ردًا على يوسف زيدان وسعد راشد

...
...
...


هدى محمود – تــورينتـــو


ليبيا لم تكن في أي فترة من فترات التاريخ تابعة لمصر قط جزئياً و لا حتى كلياً.. ليبيا يا سعد ذُكرت لأول مرة في النقوش والكتابات المصرية القديمة منذ حوالي 3100 سنة ق.م، وقد ذكر هيردوتس (484–425 ق.م)، وبروكوبيوس القيصري (560–500 م).
إن انتشار الليبيين كان من غرب النيل بدءًا من باراثونيوم (مرسى مطروح) إلى رأس صولويس، بمحاذاة المحيط الأطلسي (أوقيانوس) وهذه المساحة الجغرافية عرفها القدماء باسم ليبيا وإفريقيا وبلاد البربر وبربيريا وجزيرة المغرب.
إلى الآن وعندما تدخل معبد (هابو) تجد كتابات على الجدران لرمسيس يتباهى بأمجاده فقد ذكر بأنه استطاع القضاء على الليبيين في غرب النيل.
أوافقك يا سعد راشد أن الليبيين لم يكونوا في أي حقبة نظام دولة ولكن كانوا يعرفون بأنهم رجال حرب, وحتى المؤورخين المصريين يصفون تلك الفترات بالاحتلال, أضف إلى أن الجيش المصري والبحرية كانوا أغلبهم ليبييين , وعندما كان (شيشنق) يحكم في مصر ذهب إليه (راتا) كبير قبيلة المكاي وطلب أسطولا كاملا يذهب به لأمريكا اللاتينية, أي يعني قبل كولومبوس, والدليل تجده في حجارة وجدت هنالك ومكتوب عليها كتابات ليبيّة وليست مصرية, والدليل على كلامي تجده في كتاب (ancient settler in the new world) للكاتب بيري فيل, وستجد المصادر التي أسند إليها كتابه, وقد أرفقتُ لك صورةً من غلاف الكتاب.
ليبيا لم تكن يوما تتبع مصر؛ بل العكس صحيح, أيضا ابحث عن خريطة (دي. إن. أي) التي ستجد ان معظم شعب الإسكندرية أصولهم ليبية.. حتى عندما قام الإسكندر الأكبر بغزو مصر ف 332 ق.م , و من بعده قامت دولة البلاطمة التي امتد حكمها من مصر وحتى فلسطين وقبرص, ليس فقط شرق ليبيا, و كل ما ذكر يتبع البلاطمة لا يتبع مصر, وإلا فهل قبرص كانت تتبع مصر؟, فلا يمكنك القول بأن (ألبانيا) كانت تتبع (ليبيا) في الحكم الفاشستي!, وعند وفاة بطليموس أوصى بأن تصبح (كيرينايكا) تابعة للأمبراطورية الرومانية!
حتى إن التنظيم الذي وضعه (موريق) امبراطور بيزنطة في 582- 602 م , الذي اعتبر فيه أن (برقة) و(طرابلس) تابعتين لمركزه في مصر, رفضه (أل غريغوريوس) الذين استقلوا بأفريقيا في أوائل القرن السابع ميلادي و اعتبروا هاتين المنطقتين واقعتين في دائرة نفوذهم, وعندما اننتشر المسلمون العرب في كل أرجاء (ليبيا9 واندمجوا مع السكان المحليين استطاع العرب بعد فترة وجيزة من قدومهم لليبيا أن يوطدوا أركان حكمهم، وبقيت ليبيا تابعة للخليفة في المشرق العربي حتى استقل (إبراهيم بن الأغلب) بولاية أفريقيا حوالي سنة (800 م), و مع مطلع القرن العاشر ميلادي وبقيام الحاضرة الفاطمية أصبحت ليبيا تابعة لها, يليهم الموحدون الذين تم تدعيم حكمهم وتعزيز مكانتهم في ليبيا وشمال أفريقيا حتى (1230م). وقد ترك الموحدون حكم الأجزاء الشرقية من ليبيا (للحفصيين)، إلا أن (برقة) لم تدخل ضمن المناطق التي سيطر عليها (الحفصيون)، إذ ظلت تحكم مباشرة من مصر وإن تمتعت في بعض الأحيان بالحكم الذاتي, ثم توالت الأحداث من الدولة العثمانية نهاية حتى الدولة (القره مانلية), و ليبيا لم تكن تابعة لمصر, بل مصر وليبيا تُبع لمن يأتي ويحكمهم حتى الاستقلال 1951!

 

تعليق عبر الفيس بوك