مسقط - الرؤية

تشارك وزارة التراث والثقافة العالم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح 2018م، الذي يصادف 27 مارس من كل عام، وذلك من خلال تنظيم عروض مسرحيات ودورات مسرحية في عدد من محافظات السلطنة بالتعاون مع الفرق المسرحية الأهلية. العرض المسرحي الأول بعنوان "صدى الإنسان" لفرقة النرد المسرحية الأهلية، الساعة 7 مساء اليوم الثلاثاء 27 مارس، بجامعة صحار تحت رعاية والي لوى.

ويستضيف مركز نزوى الثقافي عرضين مسرحيين اليوم، وهما مسرحية "الاتجاه المعاكس" لفرقة كلية العلوم التطبيقية، ومسرحية "عويل الزمن المهزوم" لفرقة جامعة نزوى.

وتشارك فرقة نخل المسرحية الأهلية بمسرحية "خب الكلب" بمسرح فريق شباب نخل بولاية نخل، وذلك مساء يوم الجمعة القادم 30 مارس، تحت رعاية سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري- وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية.

وحرصًا من وزارة التراث والثقافة على تهيئة الكوادر المسرحية وصقل مهارات الممثل المسرحي، تنظم دائرة المسرح والسينما بالوزارة دورة في علوم المسرح في الكلية العلمية للتصميم تضم 40 مشاركاً، خلال الفترة من 27-28 مارس 2018م، من الساعة 5 إلى 8 مساء، ويشتمل برنامج الدورة على عدد من الورش التدريبية في علوم المسرح، حيث يقدم موسى القصابي- مدير دائرة المسرح والسينما ورشة بعنوان "العمل المسرحي برؤية استثمارية"، كما تقدم وضحى البادية ورشة بعنوان "السينوغرافيا وخشبة المسرح"، تليها ورشة "نظريات تطور المسرح" تقدمها جليلة الفهدية، وكذلك ورشة عن "مبادئ النقد المسرحي" تقدمها منال العامرية، كما يقدم سعيد شنون ورشة "إعداد ممثل"، وتقدم سارة العجمية ورشة "أسس المكياج المسرحي"، والإشراف الفني والإداري لهذه الدورة لحسنة الحديدية.

ويعد اليوم العالمي للمسرح من أهم المناسبات التي يحييها المسرحيون في جميع دول العالم لما له من أهمية كبيرة لدى الفنانين المسرحيين في مختلف دول العالم، حيث نشأ المسرح العالمي إثر مقترح قدمه الناقد والشاعر والمخرج (آرفي كيفما) في 27 مارس من كل عام، وبذلك فقد بدأت فكرة الاحتفال باليوم العالمي للمسرح عام 1961م، أثناء المؤتمر العالمي التاسع للمعهد الدولي بمدينة فيينا، وقد كان باقتراح من رئيس المعهد، حيث قام بتكليف المركز الفنلندي التابع للمعهد 1962م، بتحديد يوما عالميا للمسرح ليكون 27 مارس من كل عام، وهو تاريخ افتتاح مسرح الأمم عام 1962م في موسم المسرح بمدينة باريس الفرنسية، حيث حمل اسم مسرح سارة بارنر، وقد كانت التقاليد الثقافية الخاصة بالمهرجان المسرحي تبدأ 27 مارس بتقديم عروض مسرحية لمختلف المسارح العالمية.

