خالد الخوالدي
نبارك لجميع الشعب العماني افتتاح طريق الباطنة السريع الذي يعد إنجازه مفخرة وطنية بحق، فبالأمس كنا نشكك في إنجازه بهذا الوقت القياسي لأننا تعودنا في مثل هذه المشاريع العملاقة التأخير والتأخير كما هو حال طريق الباطنة الساحلي الذي لم ير النور منذ 15 سنة، وعلامة السر بأمانة لإنجاز هذا المشروع هو معالي الدكتور محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات ووكيل الوزارة المهندس سالم النعيمي ومهندسو الوزارة والموظفون فقد لا يمر شهر إلا ونراهم يتفقدون المشروع ويراقبون الشركات المنفذة؛ فتحقق المطلوب بفضل الله ثم فضلهم جميعا، وسيتحقق المزيد لهذه الوزارة طالما كانت النوايا صادقة.
إن طريق الباطنة السريع يعد من أكبر المشروعات المنفذة في السلطنة وبمواصفات فنية تتطبق لأول مرة في عماننا الحبيبة فهو بأربع حارات، وقد يقول قائل: إنّ هذه المواصفات توجد في دول أخرى منذ فترة، والرد أن هذا الطريق الذي يبلغ طوله 270 كيلو مترا يمر وسط مناطق جبلية وعرة وأودية جارفة وكبيرة حيث بلغت جسور الأودية وحدها (25) جسرا وعدد (1106) عبارة صندوقية لمرور الشراج المتفرعة من الأودية، كما أنّه وبعد الانتهاء منه كاملا سيتضمن عدد (17) جسرًا علويًا وعدد (12) ممرًا أرضيا للمركبات، ولهذا كله يعد الطريق من الطرق التي يجب أن نفخر بها في عهد النهضة المباركة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-.
الطريق تحفة فنية لم يرسمها رسام وسيقدم خدمات جليلة لجميع القطاعات السياحية والتجارية والاقتصادية والاجتماعية والاستثمارية فهو من ناحية يمر على مناطق سياحية كثيرة منها الأودية والتلال والكثبان الرملية وواحات من المزارع الخضراء الجميلة، ومن الناحية الاقتصادية والتجارية فإن الطريق يصل بين موانئ السلطنة خاصة ميناء السلطان قابوس وميناء صحار التجاري وأيضا يربط بين مطار مسقط الدولي ومطار صحار كما سينشط الحركة التجارية والاستثمارية والعقارية بين جانبي الطريق حيث سيتطلب الطريق توفير خدمات على جانبيه، ومن الناحية الاجتماعية فإنّ الطريق سيسهل على الموظفين العاملين في محافظة مسقط العودة إلى منازلهم والاهتمام بأسرهم والأقرب منهم وسيخفف على محافظة مسقط التكدّس السكاني الكبير حيث سيوفر الطريق الأمان والسرعة والراحة والسهولة في التنقل.
ونحن نعيش هذه الفرحة السعيدة نتمنى جميعا في محافظة شمال وجنوب الباطنة أن تكلل فرحتنا هذه وتستمر بقرار جريء من الجهات المختصة بنقل الحركة المرورية للشاحنات من طريق الباطنة العام ذي الحارتين والضيق إلى طريق الباطنة السريع حيث سيساهم هذا القرار في حفظ الأرواح البريئة نتيجة حوادث هذه الشاحنات كما سيساهم القرار في سهولة الحركة المرورية، وسيقلل بدرجة كبيرة جدا الزحمة الخانقة كل يوم، وقد ناشدنا سابقا الجهات المختصة لمعالجة هذه القضية ولكن بدون جدوى وها هي الفرصة سانحة الآن لنقل حركة هذه الشاحنات في أقرب فرصة ممكنة، وكلنا ثقة في أن هذه المطالب سوف تتحقق قريبا، وسننعم جميعا بالإنجازات المتحققة على هذه الأرض الطيبة، ودمتم ودامت عمان بخير.