أشردُ مثلَ نهــــــرٍ...


زكية المرموق - المغرب


المدن
كومة رماد
فما الحاجة إلى إشارات المرور؟

الموتى بلا رؤوس
فما الحاجة إلى تصاوير
بربطات عنق أنيقة؟

يقولون:
الليل حجة العميان الذين تلطخوا بكوابيس النهار
آية للسائلين بعدما خانهم الضوء
الليل هو اللازمان في المكان
حينما يتحول الغيب إلى عمامة.

ليس كل عنوان صالح للأكل
قالتها فأرة الكتب العتيقة لنظارتها
وهي تلعق أصابعها بعد وجبة كلام مسلوق
فلم يظهر اسمي في لائحة المطلوبين للقصاص؟

الوقت سائل
وأنا تراب يجف في حقول اللامعنى
فمن أين آتي بالغيم
والخطو يباب؟

ومن أين آتي بأثر يحفظ أثرك
وضفافك ماء؟

الليل ياصاحبي
بيت لا بيت له
فمن يحرس الجدران من النزوح
والمسافة بين الجسر والنهر هواء؟

وكيف نخرج من علب المعنى بكامل براءتنا
ودون خدوش
وكيف أقول أحبك
واللغة تضيق؟

أيها الطريق
شاعر البنفسج البعيد
الذي قتلته نجمة أندلسية
مازال يقيم في دمي
ودمي أكثر من سيل
وأطول من شهقة
أيها الطريق
العبيد وحدهم من يقولون ما شئت أيها السيد
أما أنا فاقول ما شئنا
أيتها الأنهار.

هل كان عليك أن تموتي
يافرجينيا وولف
كي تحلقي في الأعماق
وهل كان عليَّ أن أرث حجر الحكاية
أنا التي تفتتني الوشايات في ردهات الظل؟
لكني لست مثل نسائك
يا ميلان كونديرا
أعشب في العدم
حينما أتدلى مني
ولا تعنيني أشباحك
ياهيتشكوك
حينما أسافر في العزلة
ولا أنساني في غليون
مثلك يابودلير
كي أحضر الشمس في الصقيع
ولا أحيا في الاستعارات
حينما تقصر اليد
أنا حينما أفتح شباكي
لا أحتاج إلى شِباك كي أصطاد اللون
لا أكتفي أنا بما يلمس
ولا بما يرى
أنا فكرة طائشة خرجت عن طوع الصياد
أغيب في الصحو
أحضر في السهو
أغيم في اللغو
أهيم في كثافة الاحتمال
أشرد مثل نهر
دون أن أقلق بشأن المجرى...

يقولون:
الآخرون جحيم
وأقول:
الآخرون نصوص
حينما لا أجد ما آكله

 

تعليق عبر الفيس بوك