بِدايــــةُ أَمْرِهِ رَحـَمَاتُ ربْ بي، وَسْطُهُ حَظٌّ مِنَ الغُفْرانِ
//
بِعِــبادَةٍ مَصْحُــوبَـة بِعــنايَــةٍ مِـنْجاتُـهـا عِـتْـقٌ مِنَ النِّيــرانِ
//
النَّـــوْمُ فِيهِ عِبادةٌ، وَالصّمْتُ تَسْـ ــبِيحٌ، فَتِلْكَ سَــمـاحَةُ الرّحْـمَنِ
//
حُسْنُ الدُّعَاءِ يُـجَابُ مِنْ رَبٍّ غَفُـو رٍ رَاحِمٍ، يُعْطِي بِـلَا حُسْبَانِ
//
رحَـماتُ رَبِـّي تَزْدَهِي في مَـوِسِمٍ تُلقَى القُيُـودُ عَلَى يَدِ الشَّيْطَان
//
يَتَقَرَّبُ الـمُتكبِّرُ البَارِي منَ الــ ـعَبْدِ الضّعيفِ، هُوَ العظيمُ الشّانِ
//
يَدعُوهُ أَقْبِلْ، وانْتَصِرْ تُنْصَرْ، فَذَا وَعْدٌ لِمَنْ أَبْدَى رَجَا وَدَعَاني
//
أَنْتَ المُكرَّمُ عِنْدَنَا، فَاغْنَمْ وَكُنْ عَبْدًا شَكُورًا صَافِي الوُجْـدَانِ
//
شَهْرٌ حَوَى مِنْ مَغْنَمٍ وَكَرامَةٍ نَصْرًا عَلَى الأَعْدَاءِ وَالطُّغْـيَانِ
//
مَا لَيْسَ يُحْصَى مَوْقِفًا، أَوْ مَوْطِـنًا صِنْفًا صَـفَا، أَوْ مُشْكَـلَ الأَلْـوَانِ
//
بَدْرٌ لَنَا دَرْسٌ، وَفَتْـحٌ فِيهِ مَوْ عِـظَةٌ، تزيدُ حَـرَارَةَ الإيمـانِ
//
في عَيْنِ جَـالُوتٍ قَضَى الإفرنجُ نَـحْـ بَهُمُ، فَكانُوا عِـبْـرَةَ للشّـاني
//
بِشَجَـاعَـة نَالَتْ جُـيُوشُ الصّدق نَـ ـصْرًا، بِعَـوْنٍ مِنْ يَــدِ الـمَنّانِ
//
حِطّيـنُ مَعْركَةٌ، سَقَى فِيَها صَـلَا حُ صَهـاينًا شَـتَّى حَميـمٍ آنِ
//
فِيهِ ِ الـجُيوشُ تَجَاوزتْ خطًّا لبَـرْ لِيفِ الـمَنيعِ، فَنيلَ مِنْ جُـرْذانِ
//
هَلْ نَقْتَفِـي آثَارَهُــمْ، نُبقِي عَلَى قُدْسٍ لَنَا، تَــجثُو عَلى الأحضان
//
أمْ لَيْسَ فِينَا ثَاِئرٌ، يَأْتِـي يقُـو لُ أَنَا هُنَا، أَسْمُو عَلَى الخُذْلَانِ
//
خُنَّـا أَمَانَتَهُـم، خَذَلْنَـا أَرْضَنَــا فَفَلَسْطِــــنٌ مُـحِيَتْ مِنَ الأذْهَانِ
//
قُدْسٌ غَدَتْ لِوَشَنْطُنٍ أَرْضًا لَـهَا لِسِفــارةٍ، بإعَانـةِ العُـرْبَـانِ
//
والـخائِنِين، وَمنْ يَسيـرُ مُـداهنًا يـَحْيا ذَليــلاً عِيشَةَ الخِرْفَانِ
//
يُؤتَى بِهــا مـَذْعُــورَةً مَـجْـرُورَةً مقْهـورةً مَنْخُورةَ الأرْدانِ
//
مُنْقـــادَة مَـمْسُـوخَةً، مَنْسُـوخَـةً مَعتُـــوهَةً، مَهْـزُوزةَ الأركـان
//
مُـنِحَتْ صُنُوفًا منْ مكاسبَ تَـحْتَوِي زَخَـمًا مِنَ الأوْحالِ والأدْرَانِ
//
لِتُنَفذَّ الطَّلبَات طَوْعًا أَوْ بإكْـــ راهٍ، ولَنْ تَقْوَى عَلَى العِصْيَـانِ
//
هَــلْ نَحْتَفِي بِصَيامِنَا وَقِيامِنَــا والقُدْسُ في حَـرْبٍ وفي غَلَيَانِ
