الفَــاتِحَـــــة..


د. عمر هزاع – سوريا


مِن عِطرِكِ المَغرُورِ
مِن شَفَتَيكِ
مِن وَحيِ العُيُونِ السَّارِحَةْ
مِن حَيرَتِي
مِن هَلوَسَاتِي
وَ الدُّمُوعِ المَالِحَةْ
مِن ذِكرَيَاتِي
- وَيكِ -
إِذ تَعدِينَ بِالنَّهدَينِ فِي صَدرِي
خُيُولًا جَامِحَةْ
مِنِّي
وَ مِن أَرَقِي
وَ مِن غَضَبِي وَ خَوفِي وَ انكِسَارِي
قَافِيَاتِي
مِن حُرُوفِي النَّائِحَةْ
شِعرِي
- < أَنَا > -
مِن رَغبَتِي
مِن أُمنِيَاتِي الفَاضِحَة
مِن وَاقِعِي المَهزُومِ
- فِي كَفَّيكِ -
نَوحُ قَصِيدَتِي
مِن رِمشِكِ السِّكِّينِ
مِن طَعنَاتِهِ المُستَدمِيَاتِ الذَّابِحَةْ
مَا الشِّعرُ , إِلَّا أَنتِ
يَا مَن فِي بُحُورِي سَابِحَةْ
مَا الشِّعرُ ؟
قُولِي لِي ؟
- إِذَا غَادَرتِنِي !! -
وَ غَدِي الَّذِي أَرجُوهُ صَارَ البَارِحَةْ ؟
مَا الشِّعرُ ؟
مَا عَزفِي لَهُ ؟
مَا قَافِيَاتِي ؟
مَا أَنَا ؟
مَا حِبرِيَ المُلتَاثُ فِي حَلقِ الدَّوَاةِ النَّابِحَةْ ؟
أَينَ الرَّبِيعُ المَائِسُ النِّسرِينَ ؟
أَينَ الخَوخُ ؟
كَيفَ ادَّوَّرَ الدُّرَّاقُ ؟
يَا لَيلَ الهَوَى ؟
لِأُطَارِحَهْ ؟
أَينَ ارتِعَاشَاتُ السُّطُورِ بِدَفتَرِي ؟
مُذ خُنتِ
تَاهَتْ أُمنِيَاتِي النَّازِحَةْ !!
فِي ثَورَةِ الأقدَاحِ
فِي سَكَرِ الخَنَاجِرِ مِن جُرُوحِي الكَالِحَةْ
مُذ خُنتِنِي
وَ جَحدتِ عَزفَ أَصابِعي
وَ عَقَرتِ شِعرِي
- بَغتَةً -
وَ قَرَائِحَهْ
مَا الشِّعرُ إِلَّا أَنتِ
لَكِنَّ الخِيَانَةَ جَارِحَةْ
مَا الشِّعْرُ إِلَّا أَنتِ
لَكِن ...
كَفَّةَ العِصيَانِ صَارَتْ
- بِانهِزَامِي -
رَاجِحَةْ
- وَيحِي -
تَبَرَّأَتِ القَصِيدَةُ مِن دَمِي
فَغَدَوتِ نَثرًا
فِي حُرُوفِي الضَّابِحَةْ
شِعرِي كَفَرتُ بِهِ
لِأَنَّكِ وَحيُهُ
وَ شَطَبتُ - < مِن " آيِ " القَصِيدِ " > - الفَاتِحَةْ " !!

 

تعليق عبر الفيس بوك