الإعلان عن استقبال طلبات "شُعلة جلاس بوينت للابتكار"

تدشين أول برنامج يتبنى تحويل ابتكارات الشباب إلى مشاريع وفرص عمل في مجال الطاقة المتجددة وإدارة المياه

 

الرؤية - نجلاء عبد العال

رعى سعادة المهندس أحمد بن حسن الذيب، وكيل وزارة التجارة والصناعة، تدشين شركة جلاس بوينت سولار رسمياً، لبرنامج "شُعلة جلاس بوينت للابتكار" وأصبح باب التقديم في البرنامج مفتوحاً الآن على الموقع الإلكتروني www.glasspointinnovationspur.com، لتلقي أفكار الشباب المبدعين المتطلعين إلى تحويل ابتكاراتهم إلى مشاريع قابلة للتطبيق.

ويأتي هذا البرنامج، الأول من نوعه، بالتعاون مع مجلس البحث العلمي، ومجمع الابتكار مسقط، والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "ريادة"، وصندوق تنمية مشروعات الشباب "شراكة"، بهدف المساهمة في تعزيز وغرس ثقافة الابتكار المستدام في قطاعي الطاقة المتجددة وإدارة المياه.

وقال سعادة الدكتور هلال الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي إنَّ البرنامج يدعم الابتكار وريادة الأعمال المبنية على المعرفة في مجالات الطاقة المتجددة والمياه، ولذلك يحرص المجلس على تقديم الدعم الفني والمادي للمبتكرين ورواد الأعمال المشاركين في البرنامج، مما سيمكنهم من تطوير مشاريعهم لتكون قادرة على دخول السوق والمنافسة والنمو.

وقال ستيفن موس الرئيس التنفيذي لجلاس بوينت سولار إن الشركة بدأت كشركة تكنولوجية صغيرة في وادي السيليكون بولاية كاليفورنيا الأمريكية، ثم تحولت في الوقت الحاضر إلى واحدة من أكبر وأسرع الشركات نمواً في مجال الطاقة الشمسية على مستوى العالم؛ وذلك بفضل الفرص القيّمة التي أتيحت للشركة في عُمان. وأضاف: "جاء إطلاقنا لبرنامج "شُعلة جلاس بوينت للابتكار" بهدف تعزيز مكانة ودور السلطنة كرائدة عالمية في تقنيات الطاقة المتجددة، ومن خلال مشاركة خبراتنا ورحلة نجاحنا في هذا القطاع، نسعى إلى دفع عجلة الابتكار وغرس ثقافته وتمكين المواهب الوطنية من تحقيق النجاح الذي حققناه".

ويهدف برنامج "شُعلة جلاس بوينت للابتكار" إلى الاستفادة من نمو قطاع الطاقة المتجددة من خلال توفير برنامج مكثف ومتكامل يركز على تطوير الحلول المبتكرة التي من شأنها تحقيق الاستدامة بالسلطنة. ويشكل البرنامج منصة لتطوير الحلول المبتكرة التي من شأنها أن تعزز جهود السلطنة للتغلب على التحديات المستقبلية حيث يضم محورين أساسيين وهما الطاقة المتجددة وإدارة المياه. ويشمل المحور الأول عدداً من الفئات مثل حلول الطاقة المتجددة للاستخدام المنزلي، والطاقة المتجددة لأنظمة التبريد وتكييف الهواء، وتحسين كفاءة الطاقة، إضافة إلى نُظم تحسين توليد الطاقة وتخزينها. أما بالنسبة للمحور الثاني فيركز على طرق تحسين أنظمة إدارة المياه باستخدام الطاقة المتجددة، وحلول تجميع المياه وإدارتها للاستخدام المنزلي.

وقال الدكتور أحمد الغساني، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "ريادة" إن "هدفنا يتمثل في تزويد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالمهارات والأسس اللازمة لدعمهم في تأسيس وتنفيذ مشاريعهم المبتكرة وتحقيق النمو والنجاح في قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة. ولذا سنوفر للمشاركين الخدمات الاستشارية والإرشادية، إضافة إلى فرصة للانضمام والتعرف على شبكتنا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة".

