ومضات فكريّة من كتابات حاتم الطائي (14)


(أ‌)    الحكمة "القابوسيّة":

(1)    حذفتْ عُمان من مُعجمها وأدبياتها لغة العداء والشقاق والفرقة.

(2)    السياسة الخارجية لعُمان مثال يُحتذى به في مشارق الأرض ومغاربها.


(3)    - نحن العُمانيين-  نُؤمن بالحكمة القابوسيّة، التي تحوَّلت إلى أسلوب حياة ترسَّخَ في وجداننا العام.

(4)     إذا انتهجت الشعوب "الحكمة القابوسية" مسلكا سيتحقق لها ما تصبوا إليه من آمال، وما تنظره من تطلعات.

(5)     لقد صنعت الحكمة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - أيَّده الله - سياسة خارجية قائمة على أسس السلام والتسامح والبناء.


(6)     - نحن العمانيين - نُفاخِر بالثِّقل الدولي المتحقَّق لبلادنا بفضلِ نَهْج "الحياد الإيجابي" المُشكِّل لوعي سياستنا الداخلية والخارجية.

(7)    سياستنا الداخلية والخارجية، صاغ مُفردات تميُّزها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - أيَّده الله- بجهود دؤوبة ومساعٍ صادقة لتقريب وجهات النظر وتجسير فجوات الخلاف.


(8)     سياسة مولانا السلطان قابوس وحكمته أبقت أبواب عُمان مُشرَعة أمام الجميع، لتقود ملفات الوساطة بفاعلية وثقة وهدوء بعيدًا عن الضجيج الإعلامي فنالت اليوم ثقة وصداقة العالم أجمع، برصيدٍ زاخرٍ ورسالة بلد مُحبٍّ للسلام.

(9)     صِدق النَّهج العُماني وواقعيته أثبتته "قمة الكوريتين" بأن عقيدة السلام أصلٌ وليست فرعًا، وأن تحققها ممكنٌ بغضِّ النظر عن أي شيء، وأن الحوار وحده هو أقوى أدوات التسوية لأكثر القضايا تعقيدًا.

(ب‌)    هل سيتعلم العرب من الدرس الكوري؟

(1)    ما يحدث في المنطقة، والإقليم بشكل عام، من قضايا عالِقة، ودماء أبرياء تُراق، أنهكت قدرتنا - نحن العرب - سياسيًّا وعسكريًّا، وتفاوضيًّا.

(2)    متى نفهم بأن الهلع والإرهاب، والخراب والدمار، الذي نعيشه والحروب بالوكالة التي تدار هنا هناك، وإنفاق المليارات على تجارة وتكديس السلاح ليست إلا تنفيذًا لمُخطَّطات مشبوهة أخلَّت بموازين القوَّة والنِّدية؟!.

(3)     نجاح القمة الكورية وتشرزم المشهد العربي دعوة لإعادة ترتيب الأوراق، وتحكيم العقل وترك زمامه للغة الاتزان والحكمة والإيمان بأن السلام والوفاق والتسامح بين العرب ليس مستحيلا، بل ينبغي أن يكون سهلا.

(ت‌)    دوافع تحوَّلات الموقف الكوري:
(1)     إعلان الرئيس الكوري الجنوبي: "نحن أمة واحدة، ولا يوجد هناك سبب لكي نتقاتل"، تأكيد على رغبة ثنائية في التعايش المشترك، بعيدًا عن أية تدخلات خارجية.

(2)     أيقنت الكوريتان بعد زمن طويل بأنَّ الحروب ما هي إلا شكل من أشكال البربرية، وأن لا سبيل لحل أيٍّ من المشكلات بعيدًا عن الحوار والتفاوض.

(3)     لقد اقتنعت الكوريتان بضرورة إجراء مُصالحة تاريخية تُنهي سبعة عُقود من الانقسام بين شطري شبه الجزيرة الكورية لتحقيق "مُستقبل الآمن".

(4)     الانتصار المَيداني بين الكوريتين انصياع لإرادة السلام، ومن ثماره المباشرة تشكُّلُ قوَّة جديدة على خارطة القوى الكُبرى إقليميًّا ودوليًّا.

(5)     نجحت "قمَّة الكوريتين" في قَطْع الطريق على "اصطياد" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في "ماء الخلافات الكورية".

(6)     "قمَّة الكوريتين" مثلت نقطة نظام لضبط اتجاه المساريْن المختلفيْن للدولتين في وقتٍ تتغيَّر فيه خارطة العالم سياسيًّا واقتصاديًّا، بقناعة جديدة بأنَّ تواصُل الخلافات لن يفيد أي طرف.


(7)     أشهد بأنني لم أُصَادف زعيمًا قادر على إطلاق المفاجآت، الواحدة تلو الأخرى، واحتلال عناوين الصُّحف الرئيسة وواجهات محطات التلفزة الإخبارية، بتصريحات ومواقف شديدة التباين.
(8)    الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، - عَصْر يوم الجمعة الماضي "27 أبريل" - أعادَ تقدِيم نفسه للعالم من جديد، ولكن هذه المرة كرجل سَلام.

ماذا سيخسر الأمريكيون من السلام بين الكوريتين؟
(1)     الاتحاد بين الكوريتين، سياسيا وستراتيجيا - على المديين القصير والمتوسط - يَعْنِي قوَّة بين الطرفين؛ فالشمالي يمتلك إرادة سياسية حديدية، وسلاحا نوويًّا، وجيشا متماسكا، والجنوبي له قوة اقتصادية وتكنولوجية عالمية.

(2)    "اتفاق بانمونجوم" نحو إقامة كوريا موحدة بسلاح نووي ضمنيًّا، هو ضَرْبة "في مقتل" للتحالف الإستراتيجي بين سيول وواشنطن.

(3)     الطريق نحو اتحاد الكوريتين لا يزال طويلاً جدًّا، بل ومليئًا بالألغام - والأمريكية منها على وجه الخصوص- إذ إن واشنطن لن تستسلم بسهولة.

(4)     "معاهدة السلام بين الكوريتين" ستكتُب نهاية مهمة الأمم المتحدة في كوريا الجنوبية، والتي تواجدتْ هناك منذ نهاية الحرب الأهلية التي كانت تقودها الولايات المتحدة.

(5)     اتفاق الكوريتين على وقف جميع الأعمال العدائية ونزع السلاح، في شبه الجزيرة الكورية، إنهاء للحرب وإقامة نظام سلام دائم ومتين.

(6)     السلام بين الكوريتين بإرادة ذاتية نابعة من إدارة البلدين سيحقق استقلالية تامة في الرأي والقرار بمثابة إعلان رفض الوصاية والتدخلات الخارجية في شبه الجزيرة الكورية.

(7)     التكامل الاقتصادي بين الكوريتين بشكل أكثر جدية، سيُعرقل استثمارات واشنطن المستفيد الوحيد من إبقاء الخلاف الكوري مشتعلًا.

تعليق عبر الفيس بوك