أنتَ بالعزمِ لا بالوهمِ مُحْيِيهَا

د. صالح الفهدي – سلطنة عمان

 

الجدُّ بالجدِّ، ما طابتْ روابيها
مَنْ جَنَّةٍ تُعْجِبُ  الرَّائي مغانيها
//
إلاَّ لذي همَّةٍ قد فَتَّ مِعْوَلَهُ
أَصَمَّ، أَصْلَدَ مِنْ أَعْتى رَوَاسِيْهَا
//
فباتَ والسَّفْحَ لا شتَّانَ بينهما
ونَامَ وَهْوَ قَرِيرُ العَيْنِ هَانِيِها
//
هَلْ يَرْفَعُ الرَّأْسَ إِلاَّ مَنْ يُخَامِرُهُ
نَيْلُ المَعَالي، وقد  أَلْفَتْهُ رَاعِيْها؟!
//
وهل يرومُ العُلا مَنْ لمْ يَذُقْ نَصَبًا
ابْنَ  الشَّكيمةِ، ربَّتْهُ مراعيها
//
هو القَمِيْنُ بِمَجْدٍ عَزَّ نائِلُهُ
إلاَّ الجَسُورُ المُعَنَّى في مراميها
//
 أمَّا الذي قعدتْ بالجسمِ همَّتُهُ
قد أُشْبِعَتْ نَفْسُهُ وَهْمًا وَتَمْوِيْهَا
//
ينامُ في مَرَجِ الأَحْلامِ تَحْمِلُهُ
سَفِيْنَةٌ لَمْ تَصِلْ يَوْمًا مَراسِيها..!
//
وراءَها ملكٌ  إنْ كانَ محملُها
أنكاثَ غزلٍ  تَرَامَى مِنْ صواريها
//
أصابَها  مِنْهُ جَوْرٌ لا يبارِحُها
إلاَّ  بِنَعْيٍ مِنَ النَّهَّامِ يَنْعِيها
//
أمَّا الذي سطعتْ كالشمسِ همَّتُهُ
فمَنْ يُحَجِّبُ شَمْسًا أَو يُغَشِّيها؟!
//
فالجدُّ بالجدِّ إنْ شئتَ الحياةَ تَكُنْ
فأنتَ بالعزمِ لا بالوهمِ مُحْيِيهَا
//
والعزمُ نيشانَ مَنْ عَزَّتْ نوازعُهُ
كريمَ نفسٍ، سخيًّا في معانيها
//
فاحْسِنْ لنفسِكَ إنعامًا وتكرمةً
الجدُّ يُعْظِمُها، والهَزْلُ يُرْدِيها

تعليق عبر الفيس بوك