//
وَجَرَائِمُ الصّهيونِ تَتْرَى، مَا لَهَـا حَدٌّ، وَلا انْتِهَاءٌ يَنْبَرِي للْعَيانِ
//
بِتَقَاعُسٍ مِنّـا، وَ فَقْــــدٍ للذّما مِ، وَطَعْنِ جـِيرانٍ لَنَـــا إخْـوَانِ
//
مِنْ ظَهْرِهِم حِــينًا، وأُخْرَى خِلْسَةً بِنَذَالَــةٍ وَبِــخِسّــةِ الخَـوَّانِ
//
وَجَسَـارةٍ مَسْنُـودَةٍ بالوَغْـدِ مَنْ يَسْتَثْمِـرُ الأوْضاعَ في الرّوَغَانِ
//
يَسْتَمْرئُ الإيغَــال في أَعْمـَـاقِنَـا يَسْتَسْمِـنُ الأوْرَامَ للطُّغْيَـان
//
بِوَقَاحَةٍ في آخِرِ الحَلَقاتِ في التْـ تَفْريـطِ في عِـزٍّ منَ الأَوْطَانِ
//
بِضُغُوطِ قَوْمٍ، مِنْ أَرَاذِلِ مَا حَوَتْ أَرْضٌ، ومَا ضَمَّتْ مِنَ الذُّؤْبانِ
//
وَتَواطُؤٍ مِــنْ خَالِـص أَرْحامِنَا فَالظُّلْمُ ذَا أَنْكَى بِلا نُكْــرانِ
//
وأشَدُّ وقْعًا في النُّفُوسِ منَ الـحُسَا مِ، يُطِيحُ بِالهَامَات وَالأبْـدَانِ
//
بِعْنَا كَرَامَـتَنَا، بِسُـوقِ نَخَاسَـةٍ بِالوَحْيِ والنَّجـوَى مِنَ الشَّيْطـَـانِ
//
ماَذاَ نَقُولُ لِرَبِّنا تيَـوْمَ النّشُــو رِ، وَصَوْمُنَـا لَـمْ يَحْظَ بِالإتْقَانِ
//
لَمْ نَفْهَمِ الدّرسَ الحقيقَ من الصّيا مِ، ولـمْ نَعِ المَعْنَى مِن القُرْآنِ:
//
صُومُوا لَعَلّ مِنَ التُّقَى تَحْظَوْا نَصيــ بًا، مُنْجِيًا في سَاعَةِ المِيزَانِ
//
نَحْتَاجُ فِقْهًا، نَجْتَنِي وَعْيًا، يَـحيـ دُ بنَا عَنِ السّقَطاتِ في الـمَيْدَانِ
//
صَرْعَى هَوًى قَتْلَى عِدًى مَوْتى جَـوًى هَلْكَى دُنًى، نَنْقَـادُ للْخُسْرَانِ
//
في يَوْمِ حَشْرٍ لَا نَجاةَ مِنَ الحـسا ب ولا هُـرُوبَ منْ لَظَـى الدّيّانِ
//
اُلْطُـفْ بِنَا يا رَبَنَّا، وانْـزَعْ مِنَ الــ وُجْـدَانِ حُـبًّا للعِـدَا الأَغْــيَان
//
وارْفَعْ خُـضُوعًا للمُعادِي مِنْ قُلُو بٍ، تَرْتَجِي عَـوْنًا مَـدَى الأزمانِ
//
للعَيْـشِ في أَمْـنٍ مِنَ الإِذْلَالِ، في كَنَـفٍ مِنَ الإِعْـزَاز ِوَالإِحْـسَانِ
//
وَصيَامنَا فَاقْبــَلْهُ مِنَّـا بالرّضَى واختمْ عَلَيْهِ بِكامل الإيمَانِ
//
وقلوبنا، فامْنَحْ لهَا النُّور السّني مِشْكاتُهَا مِنْ خَالِصِ الفُـرقَان
//
لَا تَنْسَنَــا برِعــَـايَـةٍ وَعــنَايَــةٍ بِصُنُـــوفها، فَـالكُّلُ في تَيَـهانِ
//
والكّلُّ أنقضَ ظَهْــرَنَا، بِـمشاكلٍ وَمَـــثالـبٍ، تــَزدادُ بالإِدْمَانِ
//
لَكِنْ بِفَضْلِكَ وامْتِنَانٍ مِنْكَ يـا رَحْـمَنُ نَعْطَى فُرْصَةَ الإِحْصانِ