وقال الدكتور عبد الباقي بن علي الخابوري مدير دائرة المناطق العلمية في مجلس البحث العلمي وممثل مجمع الابتكار مسقط، إنَّ مجمع الابتكار مسقط يعد أحد أبرز مراكز العلم والمعرفة والابتكار والتقنيات الحديثة في السلطنة، والتي ستساهم في الاستفادة من القدرات الابتكارية المحلية في مجالات البحث والتطوير بالسلطنة، من أجل مُعالجة القضايا ذات الأهمية الحيوية للفرد والمجتمع، ويهدف المجمع من خلال ما يوفره من مرافق متنوعة إلى إتاحة فرص البحث العلمي وتطوير الأفكار المبتكرة في مجال الطاقة والطاقة المتجددة والبيئة والمياه والغذاء والتقنية الحيوية والصحة، وبالتالي الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في السلطنة، وإن التعاون مع جلاس بوينت سوف يفضي إلى نتائج مهمة ستعود بالنفع على المجتمع عموماً.

وأكد عبدالله الجفيلي مدير عام صندوق تنمية مشروعات الشباب "شراكة" أنَّ هذا البرنامج سيساعد المبتكرين في تأسيس وتطوير مشاريعهم الخاصة، مشيرا إلى دعم الصندوق لهم في التعرف على الفرص المالية المختلفة، إضافة إلى مساعدتهم في تحديد أفضل وأذكى السبل للاستفادة من رأس المال لتحقيق المزيد من التطور والنمو.

وتم تصميم برنامج "شُعلة جلاس بوينت للابتكار" لرفد المشاركين بخبرات تساعدهم في تحويل اختراعاتهم النموذجية إلى مشاريع فعلية قابلة للتنفيذ والتسويق. وبعد التقييم المبدئي، سيتم اختيار 10 متقدمين للمشاركة في المرحلة الثانية للبرنامج الذي يستمر على مدار ثلاثة أشهر وذلك لاختبار أفكارهم وقابلية تطبيقها وجدواها التجارية. وسيتم بعد ذلك اختيار ما يصل إلى 3 مبتكرين لإكمال مرحلة "احتضان الابتكار" المكثفة حيث ستوفر لهم جلاس بوينت التمويل المبدئي لتطوير منتجاتهم وخدماتهم. وبعد إكمال هذه المرحلة، ستتاح لهم الفرصة للتواصل مع المستثمرين من أجل تنمية وتوسيع أعمالهم ومشاريعهم.

وخلال مؤتمر صحفي عقب حفل التدشين، وفي إجابة على أسئلة لـ"الرؤية"، قال الدكتور أحمد البوسعيدي مدير أبحاث الطاقة المتجددة بمجلس البحث العلمي إن المبادرة تختلف عن غيرها من المبادرات التي تستهدف تحفيز الابتكار والاستفادة منه، مؤكدا التعاون القائم والمستمر مع جميع الأطراف. وأضاف أن مبادرة شعلة الابتكار تقدم مثالا للتعاون المثمر الذي يجمع أطرافا وجهات تمثل الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات علمية، مشيرًا إلى أنّ مجلس البحث العلمي يمتلك قواعد بيانات، وأنه بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، ستتم مراجعة المشاريع الابتكارية المقدمة للبرنامج بهدف التأكد من مصداقية وحداثة الابتكار المقدم.

ويهدف البرنامج إلى تمكين رواد العمل العُمانيين من مواجهة التحديات في قطاعيْ الطاقة المتجددة وإدارة المياه في عُمان. وسيعمل برنامج احتضان المشاريع التجارية بدعم من باحثين ومستشارين ذوي خبرة على إذكاء روح الابتكار والإبداع بين الشباب العُماني من خلال تعزيز ثقافة البحث، ودعم تطوير المؤسسات الصغيرة والمتطورة، وتمكين أصحاب المواهب العُمانيين من تقديم حلول مستدامة. وهذا في النهاية سيساهم في دعم استراتيجية عُمان الوطنية نحو تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة السلطنة كسوق متقدمة في مجال الطاقة المتجددة.

وحصلت "جلاس بوينت" على دعم أربعة شركاء استراتيجيين لإعداد برنامج شامل مكثف لاحتضان المشاريع التجارية في عُمان. ويتكفل كل شريك بدور محدد يؤديه؛ حيث ستوفّر جلاس بوينت -بصفتها رائدة البرنامج ومالكته- التمويل الأولي الأساسي للمبتكرين، وهي مسؤولة عن التنسيق بين شركاء ومستشاريّ البرنامج إلى جانب تقديم الخبرة في مجال الطاقة المتجددة، فيما سيقوم مجلس البحث العلمي باعتباره مظلة بحثية للبرنامج بربط المشاركين بمؤسسات البحث الأكاديمية لمساعدتهم في تطوير المفاهيم. وسيكون المجلس مسؤولاً أيضًا عن تقييم الجانب الفني لمقترحات مقدمي الطلبات.

