جهود متواصلة لتمكين الكوادر الوطنية بفضل التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص

مسؤولون: برامج تأهيل وتشغيل متعددة في شركات النفط والغاز لتوظيف الشباب.. والقطاع يسجل نسب تعمين مرتفعة

 

مسقط - العمانية

أكد مسؤولون في عدد من المؤسسات العاملة في قطاع النفط والغاز أنَّ هناك العديد من برامج التأهيل والتدريب المقرونة بالتشغيل أو على رأس العمل، التي تعاون في تنفيذها عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية والشركات العاملة في القطاع والكليات والمعاهد التي تسعى للاستثمار في الموارد البشرية، وتمكين الشباب العمانيين من الالتحاق بالفرص الوظيفية المتاحة في القطاع، خاصة الوظائف المهنية وتأهيلهم إلى الوظائف العليا.

وأوضحوا أن نسب التعمين في الشركات العاملة في القطاع مرتفعة، وتركز تلك الشركات حاليا على تمكين الشباب من العمل في الوظائف المهنية وتأهيل المهندسين وعلماء الجيولوجيا وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتطوير واستدامة موارد السلطنة من النفط والغاز، والبحث في كيفية إيجاد فرص عمل جديدة تساعد على ديمومة الوظائف واستقطاب الشباب الباحثين عن عمل واللحاق بالتقنيات المتسارعة في العمل. وقال الدكتور حمود بن راشد التوبي الرئيس التنفيذي لشركة الشوامخ للخدمات النفطية عضو مجلس إدارة الجمعية العمانية للخدمات النفطية "أوبال" -في حديث لبرنامج "معا نعمل" التليفزيوني، الذي تبثه قناة عُمان مباشر- إن هناك جهودا حثيثة تبذل للاستثمار في برامج التطوير والتدريب لرفع مهارات القوى العاملة الوطنية والمساهمة في نقل المعرفة وبناء القدرات الفنية والتشغيلية من خلال الشراكات الإستراتيجية مع كبرى الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز في السلطنة. وأكد أن افتتاح معهد عُمان للنفط والغاز من شأنه أن يعمل على رفد السوق العماني بالكفاءات وتعزيزه بالخريجين من خلال برامج تأهيلية؛ حيث يضم المعهد أحدث تكنولوجيا محاكاة الواقع ومنصات الواقع الافتراضي تحاكي الواقع في قطاع النفط والغاز، ويستوعب 200 متدرب من مختلف التخصصات الهندسية المرتبطة بمجالات النفط من الخريجين الجدد ليتم تدريبهم لمدة 3 سنوات، إضافة لتنظيمه دورات قصيرة بالتنسيق مع كافة الجهات النفطية في السلطنة على حسب التخصصات المطلوبة؛ سواء كان في مجالات هندسة الحفر أو الجيولوجيا، أو غيرها من التخصصات المتصلة بقطاعي النفط والغاز. وأضاف: إنَّ "أوبال" تسهم بدور كبير في مجال التعمين والتدريب والتأهيل، وجهود في الإحلال وإعادة تشغيل العمانيين الذين تم إنهاء خدماتهم بسبب تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية الاخيرة المتعلقة بانخفاض أسعار النفط من خلال العمل عن كثب مع وزارة النفط والغاز ووزارة القوى العاملة واتحاد العمال؛ إذ تمكنت من إعادة تشغيل أكثر من 4200 عماني تم إنهاء خدماتهم بسبب الأزمة، إضافة للعمانيين الذي يتم نقلهم من شركة إلى أخرى بسبب انتهاء عقود عمل تلك الشركات حسب المادة 48 من قانون العمل العماني. ومضى قائلا: إنَّ اوبال تنسق وتتعاون مع العديد من الجهات التمويلية لتأسيس برامج تدريبية للعمانيين مقرونة بالتوظيف تكسب المتدربين المهارات الفنية والتقنية التي يحتاجها القطاع وتتناسب مع احتياجاته، موضحا أنه تم في هذا الإطار مؤخرا تخريج 146 متدربا، بالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان، والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، كما تم التوقيع على اتفاقية أخرى مع مؤسسة "اشراقة" لتدريب حوالي 120 من العمانيين العاملين في مختلف المؤسسات الأعضاء في الجمعية؛ بهدف تعزيز مهاراتهم في مجالات التواصل والقيادة والإدارة وكتابة الأعمال...وغيرها. وتحدث التوبي عن شركة الشوامخ للخدمات النفطية -التي تعد إحدى شركات المجتمع المحلي الخمس الكبرى، وهي شركات مساهمة أهلية مقفلة- وقال إنها تُسهم في توفير فرص استثمارية للمواطنين القاطنين في مناطق الامتياز النفطية، وتضم هذه الشركات الخمس 1300 موظف عماني ونسبة تعمين تتجاوز 72 في المئة.

