بطاقة إنتاجية تصل إلى 10000 طن سنويا وبنسبة تعمين 76%

افتتاح مصنع الخليج للنشا في "صحار الصناعية" باستثمارات 13 مليون دولار

...
...
...
...
...
...
...
...

 

◄ السنيدي: المصنع من مشاريع القيمة المضافة المهمة.. والمنتجات ترفد العديد من العمليات الاقتصادية

◄ الصالحي: نقترب من إنجاز "الخليج للبوتاسيوم" بالرسيل .. وبدء الإنتاج منتصف 2019

 

صحار- الرؤية

أكد معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة ونائب رئيس المجلس الأعلى للتخطيط أنَّ مصنع الخليج للنشا، الذي رعى معاليه افتتاحه مساء أمس بمنطقة صحار الصناعية، يعد من المشاريع ذات القيمة المضافة، ويهدف إلى إنتاج منتجات تدخل في العمليات الاقتصادية الأخرى ذات العلاقة بمنتجات النفط والغاز ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة.

وقال معاليه- في تصريحات على هامش افتتاح المصنع- إن ما يبعث على الإعجاب نسبة التعمين المُرتفعة منذ بداية العمل في هذا المشروع، واستمرار هذا النهج داخل المصنع، مشيدا بدقة الإنشاءات والمختبرات التي تأسست في هذا المصنع. وأضاف أن المصنع يتميز بقدرته على تعديل مكونات المواد الخام التي تستخدم في حقول وآبار النفط، فضلاً عن إمكانية تعديل بعض المركبات الكيمائية بما يضمن إنتاج منتجات أرخص لمساعدة معدات الحفر في حقول النفط. وأوضح معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي أن المشروع يأتي ضمن مجموعة من المشاريع أعلن عنها في عام 2013، بالشراكة مع شركة تنمية نفط عمان وتهدف لإنشاء أكثر من 50 مصنعًا في مجالات مختلفة تغذي عمليات الإنتاج والحفر في حقول النفط وحقول الغاز، مشيرا إلى أن هذه المشاريع تعكس التطور المتسارع في الجانب الصناعي؛ حيث تم هذا العام والعام الماضي كذلك افتتاح أكثر من مصنع، وهذه المصانع من شأنها أن تخلق فرص عمل مستدامة للعمانيين، علاوة على القدرة التصديرية إلى دول المنطقة وربما في المستقبل إلى دول خارج الإقليم. وأشار السنيدي إلى أن أفريقيا من الأسواق الواعدة لهذا النوع من المصانع، بالتوازي مع اتجاه هذه الدول للتوسع في إنتاج النفط وإنتاج الغاز. وزاد قائلاً: "أعتقد أن هذه المجموعة الطيبة من الشباب العماني المتدربين الذين نراهم في مختبرات مصانعنا هم من سيضيفون قيمة مضافة في المرحلة المقبلة وهم من سيقومون بإدخال ابتكارات أخرى في الصناعة".

ويعد المصنع الأول من نوعه في السلطنة بمساحة إجمالية وقدرها 14000م2، وبتكلفة 13 مليون دولار أمريكي، كما يعد المصنع الأوحد من حيث إنتاجه للنشا الصناعي الخاص باستخدامات حفر آبار النفط. ويمتلك المصنع أحدث المعدات التقنية وأكبرها على مستوى المنطقة وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع حوالي 10000 طن سنويا، ونجح في توفير متطلبات شركة تنمية نفط عمان من النشا المستخدم في عمليات الحفر كاملة خلال عام 2017 وبلغ إجمالي قيمة العقود للشركة حتى منتصف العام الماضي نصف مليار دولار أمريكي ويدار المصنع بإدارة عمانية 100 في المئة. وبدأت الشركة بخطوات حقيقية من أجل رفع نسبة التعمين في الشركة حيث تمت الاستعانة بـ23 فنيا عمانيا من مخرجات البرامج الوطنية للتدريب والتوظيف، ومن المقرر أن تصل نسبة التعمين إلى 76% بنهاية العام. وجاء قرار الاستثمار في هذا المنتج لحاجة السوق المحلي والإقليمي له لاسيما وأن المنطقة تعد مركزا مهما لإنتاج النفط وكون النشا من المواد المهمة المستخدمة في عمليات الحفر وكذلك يخدم سياسات الشركة في تحقيق القيمة المحلية المضافة.

