الرواية والسينما.. علاقة شائكة

سعد ناجي علوان - العراق

 

تؤكد السينما دوما على أنها اسم اللذة التي خلقها الإنسان لنفسه. أما المختصون بالسرد فيمليون إلى قول كونديرا: بأن الرواية هي فردوس القاريء أو هي أساس التأويل كما يؤكد أمبرتو إيكو ومابينهما لا بد من تحصيل البعد الثالث لوعي هذه المسألة.. فالعلاقة بين الرواية والسينما تنشد الاختراق لا التوازي.. وقد سعت السينما دائما إلى دراسة مايجاورها من مختلف العلوم التعبيرية لإنتاج أساليب أكثر تطورا وجدلا للواقع المعاش.. ولأن الرواية أقرب تلك الأشكال. فهي عبارة عن صورة كبيرة للواقع.. زاد الوئام المفترض بينهما وباتت السينما تصرِّح بما تريد الرواية إيصاله للقاريء... وقد تزيل أحيانا ماتراكم من سكون حول هذه الرواية أو تلك لتؤكد معناها الأول..

وعلى سبيل المثال طبيعة التناول والعلاقة بين السينما والرواية.. نجد أن الممعن في فيلم المريض الإنجليزي وأبعاده  الفنية والإنسانية وثرائه الباذخ سيزهد في الرواية وما يريده  متن النص... ومع ذلك فالسينما ليست ذلك الفارس الهمام دائما فلربما تعجز أحيانا عن بهاء الحضور وفك طلاسم الرواية وإدراج رؤيتها الذاتية بشكل وأضح وجميل... ففي فيلم(اسم الوردة ) تحصل الخيبة ويتأكد الفشل الفني أمام عمارة الرواية وعمق دلالاتها.

وهذه الخيانة السينمائية هي أحد أهم الأسباب التي جعلت روائي لامع مثل ماركيز يتوقف بعد عملين فقط ويمتنع عن تحويل أيا من أعماله الأدبية مرة أخرى إلى السينما وليغادر  تلك العلاقة  رغم الإغراءات المالية.

إلا أننا لانعدام الأجمل في هذه العلاقة حين يتم الانتباه بصورة واعية لآفاق الرواية ودهشة السينما للإيغال بعيدا في المعنى الإنساني المشترك والأمساك بالسحر الذي يجعل الحياة  أكثر جمالا واحتمالا... كما فعلت الكثير من الأفلام المقتبسة عن نص أدبي.. ما يفرض علينا الاعتراف بأن السينما عالم والرواية عالم آخر.. يختلفان بقدر عدم نقض أو إلغاء أحدهما للآخر.. مع احتواء متفرد للسينما.

تعليق عبر الفيس بوك