د. علي منصور – مصر

1 – برتقالة
صغيرا ..
رسمت بالألوان برتقالة كبيرة
كبيرة .. كبيرة
وحينما رأيتها .. صديقتي سميرة
بحثت عن فصوص برتقالتي .. وجدتها
وجدت برتقالتي
فقيرة فقيرة
شبيهة بنا ،،،
صغيرة صغيرة

2 -  شراع
بين عيون الناس البندولية فوق وجوه الناس
ينتفض الإحساس
تطفو أحزان الناس مراكب من غير شراع
ويثور الغضب رياحا في ألف ذراع وذراع
تهتز قلاع
وبدون شراع يسقط منا الريح صريعا
ويسيل الدمع سريعا
وتعود الأحزان وراء الأحزان تجاه القاع
وتعود عيون الناس البندولية فوق وجوه الناس
تسأل في خوف الضائع والملتاع ..
هل جاء شراع ؟!
هل جاء شراع ؟!
 
3 -  شحاذ .. يموت
كان ممدا للاشىء .. كفه
والكف الأخرى ،،،
كانت تحتضن القرش يعانق نصفه
قال الطب الشرعى :
جاء الموت إلى المتسول في لهفة
إرهاق ، ضعف ، جوع ، فقر في الدم
أوكان المتسول لا يملك فم !!
صاح الشرطى :
هذا ليس يهم  !!
أوماكان المتسول محترفا جوالا ؟!
يخدع ، يمكر ، يبتاع الإذلالا ؟!
إن لديه من الأموال تلالا وتلالا !!
         ***
يلتصق الحاجب بالحاجب في وجهي
ياوطني .. !!
فيك الكلب المتبنى يطعم لحما ..
يسقى الماء نقيا
والإنسان يموت شهيد الجوع غريبا منفيا
الإنسان يموت شهيد الجوع .. غريبا .. منفيا !!!

4 -  إمرأة .. في عربة قمامة
أوراق الشارع ، أتربة الريح ، نفايات الناس
تتجمع حول امرأة ..
تدمنها ميكروبات الأرض
        ***
حين تمر – مصادفة –
سيدة تتبنى كلبا عطرى الأنفاس
تتباعد في اشمئزاز من إمرأة الأرض
ياللمرأى  .. !!
ياللإحساس  .. !!
تنتحر الرأفة في كوكبنا الأعمى
وتموت جميع الناس
      ***
لماّ تمطر ..
تختلط نفايات الناس بإمرأة الأرض
تنبت آلام العالم تكبر ..
تتجمع حبات المطر بداخل علب صفيح صدئة
تشربها إمرأة الأرض
ذات الأحشاء المهترئة
      ***
لما مات كبير القادة ..
كان على الشارع أن يغدو – في غير هوادة –
شارع تأبين لكبير الموتى
شارع ترحاب .. لكبار السادة  !!
     ***
يهوي كرباج العسكر ، تصرخ إمرأة الأرض ..
يهوي ثانية  تصرخ ، يهوي ثالثة تصرخ تصرخ ، تعلو في الجو وتهوي ، تتطاير أوراق ، علب صفيح ، وبراز ، ونفايات،خيط  دم داكن ، رائحة تزكم أنف الكلب المتبنى ، تنغرس المرأة تحت رصيف الشارع ، تصرخ ، تصرخ ، تنزع من جوف الأرض وتعلو ، تصرخ ، تهوي ، تصرخ ،تعلو ، تهوي ، تعلو ، تهوي ،تعلو ، تهوي في عربات قمامة .
تهوي في عربات قمامة .
تهوي .. في عربات قمامة .

5 – حبيبتي
تسافرين في دمي
وترحلين بين أضلعي إلى مرافىء الألم
وترحلين في أصابعي وفي فمي
قصيدة وثورة ، حبيبتي ..
وترحلين في شوارع الجموع –كأنهم غنم -
فترسلين صرخة ودمعة
على الديار والزقاق والجياع والخدم
فينبت الألم
يعانق الصغار للأبد
يضاجع النساء ، يدمن العيون والجسد
ويكبر الألم
يقاتل الرجال والقيم
يقاتل الرجال تنهزم
يقاتل الرجال تنهزم
يقاتل الرجال ..
 ينهزم .