وقال خالد بن محمد الصالحي رئيس مجلس إدارة مصنع الخليج للنشا إن "قطاع النفط ما زال بكافة أفرعه ونشاطاته أحد أهم القطاعات الاقتصادية والاستثمارية في العالم ويلعب دورًا مهمًا في تنمية وتطوير البلدان ولا يخفى على أحد الدور الحيوي الذي يؤديه قطاع الصناعة لتلبية مختلف احتياجات قطاع النفط وأن الشركة من خلال عملها الدؤوب حرصت على إيجاد شركاء إستراتيجيين للمضي معهم إلى مشوار النجاحات والتطور ونجحتْ في نيل ثقة عملائها وعلى رأسهم شركة تنمية نفط عمان بالتعاقد معها لتلبية احتياجاتها لعدد من المواد الكيميائية المستخدمة في إنتاج النفط والغاز سواء لعمليات الحفر أو في محطات الإنتاج، كما نجحت الشركة في الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية حيث تجاوزت قيمة العقود المنفذة محليا وإقليميا حتى نهاية العام الماضي نصف مليار دولار أمريكي".

وأشار الصالحي إلى أنَّ الشركة تسعى إلى مواكبة المبادرة الوطنية لتعزيز القيمة المحلية المضافة ولذلك وضعت إستراتيجية طموحة وعملية للتحول من مجرد الاستيراد والتوريد إلى الصناعة ومحاولة إضافة أكبر قيمة محلية ممكنة لكل المواد التي توردها الشركة حيث أسست عدة شركات فرعية سواء كانت مملوكة 100% للشركة أو عن طريق الدخول في شراكات إستراتيجية لتكون الأذرع الصناعية في عدة مجالات ويأتي المصنع كأول ثمار هذه الاستراتيجية الطموحة. وأوضح الصالحي أن الشركة شارفت على اكتمال العمل في تنفيذ مشروعها الصناعي الثاني، وهو مصنع الخليج للبوتاسيوم المقام في منطقة الرسيل الصناعية بطاقة 50 ألف طن سنويا من كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الكالسيوم، والمزمع بدء الإنتاج فيه خلال النصف الثاني من العام الجاري، وبذلك وضعت الشركة خطة شاملة لإقامة مصنع لإنتاج المركبات الكيميائية السائلة والممزوجة بالسلطنة بالتعاون مع شركات عالمية سيبدأ العمل بها خلال العام المقبل.

ومضى الصالحي قائلاً: إن العمل في تنفيذ مصنع الخليج للنشا بدأ في بداية عام 2015 وصولاً إلى مرحلة الإنتاج التجريبي في الربع الأخير من عام 2016، ثم استمر التطوير فيه وتحسين كل من المنتج والطاقة الإنتاجية حتى دخل مرحلة الإنتاج التجاري بمنتج مميز من النشا الصناعي المستخدم لحفر آبار النفط، وتحقق هذا من خلال البحث والتطوير وبالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان مع وجود مختبر متطور بالمصنع مجهّز بأحدث الأجهزة وأفضلها في هذا المجال وقد توجت هذه الجهود بحصول الشركة مؤخرا على جائزة الابتكار ضمن جوائز القيمة المحلية المضافة المقدمة من وزارة النفط والغاز.

وزاد رئيس مجلس إدارة مصنع الخليج للنشا أن المصنع حقق اكتفاء محلياً كاملاً من متطلبات شركة تنمية نفط عمان من مادة النشا بل وفائضاً قابلاً لتزويد الشركات الأخرى العاملة في استخراج النفط والغاز في السلطنة وكذلك قابلا للتصدير إلى الأسواق الإقليمية والعالمية كما هو مخطط له. واستطرد قائلا: "وإيمانا منّا بطاقة الشباب العماني وقدرته الكامنة والتزاما منا بالمساهمة الفاعلة في الجهود الوطنية للتدريب والتشغيل فقد حرصنا على تمكين العمالة الوطنية في كل من الشركة والمصنع وبالتضامن مع البرامج الوطنية في هذا المجال؛ حيث التحق بالمصنع خلال العام الماضي 28 شابا، عشرون منهم من خريجي هذه البرامج، لتصل نسبة تعمين الفنيين فيه إلى 60% والخطة مستمرة لتبلغ النسبة 80% خلال العام المقبل بانضمام دفعة جديدة من الفنيين خريجي البرامج الوطنية للتدريب والتشغيل". وأكد أن المصنع سيمضي قدما حتى تتحقق أعلى نسبة تعمين ممكنة خلال الفترة القريبة المقبلة.

يشار إلى أن أنواع النشا المعدل تستخدم في منتجات الطعام مثل عوامل تغليظ القوام، أو المثبتات، أو المتسحلبات، كما تستخدم في المنتجات الدوائية، والكثير من الصناعات الأخرى. ويركز المصنع على إنتاج النشا المستخدم لأغراض حفر آبار النفط، وذلك عن طريق معالجة النشا الطبيعي بطرق فيزيائية أو إنزيمية أو كيميائية لتغيير خواصه وتحسين أدائه في مختلف استخدامات الحفر كثباته في درجات الحرارة العالية للغاية وفي وسط الأحماض كما يعدل النشا لتغيير قوامه وزيادة درجة لزوجته.

تعليق عبر الفيس بوك