دَفنْتُ معي كُتيّبَ التَّعليمات


رضا أحمد – مصر


ﻧﺠﺤﺖُ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺷﻒ
ﻗﺎبلةً للطَيِّ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻱ

ﺳﺘﻤﺮ ﻏﻴﻤﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ،
ﺗﻐﻤﺮ حواسَ ذئب كفيف
ﻳﺘﻐﺬﻯ بنهم ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺋﺤﺘﻲ،
ﺑﺠﺮﻋﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍلنوم
ﺃجد نفسي أنا الأخرى
ﻏﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮ ﻣﺎ،
ﻭﺗﺒﺘﻠﻊ ﺟﺴﺪﻱ ﺑﺒﻂﺀ
ﻋﻴﻦُ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ.

ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎ
ﻓﻲ حَبَّتَي ﻛﺮزٍ ﺳﻘﻄﺘﺎ ﻋﻦ ﺻﺪﺭﻱ،
ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻟﻴﻞ ﺍﻟﻤﻨﻌﺸﺔ
ﺍلتي ﺗﺴﺘﺮﺧﻲ ﺑﺮﻓﻖ في ﻭﺭﻳﺪﻱ؛
ﺑﻞ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻱ ﺍﻟﻐﺠﺮيّ
ﺍﻟﺬﻱ يزﺣﻒ ﺍﻵﻥ ﺑﻮﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼط
حول بركة دموع تشبه وجهي.

غصناً شريداً
ﻛﻨﺖ ﺃﺛﺒّﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻌﻨﺎﺀ
ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺔ ﺷﺠﺮﺓ ﺗﻔﺎﺡ ﺻﻐﻴﺮﺓ،
ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺠﺎﺋﻌﺔ ﻟﻠﻀﻮﺀ،
ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻨﻬﺮ
ﺇﻻ ﻭﻫﻲ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺑﻜﺮﺳﻲ ﻭﺣﻴﺪ،
ﻳﻨﺤﺖ ﻣﺴﻨﺪﻩ ﺍﻷﻋﻮﺝ
ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻱ.

عمياءَ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﺳﺘﺸﺮﻕ ﻋﻴﻨﻲ ﻫﻨﺎﻙ،
ﺣﻴﻦ ﻳﺴﺘﺒﺪﻟﻮﻥ باﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺮﻓﻬﺎ
قطعة مخمَلٍ ﺑﻴﻀﺎﺀ،
ﺗﻬﻮﻱ ﺑﺪﻻﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻱ،
ﻳﻤﻄﺮﻫﺎ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ.

ﻓﻲ آخر ﺍلصاﻟﺔ
ﺳﺘﺠﺪﻧﻲ ﻫﻨﺎﻙ،
ﺣﻴﻦ ﺗﺘﻤﺘﻢ ﻧﻈﺮﺍﺗﻚ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ
ﻋﻠﻰ ﺃﻏﺮﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﻬﻤﻠﺔ،
ﻭﺗﻘﻒ مصلوبًا ﺟﻮﺍﺭ ﺩﻭﻻﺏ ﻣﻼﺑﺴﻲ،
ﺗﺼﻠﻲ،
ﺣﻨﺠﺮﺗﻚ ﻧﺎﺷﻔﺔ،
ﻭﻳﺪﺍﻙ ﺍﻟﻴﺎبستاﻥ ﺗﻤﺎﺭﺳﺎﻥ ﻋﺎﺩﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﺶ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ.

ﻳﻠﺰﻣﻨﻲ عُود ﺑﺨﻮﺭ،
ﻋﻠﺒﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺻﺎﺧﺒﺔ،
ﻭﺟﺪﺍﺭ يقيء ﻟﻤﺴﺎﺗﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ،
ﺳﻴﺮﺓ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﺑﺨﻄﻮﻁ ﺃﻧﻴﻘﺔ
ﻓﻮﻕ ﻗﺒﺮﻱ
وﺷﻔﺮﺓ ﺣﺎﺩﺓ  
أقشّر ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﺭﻭﺣﻲ
كي ﺗﻠﺘﺼﻖ ﺑﻤﺮﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ.

لديكَ ﻭقتٌ ﻛﺎفٍ
ﻟﺘﻌﻴﺪ ﻃﻼﺀ ﺻﻮﺗﻚ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﻻ ﺃﻣﻴﺰﻫﺎ،
تجرح ﺫﻗﻨﻚ،
ﺗﻔﺘﺢ ﺷﺮﻓﺔ ﻣﻄﺒﺨﻨﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ،
ﻭﺗﺼﺒﻎ ﻭﺟﻪ ﺟﺎﺭﺗﻨﺎ
ﺑﻤﺴﺎﺣﻴﻖ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺃﺿﻌﻬﺎ،
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻄﺎﺭﺩ ﻃﻴﻔﻲ ﺍﻟﺒﺎﻫﺖ
ﺍﻟﺬﺑﺎﺏُ ﺍﻟﺴﺨﻴﻒ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺴﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺣﻚ.

 

تعليق عبر الفيس بوك