الجمعية العمانية للمسرح تحتفي باليوم العالمي وتعقد جمعيتها العمومية

الرؤية - ناصر العبري

تعقد الجمعية العمانية للمسرح يوم السبت المقبل، بمقر جمعية الكتاب والأدباء بمرتفعات المطار جمعيتها العمومية، وذلك لمناقشة التقرير المالي والإداري عن أعمال السنة المنتهية.

وكانت قد احتفت أمس الأربعاء على مسرح كلية التقنية العليا باليوم العالمي للمسرح تحت رعاية سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية.

بدأ الحفل بكلمة المسرحيين العمانيين ألقها بالنيابة عنهم الفنان المسرحي محمد بن هلال السيابي قال فيها: أيها الرائعون، أيها المسرحيون، ها هو يومكم، وها أنتم، من تتميزون بأنكم مختلفون عن غيركم، فأنتم وإن كان الجمهور هو الذي يشاهدكم على الخشبة، أنتم الأكثر مشاهدة له، ومراقبة له، وتمثيلا له، أنتم فقط من يستطيع أن يكون الخير وإن تقمصتم على الخشبة عكس ذلك، وأنتم من يصنع للفرح والحب والسعادة حتى وإن أظهرتم على الخشبة عكس ذلك، تفرحون وتحزنون، وتشتعلون حبا وتنكسرون بكاء، ليسعد فقط ويفرح فقط من جاء ليشاهدكم تنشرون الأمل بينهم، وإن صعدتم على خشبة المسرح محملين بالهموم.

شخصية العام المسرحية

كرم بعدها سعادة الدكتور وكيل التنمية الاجتماعية مجموعة من المؤسسات والمسرحيين الداعمين لأنشطة الجمعية للعام 2017م كما تم الاعلان عن شخصية العام المسرحية وتكريمها، وقد فازت بها الدكتورة آمنة الربيع اعتمادا على نتاجها المسرحي للعام 2017م حيث كان من ضمن انتاجها إصدار مسرحية المعراج وكتاب جماليات التأليف الدرامي والإخراج في تجارب مسرحية عمانية ( محمد الشنفري وبدر الحمداني ومحمد خلفان نماذج) ومجموعة من البحوث المسرحية المحكمة والأنشطة والفعاليات المختلفة. كما قدمت الجمعية العمانية للمسرح هدية تذكارية لراعي الحفل عبارة عن مجموعة من الإصدارات المسرحية لكتاب عمانيين.

اليوم العالمي

ألقت بعدها الدكتورة آمنة الربيع كلمة اليوم العالمي للمسرح، التي ألقتها مايا زبيب من لبنان مخرجة مسرحية، وممثلة، وكاتبة، وأحد مؤسسي شركة "زقاق" المسرحيةومما قالته في كلمتها: إنها لحظة من المشاركة، لقاء يصعب تكراره، أو إيجاده في أي نشاط آخر في العالم. إنه الفعل البسيط من تجمُّع بعض الأشخاص واختيارهم أن يكونوا معًا في نفس المكان، في نفس الوقت، ليصنعوا تجربة مشتركة. إنها دعوة للأفراد أن يكوِّنوا وحدة، أن يجدوا معا تصورًا لكسر عبء الضروري والمُلزم، أن نستعيد ترابطنا الإنساني ونجد من الاتفاق أكثر مما نجد اختلافًا، عندما تستطيع قصة ما أن تتبع خطوط العالمية، هنا يكمن سحر المسرح، حيث يستعيد التمثيل خصائصه المهجورة .

وأضافت: في عالم ينتشر فيه الخوف المستحكم من الآخر،الانعزال والوحدة، أن نكون معًا في المكان والزمان الواحدما هو إلا فعل حب. أن تقرر استقطاع وقت لنفسك, بعيدًا عن الإشباع اللحظي وإغراق أنفسنا في الحياة الاستهلاكية سريعة الإيقاع, أن نُبطأ للحظة, ونتأمل كيف نعكس ذلك للعالم, إنه فعل سياسة, فعل سماحة.

بينما سقطت كبرى الأيدولوجيات, ونظام العالم آخد في إثبات فشله على مر العقود, كيف يمكن لنا تصور المستقبل؟ بينما الأمن والراحة هم غاية وأولوية الجميع في ظل الحوار المهيمن, هل نستطيع أن نعبر إلى أراضٍ خطرة دون الخوف من خسارة امتيازاتنا؟

باتت اليوم سرعة المعلومة أهم من العلم, والشعارات أهم من الكلام, وصور الجثث أهم من صور الأحياء, بينما يبقى المسرح ليذكرنا أننا بشر من دم ولحم وأن لأجسامنا قيمة, يبقى المسرح ليحيي كل مشاعرنا, ليعطي القوة والمعنى للكلمات, أن يسرق الكلمة من السياسيين ويعطيها لمستحقيها, لحلبة الأفكار والحوار, لمساحة الرؤية الجماعية.

قدمت بعدها فرقة مسرح الدن للثقافة والفن مونودرامالحياله، وهي من تمثيل عبدالحكيم الصالحي، وإعداد وإخراج محمد خلفان، وقصة أحمد الكلباني، وسينوغرافيا وديكور طاهر الحراصي، وموسيقى محمود المخرومي.وإدارة حمد زايد الهاشمي وإشراف عام محمد النبهاني.

تحكي المسرحية قصة الشاب المحصور في كرفانته بسبب المنخفض الجوي العميق الذي يمر بالقرية، فيصاب الشاب بحالة من الذعر خاصة وأنه يعاني من فوبيا الماء، فيستعيد ذكريات الإعصار الذي مر بالقرية ويخشى أن يكون المنخفض كرة من كرات المحيط، في ظل الخوف الذي يعيشه الشاب يستذكر قصته مع الإعصار الماضي الذي كشف العديد من القضايا من مختلف المستويات. وفي نهاية الحفل وقف الجمهور لتحية طاقم العمل وصفق له طويلا.   

 

 

تعليق عبر الفيس بوك