من جانبه، قال يحيى بن حامد الغابشي مدير عام الموارد البشرية بشركة أبراج لخدمات الطاقة: إن الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز تعمل حاليا على إيجاد فرص عمل جديدة وتسعى لتمكين العمانيين من الحصول على الوظائف والتأهيل والتدريب المناسبين، وأن هناك تجديدًا في مبادرات التدريب والتأهيل والتركيز حاليا في القطاع على المبادرات؛ حيث يشهد قطاع النفط والغاز تنسيقا متكاملا بين الشركات والمؤسسات والجهات المعنية في القطاع الحكومي.

فيما أشاد خالد بن سعيد الدرعي عضو مجلس إدارة شركة "سيح السرية للهندسة"، بالجهود التي تبذلها وزارة القوى العاملة وشركة تنمية نفط عمان والشركات والمؤسسات العاملة في قطاع النفط والغاز والجمعية العمانية للخدمات النفطية "أوبال" وشركات المجتمع المحلي في مجال الاستثمار في الموارد البشرية العمانية، وتأهيلها وتدريبها وإيجاد فرص العمل لهم. وأضاف: هناك حاليا 191 فرصة عمل للشباب العمانيين مقرونة بالتدريب بالتنسيق مع الصندوق الوطني للتدريب سيلتحقون بالعمل فور انتهاء التدريب، فيما تسعى الشركة -وبالتنسيق مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة؛ منها: وزارة القوى العاملة- إلى تمكين الشباب العمانيين من أجل أخذ مواقعهم في الشركة والإسهام في إيجاد كفاءات وطنية تدفع بعجلة التنمية.

وقال محمد بن أحمد الدرمكي مدير أول الموارد البشرية والإدارة في شركة دليل للنفط: إن هناك عمانيين في القطاع يعملون على تأهيل زملائهم، وهذا الأمر جاء نتيجة للجهود التي تبذلها الشركات منذ فترات طويلة من أجل إيجاد كفاءات وطنية تعمل على تعزيز العمل في القطاع، وتدفع به إلى آفاق تساعد على رفع الإنتاجية والقدرات المهنية والوظيفية. وأضاف: إن الشركة تعمل على استقطاب الشباب العماني من خريجي الجامعات والكليات الذين يحتاجون الى فترة تدريب تستغرق 8 أسابيع من خلال التدريب على رأس العمل قبل التخرج، وقامت الشركة العام الماضي باستقطاب 140 طالبا وطالبة للعمل في الشركة، ولدى الشركة برنامج يستمر لمدة 4 سنوات يتضمن التدريب والتأهيل على رأس العمل.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة القوى العاملة، يوم الخميس الماضي، عن بدء استدعاء 2409 باحثين عن عمل لإجراء الاختبارات ومقابلات التشغيل اعتبارا من اليوم الأحد، في وقت بلغ فيه عدد المواطنين الملتحقين بالعمل في القطاع الخاص خلال الفترة من بداية ديسمبر الماضي وحتى التاسع عشر من مارس الجاري، 18 ألفا و344 مواطنا ومواطنة.

تعليق عبر الفيس بوك