 وقد أولت وزارة التراث والثقافة اهتمامًا كبيرًا بالمجال المسرحي كون أن رسالة المسرح معيارا أساسيا ومؤثرا في رقي وتقدم الأمم، وسعت الوزارة إلى نشر والاهتمام بهذه الرسالة المسرحية ونسج رؤاها في المجتمع، لتنسجم مع تطلعات المسرح والمسرحيين وأيضاً بما يُحقق الوعي للجمهور المتابع للمسرح وشؤونه المتعددة، الأمر الذي تكلل من خلاله تحقيق أهداف عديدة كانت كفيلة بأن تدفع بهذا المجال الثقافي الهام إلى مستويات من النجاح، واتخاذ مكانة في مجال الحراك الثقافي بالسلطنة وفي هذا الصدد اتخذت خطوات عدة أهمها نشر الوعي الثقافي والمسرحي في المجتمع العُماني، احتضان الموهوبين والمحترفين في المجال المسرحي، تأسيس فرق مسارح الشباب في كل محافظات السلطنة، التصريح بتأسيس فرق مسرحية أهلية محترفة في جميع محافظات السلطنة، إقامة المهرجانات والملتقيات والأسابيع والأيام المسرحية بشكل دوري، المشاركة في المهرجانات المسرحية بكافة جوانبها على المستوى المحلي والخليجي والعربي والعالمي، الانضمام إلى عضوية المؤسسات والهيئات الإقليمية والدولية المعنية بشؤون المسرح، إقامة الدورات التدريبية وورش العمل المسرحية، وإقامة الندوات المسرحية التخصصية، دعوة المتخصصين من المسرحيين في كافة دول العالم لحضور المهرجانات والدورات والملتقيات والندوات والورش المسرحية للاستفادة من تجاربهم المسرحية، فتح المجال للمسرحي العماني للمشاركة كناقد ومحاضر ومعقب في المهرجانات على المستوى الداخلي والخارجي، إنشاء المرافق الثقافية والمسارح المختصة بالعروض المسرحية (كمسرح المديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفار، ومسرح مركز نزوى الثقافي). وفي خضم هذا الزخم أنتج حراك مسرحي متميز، وأضحى المسرح في السلطنة يحظى بشعبية كبيرة واهتمام واسع، وقد عملت في ذات السياق المؤسسات التعليمية على تطوير وتنمية هذا القطاع من خلال تأهيل الكوادر المسرحية، حيث تم افتتاح قسم للفنون المسرحية في جامعة السلطان قابوس ضم أقسام التمثيل والإخراج والنقد المسرحي والديكور، رفد من خلاله أطر وكوادر مسرحية عمانية اضطلعت هي الأخرى بوضع صور وأسس مشرقة للمسرح العماني، ولم يقتصر الاهتمام بالتأهيل الأكاديمي للمسرح في المؤسسات التعليمية داخل السلطنة فقد فتح المجال للراغبين بدراسة هذا المجال في المؤسسات التعليمية العليا بخارج السلطنة بإيفاد وابتعاث طلبة إلى دولة الكويت للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وإلى جمهورية مصر العربية للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية وأكاديمية الفنون.

كما تم ابتعاث عدد من الطلبة إلى دول العالم العريقة بالفن المسرحي وأصوله، مما ساهم ذلك في أن تزخر الساحة الثقافية المسرحية العمانية بتوافر الأطر المسرحية المتميزة والمجيدة لتشمل كافة المجالات الفنية كالإخراج والتمثيل والنقد المسرحي وتصميم الملابس وهندسة الديكور، مما أهل أن يتبوأ المسرح العماني مكانة مرموقة وبإحصاءات مبشرة لحركة مسرحية مؤطرة قوامها وفرة فنية إيجابية في عدد المشتغلين الفنيين بجميع المحافظات بالسلطنة، وازدياد العنصر النسائي، وازدياد المسابقات والمهرجانات على مستوى الفرق المسرحية، وعدد الفرق المسرحية الأهلية.

كما تسعى الوزارة باستمرار على نشر الوعي الثقافي والمسرحي في المجتمع ولكافة فئاته وشرائحه، وذلك من خلال تأسيس فرق مسرحية شبابية تعنى بالقطاع المسرحي الشبابي في دوائر التراث والثقافة التابعة للوزارة في جميع المحافظات وعددها سبع فرق، تقدم لها الدعم المباشر لإنتاج عروضها المسرحية السنوية وبرامجها المتعددة، وكذلك إشهار فرق مسرحية أهلية، بلغ عددها (33) فرقة مسرحية أهلية تعمل جنبًا إلى جنب لتحقيق الأهداف العامة وفق شراكة وتعاون إيجابي حصد نتائج جدا مهمة ساهمت في دعم ورقي المسرح بالسلطنة، وتتوزع هذه الفرق في كافة محافظات السلطنة وتقدم برامجها وفعالياتها بكل إتقان وجودة في الأعمال المقدمة وإلى جانب هذه الشراكة تسير الجهود بتسلسل تعاوني بناء مع كافة الأجهزة الثقافية، وجمعيات المُجتمع المدني المهتمة بالجوانب الثقافية والتي تأتي في مُقدمتها الجمعية العمانية للمسرح في تنظيم شؤون الفرق المسرحية والإشراف المُباشر عليها ومتابعتها في الجانب الإداري واللوجيستي والفني والتقني وتنظيم اللوائح المنظمة لعملها بجانب توفر الدعم المالي. ولأهمية إبراز الإنتاج المسرحي، فقد أولت الوزارة اهتمامًا كبيرا بتخصيص مهرجان يجمع كل هذه الإبداعات ويعزز دورها في المجتمع لتصبح هذه المهرجانات والملتقيات الفنية مكان للالتقاء والإبداع تتنافس فيه الفرق المسرحية ويبرز من خلالها جل المشتغلين والمهتمين بالمسرح وشؤونه.