لمْ تكفِّنْهُ في السّطورِ برتبةِ شهيدْ!


سعاد محمد – طرطوس – سوريا


 
منْ يدري كمْ تُخفي الأساطيرُ خلفَ الغلافِ الجميلِ
من مجازرَ شعوريّةٍ وكلماتٍ ضالّةْ؟
الأساطيرُ كالقادةِ..
لا تأبهُ لمنْ تُزهَقُ أمانيهم
خلفَ قلاعِ /المقولةِ المقدّسةِ/
قدْ أفسدَتْ طويتَها شهوةُ الصعودْ
تسوقُ سكانَها بينَ السّطورِ
تشاغلُهمْ بالغنائمِ لِتلهيَهُمْ عن عينِ المعنى
ومنْ يلزَمِ العفافَ على هامشِ احتفاليةِ الصّيدْ
تعشقْهُ الكلماتْ
وتشقِهِ
تعنّفْهُ بتهمةِ ِ بالأنا
ثمَّ ترفعْهُ إلهاً على صليبِ البالِ
مضرجاً بشهقاتِ الإعجابْ

نرسيس..
 هامَتْ به الأسطورةُ..
وفي الحبَّ يجنحُ الخيالْ
وتتأخّرُ مداركُ الرّغبةِ عن خيولِ الرّوحْ  
هي لمْ تقرأْ بارقَ المجدِ في عينيهِ
اكتفَتْ بما شفَّهُ الصّدى من رسائلِ التّأويلْ

نرسيس لمْ يُسلِّمْ بياضَهُ لعبثِ الجهاتْ
ولا أغواهُ تقلُّبُ الألوانِ على أسرّة ِالرّيحْ
مشى على عمرِهِ كناسكٍ تلبّسَتْهُ فكرةٌ
فتاهَ عن إيماءةِ الحياةِ
لو تحرَّشَ بالغيمِ الّذي استحمَّ في الماءْ..
لما انتخبَتْهُ الأسطورةْ

نرسيس..
نكَّسَ عينيهِ إلى الأبدِ
حينَ غرقَتِ الشمسُ في البحيرةِ
تسمّرَ حارساً لما يطفو منها..
لِئلا تجفَّ صورتُها من السّماءْ!

فعاقبتْهُ قدماهُ لأنَّهُ أنِفَ دعوةَ القّبراتِ للرّقصِ
زرعته ظلاً لهلوساتِ الماءْ
وتمثالاً  لشقاواتِ الندى
فتقطَّرَ هواهُ بصمتٍ في حشاهْ
ولفرطِ غرقِهِ في المعنى
صارَ قلبُهُ حصاةَ شمسْ!

نرسيس..
مشَتْ به السّطورُ كما تشاءُ
درباً لغرائزِ الغيبِ في العبادْ
لكنَّهُ قالَ بصمتٍ ما شاءْ
ولحرفةِ كيدِ الأسطورةِ ..
وكم تكيدُ المرأةُ حين يُلوَى قلبُها
ركنَتْ في الظلِّ رهبةَ معناهْ
بأنْ أغفلَتْ قدرَهُ المدائحُ
ولمْ تكفِّنْهُ في السطورِ..
برتبةِ شهيدْ!

 

تعليق عبر الفيس بوك