أما مجمع الابتكار -مسقط و"ريادة" فسيقدمان الدعم للمشاركين عبر توفير التوجيه والإرشاد اللازمين للمشاريع التجارية، بالإضافة إلى تقديم التسهيلات لاستضافة برنامج احتضان المشاريع التجارية، وسيكونا مسؤولين أيضًا عن تقييم مقترحات مشاريع مقدمي الطلبات، أما دور "شراكة" فسيكون كمستثمر مالي محتمل لثلاثة مبتكرين يلبون المعايير المحددة، مع إتاحة مجموعة متنوعة من الفرص المالية إلى جانب تقديم الدعم والإرشاد اللازم أثناء فترة احتضان المشاريع التجارية.

وعن أوجه الاختلاف بين هذا البرنامج وسائر برامج رواد الأعمال، أوضح المسؤولون خلال المؤتمر الصحفي أن مبادرة "شُعلة جلاس بوينت للابتكار" تقدم برنامجًا كاملاً للإشراف على المشاريع التجارية واحتضناها يُركز حصريًا على قطاعيّ الطاقة المتجددة وإدارة المياه. وسيتاح للمشتركين اكتساب المعرفة من المستشارين ذوي الخبرة داخل القطاع، وتلقي الدعم من جميع الشركاء كقادة وخبراء في مجالات تخصصهم، بالإضافة إلى الاتصال بالمستثمرين المحتملين لتمويل ابتكاراتهم وتطويرها وتحويلها إلى مشاريع ملموسة على أرض الواقع.

ويسعى البرنامج إلى تزويد المشاركين بالمهارات القيّمة من خلال التدريب والإرشاد الموجّه من خبراء المجال. وسيتم توفير الدعم العملي والفني ودعم المشاريع التجارية لتطوير الابتكارات وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتنفيذ والتسويق، وتشمل وضع استراتيجية لتخفيف المخاطر، مراجعة خطط المشاريع التجارية وتنقيحها، تقديم الدعم بالتقديرات المالية والوصول إلى الأسواق والخدمات الترويجية ووضع خطط تسويقية، بجانب توسيع النطاق التجاري للاختراعات، بالإضافة إلى مراجعة التقارير المالية والتدفق النقدي الحالي والمُحَدّث وتحديد مجالات التحسين، وكذلك يتيح البرنامج سيتم الربط بين الخريجين الناجحين من برنامج "شُعلة جلاس بوينت للابتكار" بالمستثمرين المحتملين لتغطية تكاليف النمو والارتقاء بالمشاريع التجارية.

وتشمل المعايير التي ينبغي توفرها في المشاركات: أن يكون الطلب لفريق بقيادة عُمانية يمتلك الخبرة الإدارية والفنية الكافية، أو مبتكر (مبتكرون) ذوي تمرّس وكفاءة يلتزمون بتطوير مهارات القيادة والإدارة، كما ينبغي أن يهدف المرشح (المرشحون) إلى إنشاء مشروع تجاري وإدارته على أساس التفرغ، فيما المعيار الآخر هو الإتاحة أي أن يكون المتقدم غير مرتبط بأنشطة تصرفه عن حضور جلسات التدريب والإرشاد خلال مدة البرنامج، بالإضافة على كون المتقدم يمتلك منتجًا مبتكرًا جاهزًا يرتبط بمجالات محددة ويمكن تحويله إلى عمل تجاري مُجدٍ، مع القدرة على تحويل المشاريع المبتكرة من مرحلة الفحص المختبري إلى منتج حقيقي قابل للتسويق.

وسيركز برنامج "شُعلة جلاس بوينت للابتكار" على وضع حلول مستدامة للمشاريع التجارية المبتكرة ودعمها في ستة محاور مقترحة هي: استخدام الطاقة المتجددة في أنظمة التبريد وتكييف الهواء، وحلول الطاقة المتجددة المناسبة للاستخدام المنزلي (على سبيل المثال في المنزل أو المدارس وما إلى ذلك)، بجانب حلول إدارة المياه وتقنيات التجميع لأغراض الاستخدام المنزلي، وأيضا استخدام الطاقة المتجددة في تحسين أنظمة إدارة المياه المتنوعة في البلاد، بالإضافة إلى حلول تُقدّم زيادة في كفاءة الطاقة باستخدام الطاقة المتجددة، وكذلك محور تقديم أنظمة مبتكرة لتحسين توليد الطاقة وتخزينها.

تعليق عبر الفيس بوك