العلــــم وتربية الأجيال

 

فاطــمــة الروشدية

 

تكمن المنفعة الكامنة للنفوس الزاكية في طلب العلم والصبر على مكابدة ومرارة التعلم حلا وترحالا ليلا ونهارا، حتى تنعم تلك النفوس بمعرفة الحقائق التي استودعها الله في الكون الفسيح وجعلها دليلا على وجوده ووحدانيته فكانت الرسالة السماوية تحث على العلم والتعلم قال الله تعالى على لسان رسوله الكريم: "وقل رب زدني علما" أي زدني علما إلى ما علمتني، أمره بمسألته من فوائد العلم ما لا يعلم والأنبياء يعلمهم الله بالوحي أو بالإلهام إلى غير ذلك وعلى المؤمن أن يتعلم دينه أولا وما يلزمه من أمور دنياه ولا يحصل ذلك إلا بتدارس العلم وكان جبريل يدارس الرسول صلى الله عليه وسلم ويعلمه العلم وكان صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علما" .وإن مما أوصى به لقمان الحكيم ابنه: "يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك" وخير ما يتزود به العاقل من مأدبة العلماء هو المجالسة وكثرة السماع منهم فهم نور الله في الأرض.

وأثناء شغفنا لاستقبال عام دراسي جديد يحمل بين جوانحه التفاؤل والمثابرة والعطاء لتشييد وطن حضاري بأيدي ذوي الخبرة والإتقان فقد آسفني بعض ما وقع فيه بعض الجهلة من الناس في زماننا هذا من تهجم على العلماء وطلاب العلم والمعلمين وقد عبر هؤلاء بما في قلوبهم من جهل وبعد عن الصواب فكثر في الآونة الأخيرة ما تم تناقله عبر وسائل الاتصال الحديثة من بعض الجاهلين الذين جهلوا معنى العلم والتعلم وانغمسوا في قوقعة الإفلاس وقتروا على أنفسهم وما ذلك إلا لبعد عقولهم وقلوبهم عن نور الهداية وسبيل الرشاد، فما كان للأمم أن ترتقي لولا طرقها لكل أبواب العلوم النافعة وسعيها للتعلم وحث شعوبها أفرادا وجماعات على فضل العلم وثماره الطيبة.

وإن مما يشار إليه في هذا المقام توجيه كافة المصلحين والمربين والمعلمين إلى تجديد مفهوم طالب العلم واحترامه ولا يكون سبيلا لغرض فكاهي على برامج الاتصال من أجل الفكاهة والتسلية واحترام الساحة العلمية بما تحتويه من بيئة وكادر تعليمي وتنظيمي وإشرافي وإعلامي وبث روح المحبة والتعاون داخل المجتمع التعليمي وعدم إغفال أساليب الترغيب والتشجيع وكذا الإحساس بالإنتاجية والعطاء من قبل الجميع حتى تكون الساحة التعليمية هادفة لبناء جيل يحمل بين جوانحه مثابرة لبناء صرح ثقافي قائم على الجودة وجميل الخصال فثمار العلم والتعلم لا تنقطع.

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك